عندما أراد نابليون احتلال القدس
هاني مراد
وقد عمد أثرياء اليهود وعلى رأسهم عائلة روتشيلد، إلى بناء السفن في ميناء جنوة الإيطالي، حتى يستخدمها نابليون في غزو مصر والشام، كما أقرضوا البنوك الفرنسية الأموال اللازمة لتمويل الحرب.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
تعود أطماع نابليون واليهود في فلسطين إلى عصر الثورة الفرنسية، أي قبل وعد بلفور بأكثر من 100 عام.
ويتضح ذلك في تقرير "توماس كوربت" الضابط اليهودي، الأيرلندي الأصل، في الجيش الفرنسي، الذي قدمه إلى المسيو بول باراس، عضو حكومة الديركتوار، عارضا مساعدة اليهود لنابليون بأموالهم في حروبه في الشرق، مقابل توطين اليهود بفلسطين، وإقامة دولة يهودية عليها، بعد احتلال نابليون لها، فيحقق نابليون أهدافه السياسية والعسكرية والاقتصادية، مقابل تحقيق اليهود لأهدافهم الدينية والعنصرية.
وقد استحسن نابليون الفكرة، وطلب من حاخامات اليهود، صياغة نداء حماسي، إلى اليهود في جميع أنحاء العالم، لدعم الفكرة بأموالهم، كما جرت عادة اليهود في إشعال الحروب بأموالهم الربوية التي كانوا يقرضونها للدول المتحاربة، حتى إنهم كانوا يقرضون كل بلدين متحاربين، لكي تتضخم ثرواتهم على حساب أرواح البشر، وأنقاض الحضارة.
وقد عمد أثرياء اليهود وعلى رأسهم عائلة روتشيلد، إلى بناء السفن في ميناء جنوة الإيطالي، حتى يستخدمها نابليون في غزو مصر والشام، كما أقرضوا البنوك الفرنسية الأموال اللازمة لتمويل الحرب.
وفي الوقت الذي كان يتظاهر فيه نابليون بأنه مسلم، وأنه احتل مصر من أجل تخليصها من المماليك، وأنه صديق للباب العالي، كان يخطط لإقامة دولة يهودية على أرض فلسطين وسيناء، بعد احتلال مصر والشام!
ولكن تأتي رياح النصر وجهاد المسلمين للمحتل بما لا تشتهي سفن نابليون. فبعد هزيمة نابليون، وعجزه عن البقاء في مصر، لبسالة أهلها والدفاع عنها وتضحياتهم الجسيمة التي بذلوها، وبعد مقتل ما يزيد على 20 ألف جندي فرنسي في مصر، وبعد فشله في غزو الشام لمناعة أسوار عكا، وبعد مقتل وجرح نحو 5 آلاف جندي فرنسي في الشام، ورغم ارتكاب نابليون لأبشع المذابح، ومنها مذبحة يافا التي قتل فيها وحدها ما يزيد على 4000 أسير مسلم، فشل مشروع اليهود ونابليون، حتى لجأ اليهود إلى بريطانيا وأمريكا، لتحقيق أطماعهم بعد 100 عام!
وحين يعود المسلمون إلى يقظتهم ودينهم ، كما كانوا في سابق عهدهم، فسوف يحررون أرضهم في حاضر عصرهم!