الأرض تهتز تحت أقدام خيول المسلمين في عين جالوت
يوم النصر انهزم التتار في عين جالوت هزيمة قاسية وأخذتهم سيوف المسلمين، وقُتل قائد الجيش التترى " كتبغا " ووقع ابنه ضمن المئات من الأسرى
- التصنيفات: التاريخ والقصص -
كتب ؛ مجدي الناظـر
يوم" مشهود من أيام الله عز وجل دهست فيه أقدام خيول الإسلام أكبر قوة متغطرسة في العالم في ذلك الوقت إلا وهم جيش التتار في معركة كبيرة استطاعت أن تغير مجرى التاريخ كله والإستراتيجية العسكرية وتعيد العزة والكرامة لأمة الإسلام . قوة الإيمان بالله عز وجل والثقة بنصر الله والصبر والعزم والتصميم، يمكن أن نجابه المحنة ونتفوق عليها وننتصر هكذا كان عقل وفكر القائد العظيم سيف الدين قطز سلطان مصر وقائد الجيش الإسلامي في عين جالوت والذي تولى حكم مصر لمدة (( 11 شهراً و 17 يومً فقط ) ولحكمة لا يعلمها سوى مدبر الكون سبحانه وتعالى ليقود الجيش المصري المسلم إلى نصر ساحق على اكبر قوى الشر والشرك في العالم كله في ذلك الوقت وهم التتار الذين لا يعرفون لغة سوى لغة الدماء لتسلح خيول المسلمين في دماء جيوش التتار الهمجية في أكبر معركة شهدها التاريخ بعد غزوة بدر وفتح مكة واليرموك والقادسية ألا وهى موقعة عين جالوت بفلسطين في 25 رمضان 658 هجرياً 1260 ميلادياً ... اهتزت الكرة الأرضية تحت أقدام وخيول قطز وكتائب الإيمان ليحققون نصراً عظيماً قضوا فيه على الأسطورة الزائفة وخلصوا العالم كله من مسلمين ونصارى ويهود وبوذيين من شر التتار الذين اجتاحوا العالم بعد أن وضع قطز مع القادة والأمراء خطة عسكرية محكمة مثل خطة معركة نهاوند وانتصر فيها النعمان بن مقرن على الفرس وانهار التتار وقتل كتبغا قائد التتار الذي تولى قيادة الجيش التتري بعد سفر هولاكو إلى منغوليا لتولى حكم إمبراطورية التتار بعد موت أبيه جانكيز خان ـ قبل معركة عين جالوت بنحو 30 عام، بدأت جماعات عسكريّة كبيرة من التتار بالخروج من سهول آسيا الوُسطى بقيادة جنكيز خان، واتَّجهت هذه القُوّات إلى مناطق أواسط الصين، وشمال غربيّ الهند، وخُراسان، فتمكَّنت من اجتياحها، كما دخلت سهول روسيا، واتَّجهت نحو الجنوب الغربيّ، وأحكمَت سيطرتها على بلاد فارس (إيران)، وفي عهد القائد التتري هولاكو - استمرَّت قُوّات التتار في توسيع نفوذها إلى أن وصلت إلى عاصمة الخلافة العبّاسية مدينة بغداد في صفر من عام 656هـجرياً / فبراير من عام 1258ميلادياً ، واستطاعوا إحكام سيطرتهم عليها، وإجبار الخليفة العبّاسي المُستعصِم بالله على الاستسلام، حيث قتلوه، وقتلوا أفراد أسرته، ورؤوس الدولة العبّاسية، كما دمَّروا مرافق بغداد، وسفكُوا دماء أهلها دون شفقةٍ،بل وحرقوا أكبر مكتبة إسلامية في التاريخ وهى مكتبة بغداد والقوا بالكتب في نهر الفرات ليعبر الناس على الكتب أو رحمة، وكانت هذه هي الأنفاس الأخيرة للدولة العبّاسية، إذ انهارت، وسقطت بعد أكثر من خمسة قرون من الحُكم ـ بعد هزيمة الدولة العبّاسية في بغداد، طَمِع هولاكو بحُكم الشام، والجزيرة العربيّة، وتمكَّن في ربيع الأوّل من عام 658هـ، الموافق لعام 1260م، من إحكام سيطرته على الشام بَعد استسلام دمشق، ولم يكتفِ هولاكو بهذا القَدر، بل بدأ بالتخطيط لغَزو مصر، وكان أوّل ما فعله إرسال تهديد شديد اللهجة إلى السُّلطان قُطُز فما كان من السُّلطان قُطُز إلّا أن ردَّ عليه ردّاً قويّاً؛ حيث قتل سُّفراء التتار وعلق رؤوسهم الأربعة على مداخل مصر ليكتسب القادة والأمراء و الجيش المصري المسلم الثقة وأيضا رسالة طمأنينة للشعب المصري وقفة تأمل : كيف تولى السلطان المظفر قطز حكم مصر وقاد الجيش المصري في معركة غير متكافئة و معروف نتيجتها مسبقاً وهو انتصار التتار لتفوقهم عسكرياً ( عدديا" وعدة وعتاداً ) وروح معنوية مرتفعة وسط خوف ورعب شعوب العالم كله وأيضا" الجيش والشعب المصري بصفة خاصة من قوة وبطش التتار الفاسدين وقد تولي الحكم بعد مقتل الملك عز الدين أيبك ومقتل زوجته الملكة شجرة الدر وكان قطز قائد قوات المماليك في ذلك الوقت وتولي ابن عز الدين أيبك المنصور الطفل الصغير ولكن عندما تأكد قطز من زحف قوات التتار نحو مصر فكان إيجابيا" فعزل المنصور وتولي حكم مصر الإجابة بسيطة : قطز لم يكن طامعاً في كرسي الحكم جاء لنصرة الإسلام والمسلمين فقط وتولي حكم مصر في مدة بسيطة جدا" وهى ( عام و 17 يوم ) كان قائدً ربانياً تربى في أسرة مسلمة وكان هدفه توحيد صفوف المسلمين للتصدي لجيش التتار الهمجي
** دور العلماء : لعب العالم الجليل الشيخ العز بن عبد السلام والعلماء دورا" كبيرا" في النصر علي التتار حيث صعدوا المنابر وألهبوا مشاعر المسلمين في مصر وكل البلاد الإسلامية وحدثوهم عن الانتصارات الإسلامية الساحقة علي أعداء الإسلام في اليرموك والقادسية ونهاوند والصين ليس بعدة ولا عتاد ولكن بقوة الإيمان بنصر الله عز وجل وطالبوهم بالجهاد بالنفس والمال
** خطة المعركة وضع الملك المظفر " قطز " خطة المعركة وهى مشابهه لخطة معركة نهاوند نظر " كتبغا " قائد التتار إلى مقدمة القوات الإسلامية، وكان لا يدرك شيئاً عن القوات الرئيسة المختبئة خلف التلال، فوجد أن قوات المقدمة الظاهرة أمامه قليلة جداً بالنسبة لقواته، ومع ذلك فهي في هيئة حسنة ومنظر مهيب، فأراد " كتبغا " أن يحسم المعركة لصالحه من أول لحظاتها؛ لذلك قرر أن يدخل بكامل جيشه وقواته لحرب مقدمة المسلمين. وهذا تماماً ما أراده الملك المظفر قطز. وأعطى كتبغا قائد التتار إشارة البدء لقواته، وانهمرت جموع التتار الرهيبة وهي تصيح صيحاتها المفزعة على مقدمة جيش المسلمين بأعداد هائلة من الفرسان يزلزلون الأرض في اتجاه القوات الإسلامية
. ** شجاعة "ركن الدين بيبرس " أما القائد المحنك ركن الدين بيبرس فقد كان يقف في عز وصمود وثبات عجيبة، ومعه الأبطال المسلمون يقفون في ثبات، وقد ألقى الله عليهم سكينة واطمئناناً، وكأنهم لا يرون جحافل التتار، حتى إذا اقتربت جموع التتار أعطى بيبرس إشارة البدء لرجاله؛ فانطلقوا في شجاعة نادرة في اتجاه جيش التتار.
كانت هذه الفرقة المملوكية من أفضل فرق المسلمين، وقد أحسن قطز اختيارها لتكون قادرة على تحمل الصدمة المغولية التترية الأولى، والذي يحرز النصر في بداية المعركة يستطيع غالباً أن يحافظ عليه إلى النهاية، ليس فقط للتفوق العسكري ولكن أيضاً للتفوق المعنوي
. * * يوم النصر انهزم التتار في عين جالوت هزيمة قاسية وأخذتهم سيوف المسلمين، وقُتل قائد الجيش التترى " كتبغا " ووقع ابنه ضمن المئات من الأسرى ، وتعلق من سلم منهم برؤوس الجبال وتبعهم المسلمون فأفنوهم، وهرب من سلم إلى الشرق. وبهذا النصر الساحق، التأم شمل المسلمين في مصر والشام والحجاز تحت راية واحدة و قيادة الدولة المملوكية بقيادة " قطز " ولم تقم للتتار قائمة بعدها، وذلك بفضل الإيمان الراسخ، والثقة في الله تعالى، وكان ذلك النصر من الانتصارات العظيمة في شهر رمضان المبارك.