فوائد متفرقة في أمور متنوعة من مصنفات العلامة ابن عثيمين (2)
قال الشيخ رحمه الله: الرابح: الذي منَّ اللهُ عليه فخرج من الدنيا وهو لا يستحق العقاب في الآخرة, سواء كان ذلك بتوبة, أو بمصائب تُكفر, أو بأعمال صالحة جليلة جداً, تضمحل معها الأعمال السيئة.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين: فهذا هو الجزء الثاني من فوائد متفرقة في أمور متنوعة انتقيتها من مصنفات العلامة ابن عثيمين رحمه الله, أسأل الله أن ينفعني والجميع بها.
بذل المال من أسباب انشراح الصدر
قال الشيخ رحمه الله: ذكر ابن القيم رحمه الله أن بذل المال من أسباب انشراح الصدر, وهذه فائدة عظيمة: أنك إذا بذلت المال في طاعة الله وفيما يقرب إلى الله عز وجل فإنه من أسباب انشراح الصدر, ذكر هذا في زاد المعاد.
عدم كشف نساء المشركين عن سُوقِهِنَّ
قال الشيخ رحمه الله: قوله: ( حتى رأيت النساء يشتددن في الجبل, رفعن عن سُوقِهِنَّ ) والمراد بالنساء: نساء المشركين, وفي هذا دليل على أنه كان من عادة نساء العرب حتى المشركات أنهن لا يكشفن عن سُوقِهِنَّ, بل يسترنها.
الرابح
قال الشيخ رحمه الله: الرابح: الذي منَّ اللهُ عليه فخرج من الدنيا وهو لا يستحق العقاب في الآخرة, سواء كان ذلك بتوبة, أو بمصائب تُكفر, أو بأعمال صالحة جليلة جداً, تضمحل معها الأعمال السيئة.
المصائب قد تكون عقوبة وقد تكون امتحاناً
قال الشيخ رحمه الله : المصائب تكون تارة عقوبة, وتارة امتحاناً, فهي عقوبة إذا فعل الإنسان محرماً, أو ترك واجباً, فقد يعجل الله له العقوبة في الدنيا ويصيبه بما يشاء من مصيبة, وقد يصاب الإنسان بالمصيبة لا عقوبة على ترك واجب, أو فعل محرم, ولكن من باب الامتحان إذ يمتحن الله بها الإنسان ليعلم أيصبر أم لا يصبر ؟ فإن صبر كانت المصيبة منحة لا محنة يرتقى بها الإنسان إلى المراتب العليا.
الإنسان مفتقر إلى اللباس المعنوي كما هو مفتقر إلى اللباس الحسيِّ
قال الشيخ رحمه الله: من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل بشرة الإنسان بادية لا تُغطى بلباس...والحكمة في هذا والله أعلم من أجل أن يعلم الإنسان أنه مفتقر إلى اللباس المعنوي كما هو مفتقر إلى اللباس الحسيِّ, فيتذكر بحاجته إلى هذا اللباس أنه محتاج أيضاً إلى اللباس المعنوي الذي هو خير منه, وهو لباس التقوى.
ذكر الله عز وجل يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح
قال الشيخ رحمه الله: ذكر الله عز وجل يكون بالقلب وباللسان وبالجوارح: فيكون بالقلب بأن يتفكر الإنسان في آيات الله تعالى, وفي أسمائه وصفاته, ويكون بالجوارح باللسان كالتسبيح والتهليل والتحميد, وما أشبه ذلك, ويكون بالجوارح غير اللسان مثل : الصلاة فيها ركوع وسجود وقيام وقعود وهي ذكر...فكلُّ ما يُقرب إلى الله تعالى كلُّ عبادة فهي من ذكر الله.
نبيا الله يوسف وأيوب عليهما السلام اجتمع في حقهما أنواع الصبر الثلاثة
قال الشيخ رحمه الله: صبر يوسف عليه السلام عن فعل الفاحشة في امرأة العزيز صبر عن معصية الله, وفي صبره على ما ناله من أَلَمِ السجن وأذيَّته صبر على أقدار الله تعالى المؤلمة...وفي دعوته أهل السجن إلى عبادة الله تعالى وإلى توحيده هذا من الصبر على طاعة الله تعالى, فاجتمع في حقه أنواع الصبر الثلاثة.
وقال رحمه الله: صبر أيوب عليه السلام كان صبراً على قدر الله, وهذا ظاهر لأنه صبر على ما مسه من الشيطان, وكان صبراً عن معصية الله, لأنه لم يجزع ولم يسخط, وكان صبراً على طاعة الله, لأنه لجأ إلى الله ودعا الله عز وجل فأجابه.
من أراد الحكمة فليجأ إلى الله عز وجل
قال الشيخ رحمه الله: الله سبحانه وتعالى يمنُّ على من يشاء من عباده بالحكمة, فتجدُ الرجل حكيماً في قوله, وفي فعله, وفي تركه, وفي إقدامه, وفي جميع أحواله, متأنياً, مُطلعاً إلى المستقبل, وإلى الآثار, فيزن بعضها ببعض, ويُقدم حيث كان الإقدام خيراً, ويُحجم حيث كان الإحجام خيراً...ومن أوتي الحكمة...فأموره تكون مرتبة...قليل الزلل, وإن كان الإنسان ليس معصوماً لكن من أوتي الحكمة فهو أقل زللاً من غيره...فإلى من نلجأ إذا أردنا الحكمة ؟ إلى الله عز وجل, فأنت أخي المسلم إذا أردت الحكمة فاطلبها ممن يقدر على إعطائك إياها, ولكن مع هذا نقول : إن التجارب لها دور عظيم في الوصول إلى الحكمة, وإن مصاحبة العقلاء أيضاً لها دور عظيم في تحصيل الحكمة.
المنتحر لا يستفيد من قتل نفسه في تخليصها من ويلات الحياة وهمومها
قال الشيخ رحمه الله: قتل النفس كبيرة...وسؤال يطرح نفسه : هل قاتل نفسه للتخلص من ويلات الحياة الدنيا ونكباتها هل يفيده ذلك شيئاً ؟ الجواب : لا يفيده, بل يفيده أنه ينتقل إلى عذاب أشد, فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار, كما قال الشاعر : والمستغيث بعمرو عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار
فالرمضاء أهون, المهم أن أولئك الذين ينتحرون والعياذ بالله, ليتخلصوا من ويلات الدنيا وهمومها ونكدها لا يزيدهم ذلك إلا وبلاً وعذاباً, لأنه من حين أن تخرج أرواحهم تخرج إلى العذاب, نسأل الله العافية.
كل إنسان مبطل الغالب أن يُعاقب بنقيض قصده
قال الشيخ رحمه الله في قوله تعالى : } قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس [ [طه:97] : فهذا الرجل السامري فعل فعلته القبيحة, ليكون زعيماً متبوعاً, لكنه عُوقب بنقيض قصده } قال فاذهب فإن لك في الحياة [ أي طول حياتك, } أن تقول لا مساس [ فكل من دنا منه, يقول : أبعد عنِّي, لا تمسَّني, وهذا أشد من الأجرب, لأنه هو بنفسه يقول : ( لا مساس) أي لا مماسة بيني وبينك, أبعد عنِّي وأُبعد عنك, وهذا مرض نفسي, لكنه عقوبة من الله عز وجل, وهكذا كل إنسان مُبطل الغالب أن يُعاقب بنقيض قصده...فهذا الرجل لما أراد أن يكون متبوعاً وزعيماً كان نتيجة ذلك أن يتبرأ من الناس.
القدر ليس له مشيئة
قال الشيخ رحمه الله: إذا قال قائل: هل يجوز أن نقول: إنَّ للقدر مشيئة ؟ فالجواب: أن هذا لا يجوز أيضاً, لأن القدر ليس له مشيئة, المشيئة لله عز وجل.
كل شيء يخاف الإنسان على نفسه من الفتنة به يتلفه
قال الشيخ رحمه الله: ينبغي للإنسان في كل شيء يخاف على نفسه من الفتنة به أن يتلفه, وذلك لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم, فقد تقول في نفسك : إن هذا لن يؤثر عليَّ, لكن مع معاودة الشيطان لك يُؤثر عليك, وعلى هذا فلو قرأت كتاباً, ووجدت أنه باطل, لكنك تخشى في يوم من الأيام أن نفسك تُوسوس لك فيما جاء في هذا الكتاب, فإن الواجب عليك إتلافه, والناس يختلفون في هذا, وفرق بين إنسان رسخ العلم الصحيح في قلبه, ويعرف – مثل الشمس – أن هذه باطلة, ولا يخاف على نفسه منها, وبين إنسان يخشى على نفسه, ومن هذا ردُّ النبي علية الصلاة والسلام الخميصة على أبي جهم, لأنها أشغلته, نظر إليها نظرة, وهو يصلي فقال : ( اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم, وأتوني بأنبجانية أبي جهم )
ومن أيضاً فعل سليمان عليه الصلاة والسلام, لما ألهته الخيل عن صلاة العصر طفق مسحاً بالسوق والأعناق, قال الله تعالى : } فقال إني أحببتُ حُبَّ الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ~ رُدُوها علي فطفق مسحاً بالسوق والأعناق [ [ص:32-33] أي صار يُقطع سيقانها وأعناقها, فقتلها وعقرها وأتلفها, لأنها ألهته
سؤال الناس مرض سرطاني
قال الشيخ رحمه الله: سؤال الناس من الأمراض الخطيرة, وهو مرض سرطاني لا يُشفى, إذا تعود الإنسان على سؤال الناس...فالإنسان كلما سأل ازداد فقره, وصار يتلهف دائماً, وإذا حمى نفسه ومنعها وصار يحمى نفسه عن السؤال أغناه الله سبحانه وتعالى, والدنيا لا تدوم على حال
معنى حديث " ماء زمزم لما شرب له "
قال الشيخ رحمه الله: الحديث " ماء زمزم لما شُرِبَ له " حديث حسن, ولكن ما معنى قوله : " لِمَا شُرِبَ له " هل معناه العموم حتى لو شربه الإنسان ليكون عالماً صار عالماً أو ليكون تاجراً صار تاجراً, أو المراد : " لما شرب له " مما يتغذي به الإنسان فقط, بمعنى: أنك إذا شربته لإزالة العطش رويت أو لإزالة الجوع شبِعت ؟ الحديث ليس صريحاً في أنه لكُلِّ ما شُرِبَ له حتى لو كان خارج البدن, فالذي يظهر لي – والله أعلم - : أن ماء زمزم لما شرب له مما يتغذى به البدن, بمعنى : أنك لو اكتفيت به عن الطعام كفاك وعن الشراب كفاك, وأما الدعاء عند شربه فقد استحب كثير من العلماء أن يدعو الله سبحانه وتعالى عند شربه.
لا يطلق على النساء سيدات
قال الشيخ رحمه الله: لا يوجد في القرآن ولا في السنة ولا في كلام الصحابة ولا التابعين ولا العلماء إطلاق السيدات على النساء, لكن جاءتنا هذه من الكفار الذين يقدِّسون النساء, وقال رحمة الله : أنا لا أرى أن يطلق كلمة سيدة على المرأة...وإنما يُقال : امرأة أو أنثى أو فتاة, وما أشبهها, هذه هي الألفاظ التي جاءت في الكتاب والسنة.
من الحكمة إذا كثر اللغط والاختلاف أن يتفرق الناس:
قال الشيخ رحمه الله: ينبغي التفرق عند كثرة اللغط والاختلاف, لأن هذا يحلُّ المشكلة, إذ لو بقي الناس في مكانهم زاد اللغط والاختلاف, ورُبما يُؤدي إلى المقاتلة, فلهذا كان من الحكمة أنه إذا كثُر اللغط والاختلاف أن يتفرق الناس.
قسمة الإنسان ماله على ورثته
قال الشيخ رحمه الله: لا ينبغي أن يقسم الإنسان ماله على الورثة كما يفعله بعض الناس, لأنه لا يدري : هل يموتون قبله, أو يموت قبلهم ؟ ولا يدري : هل تتغير الحال أو لا تتغير ؟ ولا يدري فرُبما هو في نفسه يحتاج المال في المستقبل, فمن الخطأ والتسرع- ولا أستطيع أن أقول : السفه أيضاً- أن يقسم الإنسان ماله بين ورثته, لأنه لا يدري, والأولى أن يحتفظ بماله.
ثمار الإيمان بالأسماء والصفات:
قال جامعه: رحم الله الشيخ, فقد ذكر الفوائد المسلكية للإيمان بالأسماء والصفات, في شرحه للعقيدة الواسطية.
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه:
قال الشيخ رحمه الله: إبراهيم عليه السلام اتخذه الله عز وجل خليلاً, جزاءً على ذبح ابنه الذي هو أحب البشر إليه من أجل أن ينال محبة الله ورضاه فأثابه الله عز وجل, والرب عز وجل هكذا يفعل مع عباده فمن ترك شيئاً له عوضه الله خيراً منه
فهذا سليمان عليه الصلاة والسلام لما ترك الخيل, فقال: ) رُدوها عليَّ فطفق مسحاً بالسوق والأعناق [ [ص:33] غضباً لله عز وجل, وقطعاً لدابر هذه الخيول التي ألهته, فأعاضه الله تعالى بالريح, ) فسخرنا له الريح تجري بأمره رُخاء حيثُ أصاب [ [ص:36] أي: حيث أراد, مع أن الريح عاصفة قوية, والعادة أن العاصفة القوية تقلق, ولا تكون رخاء, لكن هذه جعلها الله تعالى رخاء.
الشيطان يفعل أشياء لا نشعر بها:
عن أبي هريرة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات, فإن الشيطان يبيتُ على خياشيمه ) [أخرجه مسلم] قال الشيخ رحمه الله: وفي هذا دليل على أن الشيطان يفعل الأفعال ولا نحُسُّ بها, فهو يبيت على خياشيمنا, ولكننا لا نحسُّ أن أحداً جثم على الخيوشم, مع أنه لو دبَّت عليه ذرة لأحسسنا بها, لكن عالم الشياطين وعالم الجن الأصل فيه أنه خفي, وكذلك عالم الملائكة, فالملائكة عن اليمين وعن القعيد, ولا نشعر بها, وإن كنا نؤمن بذلك لأنه حق.
وفي الحديث دليل على أن الله تعالى مكّن للشيطان أن يتسلط علينا, وأخبرنا بذلك من أجل أن نتوقى شره, حتى نعرف حاجتنا وضرورتنا إلى الله.
من الغلط الوعظ بعد صلاة الجمعة
قال الشيخ رحمه الله: بعض الأئمة يعظ الناس بعد الصلاة, وهذا غلط, يعني: الكلام بعد صلاة الجمعة غلط, لأنه يؤدي إلى أن تكون الخطب ثلاثاً, لا سيما إذا اعتيدت, ولأنه أتى بموضوع هو موضوع الخطبتين فهذا تكرار لا فائدة منه, وربما يشعر بغمط الإمام وأنه مقصر في الأداء, وإن أتى بموضوع آخر نسي الناس موضوع الخطبة التي هي المشروعة في الواقع, ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله: إذا تكلم أحد بعد الصلاة فلا يستمع إليه إلا أن يكون كتاب السلطان أو كلمة نحوها, يعني: شيء جاء من السلطان يقرأ على الناس وإلا فلا يستمع إليه.
الإنسان السعيد:
قال الشيخ رحمه الله: تجد الإنسان السعيد – نسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم- يسهل عليه عمل أهل السعادة فتسهل عليه الصلاة, وتسهل عليه الصدقة, وتسهل عليه صلاة الأرحام ويسهل عليه كلُّ عمل خير فإذا رأيت أن الله قد منَّ عليك بهذا وأن عمل الخير مُيسر لك فأبشر بالخير, فإن هذا يدلُّ على أنك من أهل السعادة.
الثقة بالنفس:
قال الشيخ رحمه الله: قال تعالى: ) إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون [ [النحل:128] هذه الآية إذا آمن بها الإنسان سوف تحمله على ثقته بنفسه, لكن ثقته بنفسه: لا لأنه قوي قادر, ولكن لأن الله معه, وقال رحمه الله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) احرص على ما ينفعك: هذا بفعل ما تستطيع من الأسباب, واستعن بالله: يعني: لا تعتمد على نفسك, اطلب العون من الله عز وجل حتى يحصل المراد.
الإنصاف والعدل في حكم الله عز وجل:
قال الله عز وجل: )وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً ما أنزل إليك من ربك طغياناًَ وكفراً [ [المائدة:64]
قال الشيخ رحمه الله: من فوائد الآية الكريمة: الإنصاف والعدل في حكم الله عز وجل, لأنه قال: ] كثيراً منهم [ ولم يقل: أكثرهم, ولم يقل: كلهم, ولهذا يجب على الإنسان إذا رأى في قوم انحرافاً من بعضهم, ألا يُجري الحكم على الجميع بل يقول: كثير أو بعض أو منهم أو ما أشبه ذلك, لأنه لو عمم مع وجود استقامة في الآخرين لكان ظالماً من وجه وكاذباً من وجه آخر.
أكثر الناس أو غالبهم يخلون في مقام الشكر إما بالقلب أو باللسان أو بالجوارح.
قال الشيخ رحمه الله: الشكر له ثلاثة محلات: القلب واللسان والجوارح...والمواضع الثلاثة للشكر قلَّ من يقوم بها, فبعض الناس مثلاً يعتمد على السبب في جلب النعمة إليه وينسى المسبب, فعندما يعطيه إنسان حاجة من الحاجات تجد أنه يقومُ في قلبه من شكر هذا المعطى أكثر مما يقوم بشكر الله, تجده يثنى أيضاً على هذا أكثر مما يثنى على الله, فتجده يقوم بخدمة هذا أكثر مما يقوم بخدمة الله, مع أن هذا الذي وصلت النعمة على يده ما هو إلا طريق لوُصُولها إليك فقط, وإلا فالذي جعل في قلبه أن يوصل إليك هذه النعمة إليك: هو الله سبحانه وتعالى, وهو الذي يسر هذا, فالحاصل: أن الناس الآن أكثرهم أو غالبهم يخلون في مقام الشكر إما بالقلب أو باللسان أو بالجوارح.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: