يريدونك هدفا فهل تستسلمين ؟
يحذر العلماء من انخداع المرأة المسلمة بالمفاهيم البراقة التي يحاول الغرب بها اقتلاع المسلمة من دينها عن طريق الترويج للحرية والتحضر وإلصاق بعض المفاهيم المغلوطة بالإسلام لدرجة اتهام تعاليمه وتشريعاته بأنها رجعية ومتخلفة..
- التصنيفات: قضايا المرأة المسلمة -
هناك خطط أخرى غير الهجوم المباشر على الإسلام والضرب العشوائي على حائطه الصخري ولهذا فنحن عرفنا أن الثغرة تقع في قلوب نساء الإسلام لأنهن يضعن ويربين أولا المسلمين" هذا ما أوضحه المبشر الشهير زويمر في كتابه أشعة الشمس في الحرمين، وقال الدكتور هنري ماكو المؤلف للعديد من الكتب عن الحركات النسوية الغربية (هدفنا اقتلاع المسلمين - وخاصة المرأة - من دينهم وثقافتهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة).
العداء الغربي للإسلام ليس وليد اليوم بل له جذور قديمة ومتواصلة للهيمنة على الأمة الإسلامية ولم يجدوا طريقا أقصر للوصول إلى هدفهم من المرأة باعتبارها مربية الأجيال. فهم يتخذونها رأس حربة لضرب ثوابت الدين وللأسف وصل الأمر إلى تغيير قوانين الأحوال الشخصية في بعض الدول الإسلامية بما يتماشى مع مخططات الغرب.
لذا يحذر العلماء من انخداع المرأة المسلمة بالمفاهيم البراقة التي يحاول الغرب بها اقتلاع المسلمة من دينها عن طريق الترويج للحرية والتحضر وإلصاق بعض المفاهيم المغلوطة بالإسلام لدرجة اتهام تعاليمه وتشريعاته بأنها رجعية ومتخلفة وتلعب وسائل الأعلام دوراً كبيراً في بث هذه الأكاذيب.
مفاهيم خادعة:
المهندسة كاميليا حلمي مدير عام اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل تقول: هناك خلط للمفاهيم الخادعة للمسلمة والتي ازدادت في عصر العولمة الذي اهتم بتعميم وتوسيع ونشر ثقافة الغرب على البلاد الإسلامية بهدف تفكيك مجتمعاتها وتحويلها إلى جماعات متناحرة ولهذا لابد أن نكون على وعي بما يقصده الغربيون من مفاهيم مثل الجندر والثقافة الجنسية وتمكين المرأة وإباحة زواج الشواذ وتقرير حقوق لهم واستقطاب بعض الجمعيات النسائية العلمانية بالإغراءات المادية والمعنوية بهدف تحويلها إلى رأس حربة لضرب الإسلام.
غزو ثقافي:
الدكتورة نبيلة لوبيز رئيس مجلس العالمات المسلمات بإندونيسيا تدق ناقوس الخطر لتسرب بعض المفاهيم الغربية المغلوطة في قوانين الأحوال الشخصية في بعض البلاد الإسلامية ومنها إندونيسيا حيث تمت المساواة بين الرجال والنساء في الميراث وتم مؤخرا تقديم مشروع قانون يبيح للمسلمة الزواج باليهودي أو المسيحي وأن تكون العدة واجبة على الرجل مثل المرأة تماما بل إنه يمكن الاستغناء عن عدة المرأة عن طريق الوسائل الطبية الحديثة التي تثبت براءة الرحم وإباحة زواج المتعة ومنع تعدد الزوجات بحجة أن ذلك يؤذي مشاعر المرأة وأن تدفع المرأة مهرا مثل الرجل تماما ويستخدم في تأسيس منزل الزوجية وأن الحجاب ليس فريضة وإنما هو خاص بزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وضرورة قيام العلماء المسلمين في البلاد غير الناطقة بالعربية بصياغة فقه جديد يتناسب مع ظروف كل مجتمع والاستغناء عن فقه عرب الصحراء الذي لم يعد متناسب مع متغيرات العصر.
بين التكريم والإهانة:
يقول الدكتور جعفر عبدالسلام أستاذ القانون الدولي والأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية: إن التكريم الحقيقي للمرأة منذ بدء الخليقة حتى يوم القيامة جاء في الإسلام الذي رفع مكانتها وحدد لها من الحقوق وكلفها بالواجبات بما يصلح به حال المجتمع ويجعلها تكمل مع الرجل مسيرة إعمار الأرض وعبادة الله.
وعن الشخصية القانونية للمرأة في ظل الإسلام والتشريعات الوضعية يقول: في الوقت الذي أسس فيه الإسلام قواعد وأسس الشخصية القانونية للمرأة وحقها في ممارسة كل الأنشطة الإنسانية التي تتلاءم مع طبيعتها وأن تبيع وتشترى وتهب وترث وتتصرف في أموالها كيفما تشاء حيث لها ذمتها المالية المستقلة عن الرجل نجد أن المرأة الغربية في العصور الوسطى في أوربا لم تكن تختلف كثيراً عن الحيوان لدرجة وصفها بأن فيها روحا شيطانية خبيثة، ولهذا يجب امتهانها بكل الوسائل، وليس لها أي حقوق تطالب بها، واستمر هذا الوضع المتردي حتى منتصف القرن العشرين حيث كانت محرومة من حقها في الانتخاب أو الترشيح أو التصرف في مالها إلا بإذن والدها أو زوجها ومازالت حتى الآن تحمل اسم زوجها بعد الزواج وهذا ما دفع المنظمات النسوية إلى السعي للانتقام من الرجل وتحريرها منه بل وإذلاله، وهذا ما جعل الحياة بين الجنسين في الغرب صراعا ومعركة، أما عندنا فهو تعاون بناء لتربية الأجيال في ظل الأسرة التي تفككت عندهم وأصبحت في ذمة التاريخ.
شاهد من أهلها:
في مقال للباحثة أرزو ميرالي رئيسة هيئة الأبحاث لحقوق المرأة المسلمة المنشور بصحيفة الجارديان تقول: الهجوم المكثف على المرأة المسلمة من قبل الإعلام الغربي يتسم بالمبالغة والطرح المتشدد الذي يفتقد الموضوعية بتصويره تلك المرأة ضحية لما يسمى بالإرهاب الإسلامي، وتستطرد بقولها: "إن المرأة المسلمة في نظر هؤلاء يجب أن تُخلّص من هذا الدين وعندما تتخلص منه فسوف تتخلص من الحجاب الذي يغطيها من رأسها إلى قدميها"، وتختتم الباحثة مقالها بتقرير أن هذا الهجوم من قبل الغرب في الإعلام على المرأة المسلمة غير مبرر، وذلك كون المرأة الغربية تعاني الكثير من المشكلات، وتتساءل: لماذا لا توجه الأقلام الغربية لحل مشاكل المرأة الغربية بدلاً من توجيه النقد والهجوم إلى المرأة المسلمة؟
المسلمات يرفضن النموذج الغربي للمرأة:
إذا كان تكريس النموذج الغربي للمرأة وأنه النموذج الذي يحتذى هو الهدف الذي يسعى إليه الغرب لاقتلاع المسلمة من جذورها فثمة شبه إجماع من النساء المسلمات على رفض هذا النموذج والتحذير من النتائج الوخيمة حين تدفع الأمور باتجاهه. ففي تحقيق مطول في صحيفة كريستيان ساينس مونيتور أجرته نيكول جاوتي مع عدد من المسلمات في كل من: أفغانستان وإيران والمملكة العربية السعودية، أكدن جميعاً أن الدين والثقافة والتراث شكلت حياتهن، وإن كان لديهن أي مشاكل فإن الحجاب بالتأكيد ليس واحداً منها.
ولا عجب أن تؤكد المحررة أن هؤلاء النسوة يفخرن بطبيعة الإسلام ومكانة المرأة فيه لاسيما وأن مجموعة من الطبيبات والمعلمات الأفغانيات أكدن أنهن وبعد ذهاب الطالبان لم يتخلين عن حجابهن، وما تناقلته وسائل الإعلام الغربية وينضوي تحت تخليهن عن الحجاب غير صحيح، وأن أحكام الإسلام يتبعها المسلمون في أفغانستان طوعاً رجالاً ونساءً، ولم تفرض بحد السيف كما يصورها الإعلام الغربي.
ويعزز ذلك مقابلة نيكول كريستوف في صحيفة نيويورك تايمز لعدد من الأكاديميات السعوديات عبرن عن رفضهن للنموذج الغربي وتبين له إحداهن تمسكها بالحجاب بقولها: " نعم إنني لست ممتهنة، أنا أغطي جسدي ووجهي وأنا سعيدة بكوني فتاة تطيع أوامر ربها"، وتؤكد له أخرى أنه يعبر عن ثقافتها: "إنك لا تستطيع الذهاب إلى الهندية وتسألها لماذا تلبس الساري، ولا تستطيع أن تسأل الغربية لماذا تلبس الفستان القصير، إذن هذه هي عباءتنا وهي جزء من ثقافتنا، ولم تكن مصدر إزعاج لنا على الإطلاق" وتتساءل أخرى: "أنا ألبس ما أريد ولكن ليس أمام الرجال غير المحارم، لماذا يفرض عليّ أن أكشف ساقي وصدري؟ هل هذه هي الحرية؟".
ويذكر المحرر أن العديد من النساء السعوديات يؤيدن هذا التوجه ويؤكدن أنهن من ينعمن بالحرية، فهن المتحررات من التحرش الجنسي، والمتحررات من الاغتصاب والمتحررات من مشاهدة أجسادهن تستخدم في تسويق الكوكاكولا، وأن المرأة الغربية هي التي استغلت لتصبح دمية للرجل.
_____________________________________________
الكاتب: جمال سالم