موسم الذوق الشاذ

منذ 2021-09-25

هل وصلت بنا المفاهيم إلى هذا الحضيض، وأصبحنا نرى تعدي حدود الله من سلامة الذوق؟!

رنّ جرس الانصراف من المدرسة، معلنًا معه رحيلَ عام دراسي، ربما حوى الكثير من المتاعب والقلق لمعرفة نتائجه، وابتدأ معه الصيف بما يحويه من مناسبات وأفراح، حاملة معها أيضًا الكثير من المتاعب والقلق، من نتائج امتحان حفلة الزواج، التي قد تفوق حدَّ الخيال من قسوة لجنة التحكيم؛ بل لجان التحكيم الذين لا همَّ لهم سوى عقد المقارنات، والاهتمام بالمظاهر التي ترهق كاهل العروس المسكين، الذي يسعى لكسب هذه المنافسة غير معلومة النتائج .

 

تساؤلات كثيرة دارت في ذهني عندما حضرت إحدى هذه الحفلات، وهي أشبه بحلبة التنافس بين النساء، في أجساد قد ضاقت باللباس، الذي يكشف أكثر مما يخفي، ويبدي أكثر مما يستر، وصحون عامرة، تحاول الواحدة منهن جاهدة ملأه بأصناف الطعام المخلوط، الحار بالبارد، والمالح بالحلو، ثم تتركه ليلاقي مصيره المحتوم في غياهب المزابل؛ لتكون العلة وراء هذه المهزلة أنه (اتكيت)!!

 

سبحان الله! هل وصلت بنا المفاهيم إلى هذا الحضيض، وأصبحنا نرى تعدي حدود الله من سلامة الذوق؟!

 

سؤال لازال يبحث عن جواب، ولعله لن يجد جوابًا إلا عندما يتبدل مفهومنا في قياس نجاح أفراحنا والحكم عليها، فيما إذا كانت وَفْقَ الذوق الإسلامي في مراعاة هذه الحدود أم لا، ليست كما يسوق لنا إبليس، ومن تبعه من أصحاب الذوق المنحرف.

___________________________________
الكاتب: دعاء بيطار

  • 4
  • 1
  • 985

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً