بطل مُقْعَدٌ !
- التصنيفات: تربية الأبناء في الإسلام - تراجم العلماء -
رتّب الطفل حقيبته المدرسية بعد أن أنهى واجباته واستذكر دروسه، ثم جاء إلى والده فرحًا:
- أبي.. أُبَشِّرُكَ بأنني أنهيت واجباتي. وقد وعدتني – إذا أنهيتها - أن تحدثني عن بطل مريض لم يهزمه أعداؤه!
قال الأب: صحيح صحيح. ناولني ذاك الكتاب يا ولدي.
قرأ الأب في الكتاب:
- بطلٌ ليس كالأبطال، كله عزيمة وشجاعة، قلوب أعدائه ترتجف منه..
بادر الابن متعجباً:
- أبي.. ذكرتَ لي سابقاً أنه مريض! كيف يخافه أعداؤه وهو مريض؟
الأب: نعم، إنه مشلول! ولا يغادر كرسيَّه!
الابن متعجباً: كيف؟ عجيب يا أبي! مشلول؟ أنا أهزم المشلول.
الأب: يا ولدي، لو رأيته لأحببته، إنه يحبُّ الأطفال ويدافع عنهم، ويدافع عن النساء و عن دِينه وعن بلاده.
الابن: حسناً يا أبي، أرجوك قل لي كيف يقاتل الأعداء وكيف يدافع عن الأطفال ؟
الأب: هذا المشلول يا ولدي دار القرى والمدن على كرسيِّه، يبين للناس خطر اليهود، ويحثهم على الاتحاد والتعاون في سبيل القضاء عليهم، وقد سجنه الأعداء أكثر من مرة وعذبوه، ولكنه لم ييئس وظل يتابع جهاده حتى …
الابن: حتى ماذا يا أبي؟ لماذا الدموع يا أبي؟!
مسح الأب دموعه وتابع:
حتى قذفه الصهاينة بصاروخ من طائرة عموديَّة، وهو راجع من صلاة الفجر. أتعرف لماذا أطلقوه من طائرة؟
الابن: لأنهم يخافونه.
الأب: نعم، أصبت، لأنهم يخافونه. قاتل الله هؤلاء الأوغاد.
قال الابن حزيناً: هذه ليست معركة مُتَكافئة يا أبي، رجل أعزل: أطرافه الأربعة مشلولة، مقابل طائرة وصواريخ؟!
الأب: هذا شأن اليهود الغادرين دائماً يا ولدي، يخافون من المواجهة، ويقاتلون من بعيد بأحدث الأسلحة.
الابن: أكمل قصة هذا البطل يا أبي.
الأب: يا ولدي، كنت أقرأ لك القصة فيما مضى؛ لأنك لا تعرف القراءة. أما الآن فقد كَبِرتَ - و الحمد لله - وصرت تقرأ. خذ الكتاب بقوة واقرأ، وأنا أصغي إليك.
تناول الطفل الكتاب من والده بهمة؛ لأنَّه يريد أن يعرف الكثير عن هذا البطل؛ عن طفولته وشبابه وحياته كلها،، و سيُحدِّث زملاءه عنه في إذاعة صباح الغد.
الأب: ما بك يا ولدي؟ ابدأ.
الابن: سمعاً وطاعة.
وقرأ من البداية: الشيخ أحمد ياسين، ولد عام 1938م في قرية الجورة في قطاع غزة، ثم نشأ في غزة...
توقف الطفل قائلاً: أبي.. جزاك الله خيراً.. سأكمل قراءة سيرة الشيخ أحمد ياسين - رحمه الله - في غرفتي.
مضى الطفل إلى غرفته ضامََّا الكتاب إلى صدره، وكأنه يحمل بيده جوهرة ثمينة …