الروتاري
** ويتحدد موقف الروتاري من الدين في عدم اعتبار الدين مسألة ذات قيمة بالنسبة لاختيار العضو أو في العلاقة بين الأعضاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
«أنور الجندي» عملاق من عمالقة الفكر الإسلامي –ولا نزكي على الله أحدا- أريد عن قصد تغريبي علماني خبيث أن تموت كتاباته وأفكاره، ويختفي اسمه من سجل الشرفاء الذين عاشوا لدينهم ومبادئهم وأمتهم، في خضم موجة من صناعة «الرموز الهشة الجوفاء» التي لا تبني سوى قاعدة شبابية وجماهيرية لا تملك سوى الصخب والضجيج واتباع كل ناعق، ولا تقدم لأمتها شيء إيجابي غير ثقافة الاستهلاك والتبعية للغرب وهوية متذبذبة.
ومن واجب هذا الجيل أن يتصدى لتلك المحاولات ويحيي إضاءات هذا المفكر العملاق وأمثاله، فرأيت أن أغوص في عالم مؤلفاته، وأقتبس من زبدة أفكاره في مقالات تحمل «اسم الكتاب» الذي أقتبس منه، وعملي المتواضع ما هو إلا قطوف دانية من كتب الأستاذ أقدمها لكل مخلص من أبناء هذه الأمة في عصر يفضل فيه الكثيرون المعلومات الخفيفة والروائع الموجزة.
يقول الأستاذ أنور الجندي رحمه الله تعالى:
** الروتاري واجهة جديدة للماسونية، وهدف أصيل للصهيونية والشيوعية.
** إن المسئولين عن نوادي الروتاري يتطلعون دائما إلى ضم البارزين إلى صفوفهم في المجتمع من مختلف القطاعات، وهؤلاء الأعضاء لا يلتزمون بوجه عام في مجتمعهم ولا في المجتمعات الأخرى بحركات وطنية تحريرية معينة.
** والواقع أن أندية الروتاري هي البديل للواجهة التي أصابتها ضربات كثيرة في السنوات الأخيرة «الماسونية» بعد أن حققت أكبر أهدافها، وهي حشد جماعات مختلفة لتأييد باطل الصهيونية وخدمتها تحت ستار وهمي مضلل.
كان البديل هو جماعات أخرى تحمل أسماء مختلفة كالروتاري والليونز وشهود يهوا وبنات برت .. وكلها تجمعات تستهدف تقديم أكبر قدر من المعلومات الاستخباراتية وتمثل مراكز للتوجيه والدعاية.
** يقول بول. هاريس مؤسس نوادي الروتاري في كتابه «طريقي إلى الروتاري نادرا»: ويختلف الروتاري عن النوادي الأخرى في أنه يشترط ممثلا واحدا عن كل مهنة بينما تسمح نوادي: الكيواني والليونز والأكتشانج عضوية ممثلين فأكثر لكل مهنة، على أنه كثيرا ما تخرق الروتاري هذه القاعدة لضم عضو آخر مرغوب فيه.
** ويتحدد موقف الروتاري من الدين في عدم اعتبار الدين مسألة ذات قيمة بالنسبة لاختيار العضو أو في العلاقة بين الأعضاء.
فضلا عن أن نوادي الروتاري تحرص على تلقين أعضائها قائمة بالأديان المعترف بها لديها مع إعطائها قيمة متساوية فكلها أديان وهي:
البوذية، المسيحية بكنائسها المختلفة، الكونفشيوسية، الهندوكية، اليهودية، المحمدية.
وهم لا يقولون «الإسلام»، ويحرصون على ربط الدين الإسلامي بشخص النبي -عليه الصلاة والسلام- لوضعه كغيرة مع قائمة الأديان البشرية التي تنسب لأصحابها.
** ولما كانت هذه الأندية مرتبطة بالماسونية أصلا وواجهات جديدة لها فإن هدفها هو نفس هدف الأم، من هدم كل القيم من خلال هدم المعتقدات الدينية وإبراز الأهواء الجديدة التي تتخذ مسميات الموضات والتقاليع ودعاة الفكر الحر.
** وتجمع الدلائل كلها على أمرين: على الارتاط العضوي بين الروتاري والماسونية، وعلى الارتباط العضوي بين الماسونية والصهيونية.
وتتوزع الماسونية على فرعين: أحدهما للصهيونية والآخر للشيوعية، وتهدف الماسونية وكل ما يتصل بها من فروع إلى نفس الهدف الذي تقوم عليه اليهودية العالمية، وهي إعادة المملكة اليهودية في فلسطين، وإعادة بناء هيكل سليمان في القدس مكان المسجد الأقصى، وقد أطلق عليها اسم «البناؤون الأحرار» ليرمز إلى بناء هيكل سليمان.
** يقول د. علي حسن إبراهيم: لقد اتفقت الماسونيتان (الملوكية والكونية الحمراء) على هدف واحد
تقوم «الماسونية الملوكية» بإنشاء دولة إسرائيل في فلسطين ثم تنطلق إلى باقي البلاد العربية وشمال أفريقيا منطلقة إلى جنوبها لإخضاعها لدولة إسرائيل لتهويدها.
وتقوم «الماسونية الكونية» بتهويد العالم عن طريق الشيوعية حيث أنها لا تجرؤ أن تعلن عن هدفها وهو تهويد العالم خشية محاربة العالم لهم والقضاء عليهم وإفنائهم لكل يهود العالم لتخليص البشرية عامة من شرورهم، فاستترت هذه الماسونية الكونية وراء النظم الشيوعية التي أنشأتها بأسلوبها البراق المحبب إلى النفوس الصغيرة والغير واعية وإلى الطبقات الفقيرة وذلك لتشويه العالم كله.
** يقول الجنرال جواد رفعت في بحثه عن أسرار الماسونية: إن الماركسية وليدة الماسونية لأن مؤسسها كارل ماركس وأنجلز وهما ماسوني الدرجة الحادية والثلاثين، ومن منتسبي المحفل الانجليزي. وبفضلهما صدر البيان الشيوعي المشهور.
** إن الماسوني وإن لم يكن يهوديا بالولادة إلا أنه رجل متهود.
** ويختلف تنظيم الروتاري عن التنظيم الماسوني في أن قيادة الحركة الماسونية ورأسها مجهولان، على عكس نادي الروتاري. وإن اتفقت التقاليد الخاصة بالعمل وموقفها من مسألة الدين والوطن الذي ينبغي أن يكون العمل خارجهما.
** أما الصلة بالصهيونية وإسرائيل فقد انكشف أمرها باجتماع أندية الروتاري الدولية مايو عام 1964 في فلسطين المحتلة في مظاهرة كبرى لتأييد إسرائيل.
جمع وترتيب
د/ خالد سعد النجار
- التصنيف: