والعاقبة للمتقين
وَلَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ ♦♦♦ وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ
هي النَّسب الربَّاني الَّذي جعله الله - عزَّ وجلَّ - ميدانًا للتَّسابُق، والتَّفاضُل بين العباد؛ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، فمقياس الكرامة والرِّفْعة والمنزلة العالية عند الله هو التقوى.
لذلك كانت وصيَّة الله للنَّاس أجمعين من الأوَّلين والآخرين: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا} [النساء: 131]، فهي عنوان السَّعادة في الدنيا والآخرة.
وَلَسْتُ أَرَى السَّعَادَةَ جَمْعَ مَالٍ ♦♦♦ وَلَكِنَّ التَّقِيَّ هُوَ السَّعِيدُ
المتَّقون يكرمهم ربُّهم في الدنيا بمغفِرة الذنوب، وتكْفير السيِّئات، وتطْهيرهم من أغْلال المعاصي، وآصار الخطايا، وتبْديل حالِهم إلى أحسنِ حالٍ من تعْظيم الأجور، وكسب الحسنات، ونيل الدَّرجات؛ {ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا} [الطلاق: 5]، وبالتَّقوى تتحقَّق للعبد معيَّة الله وكفايتُه ونصرُه وتأييده، {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128].
كما أنَّ أهل التقوى تتيسَّر لهم الأمور بفضْل العزيز الغفور، وتتسهَّل أمامهم العقبات بتوفيق ربِّ الأرض والسماوات؛ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [الطلاق: 4].
كما تنفتح للمتَّقين أبواب الرزق والفرَج دون جهد أو عناء؛ قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطَّلاق: 2، 3].
عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللَّهِ إِنْ كُنْتَ غَافِلًا ♦♦♦ سَيَأْتِيكَ بِالأَرْزَاقِ مِنْ حَيْثُ لا تَدْرِي
ثمَّ يوم القيامة أيضًا تسودُّ الوجوه، ويحقُّ العذاب على المجرمين المتكبِّرين، وينجو المتَّقون برحمة الله وكرمه؛ قال تعالى: {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ * وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [الزمر: 60، 61]، وعند الورود على النَّار يهلك الظالمون وينجو المتَّقون؛ {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا} [مريم: 71، 72].
فينجيهم الله بمنِّه وفضله، فهو - جل وعلا - {أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56]، وكيف لا يكرمُهم الباري وهو - سبحانه - يحب أهل التقوى؟! {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: 4]، وقال - عليْه الصَّلاة والسَّلام -: «إنَّ الله - تعالى - يُحبُّ العبد التقيَّ الغنيَّ الخفيَّ» (صحَّحه الألباني).
ولذا كانت التقوى هي وصيَّة الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم – لأصحابه؛ فقد جاء رجُل إلى أبي سعيدٍ الخدْري - رضي الله عنْه - فقال: أوْصني، فقال: سألتَ عمَّا سألتُ عنه رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - من قبلك، فقال: «أوصيكَ بتقْوى الله؛ فإنَّه رأس كلِّ شيء».
والتقوى:
"هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل، والرِّضا بالقليل، والاستِعْداد ليوم الرحيل"؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [الحشر: 18]؛ (علي بن أبي طالب).
وهي: "العمل بطاعةِ الله على نور من الله رجاءَ رحمة الله، وترْك معاصي الله على نورٍ من الله مخافة عذاب الله"؛ (طلق بن حبيب).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحِمه الله -: "التَّقْوى: العمل بالمأْمور، وترْك المحْذور".
فالمراد: أن يَجعل العبدُ بيْنه وبين عذاب الله وقاية، بفعل الواجبات وترك المحرمات؛ قال تعالى: {وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [آل عمران: 131]، وأن يكون الله نُصْب عينيْك؛ {وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [المجادلة: 9]، فلا بدَّ للمتَّقي من مراقبة الله، والخوف من المصير والرُّجوع إلى الله، وأن يستعدَّ لذلك اليوم العظيم، يوم يلاقي العبدُ ربَّه، ويحشر إليه فردًا ولا محالة، فيحمله ذلك على ترْك الذنوب صغيرها وكبيرها.
خَلِّ الذُّنُوبَ صَغِيرَهَــا ♦♦♦ وَكَبِيرَهَا ذَاكَ التُّــقَــــــى
وَاصْنَعْ كَمَاشٍ فَوْقَ أَرْ ♦♦♦ ضِ الشَّوْكِ يَحْذَرُ مَا يَرَى
وهنا تُحمَد للعبد العواقب، ويَجني الثمار، ويكفيه الله شرَّ الأشرار.
مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُحْمَدْ فِي عَوَاقِبِهِ ♦♦♦ وَيَكْفِهِ شَرَّ مَنْ عَزُّوا وَمَنْ هَانُوا
فالتَّقوى سلاح المؤمن في كلِّ زمان ومكان، وقد سئل رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن أكثر ما يُدْخِل النَّاسَ الجَنَّةَ، فقال: «تقْوى الله، وحُسن الخُلق»؛ لذا كانت وصيَّته - عليه الصَّلاة والسَّلام - لمُعاذ - رضِي الله عنه -: «يا مُعاذ، اتَّقِ الله حيثُ ما كنت، وأتْبِع السيِّئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ النَّاس بِخُلق حسَن».
وقد أُمر - صلَّى الله عليْه وسلَّم - بالتَّقوى وقيل له: "اتَّق الله" وهو نبيُّ الأمَّة المبعوث رحمةً للعالمين، بل أفضل الأنبياء وخاتم المرسلين، ومع ذلك لا يزال يُتْلَى في كتاب الله إلى قيام الساعة قول الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الأحزاب: 1]، فأذْعن لها بقلبِه وسمعِه وعمله، فكان أتْقى النَّاس لربِّه، وأخشى الخلْق لله؛ قال لأصحابه: «أما والله، إنِّي لأتْقاكم لله وأخْشاكم له»، ويقول أيضًا: «إنَّ أتْقاكم وأعلمَكم بالله أنا».
فقد عاش التَّقوى في حياتِه، وصوَّرها لأصحابه المؤمنين حتَّى لحق بالرَّفيق الأعلى، وفسَّرها في أفعاله وأقواله، ممتثِلًا في ذلك أمرَ ربِّه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: 70]، وإذا خطب في أصحابِه كان يقرع الأسماع، ويهزُّ نياط القلوب في أكثر مِن مَوْطنٍ بقوله: {اتَّقُوا رَبَّكُمْ} [الحج: 1]، يجعلها مقدِّمة ومفتاحًا وسببًا لما بعدها من الأوامر والتَّكاليف العظام قائلًا: «اتَّقوا الله، وصلُّوا خَمسَكم، وصوموا شهْرَكم، وأدُّوا زكاة أموالِكم، وأطيعوا أُمراءَكم - تدخُلوا جنَّة ربِّكم».
والمؤمن الذي يُقال له: اتَّق الله، يهتزُّ فؤاده، ويراجع إيمانه ويراقب دينه وعمله، إن كان صادقًا تكن له هذه الكلمة رادعًا عن فعل المعاصي والآثام، أمَّا المتكبر الذي يردُّ الحق ويبطر، فتميِّزه هذه الكلمة عن أهل الصلاح بأن يزداد بعدها عتوًّا ونفورًا ولا يبالي؛{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]، كما في قصَّة أصحاب الغار؛ فعنِ ابنِ عُمر - رضِي الله عنْه - قال: سمعت رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: «انطلق ثلاثة نفرٍ ممَّن كان قبلكم حتَّى أواهم المبيتُ إلى غارٍ فدخلوه، فانحدرت صخرةٌ من الجبل فسدَّت عليهم الغار، فقالوا: إنَّه لا ينجيكم من هذه الصخْرة إلَّا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم، فكان من قولِ أحدهِم: "اللهُمَّ كانت لي ابنة عمٍّ كانت أحبَّ الناس إليَّ، فأردتُها عن نفسها فامتنعتْ منِّي، حتَّى ألمَّت بها سنة من السنين فجاءتني فأعطيتُها عشرين ومائة دينار على أن تُخلي بيني وبين نفسها، ففعلت حتَّى إذا قدرت عليها، قالت: لا أحلّ لك أن تفضَّ الخاتم إلَّا بحقِّه، فتحرَّجت من الوقوع عليْها، فانصرفتُ عنها وهي أحبّ النَّاس إليَّ، وتركتُ الذَّهب الَّذي أعطيتُها، اللَّهُمَّ إن كنتُ فعلتُ ذلك ابتغاءَ وجهِك فافرج عنَّا ما نحنُ فيه، فانفرجت الصَّخرة غير أنَّهم لا يستطيعون الخروج منها»، وفي رواية لمسلم: «يا عبدَ الله، اتَّق الله ولا تفتح الخاتم إلَّا بحقِّه».
فالتَّقوى سبب عظيم لصلاح الحال والمآل؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70، 71].
بل كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يترْجم التقوى في جميع حركاته وسكناته، وفي شأنه كله، وفي مقامِه، وحتَّى في سفره كان يعايش التقوى، فإذا استوى على راحلته خارجًا إلى سفر كان من دعائه: «اللَّهُمَّ إنَّا نسألك في سفرِنا هذا البرَّ والتَّقوى، ومن العمل ما ترْضى ...» الحديث، ويأتيه رجل يريد السَّفر يقول له: أوْصني، فيقول له: «عليك بتقوى الله والتَّكْبير على كل شرف».
إنَّ التقوى أفضلُ زاد يتزوَّد به العبد في رحلَتِه إلى الله والدَّار الآخرة؛ قال الله تعالى: «وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ» [البقرة: 197].
والتَّقوى أحقُّ ما يتجمَّل به العبد المؤمن لربِّه في الحياة الدنيا؛ {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، فهي زينة الباطن التي تفوح عطرًا لتجمّل الظَّاهر بصالح الأعمال، فإنَّ التقوى تأتي من صلاح القلب وقوَّة الإيمان فيه لتنبعث على الجوارح والأركان؛ قال - عزَّ وجلَّ -: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32].
أي: إنَّ القلب هو محلُّ التَّقوى ومنبعُه، بيَّن ذلك - عليْه الصَّلاة والسَّلام - وهو يُشير إلى صدرِه، ويقول: «التَّقْوى هاهنا»، ويُشير إلى صدْرِه ثلاث مرَّات، وتتحقَّق التَّقوى بأمور ثلاثة هي:
مُراقبة الله على نُورٍ من الكتاب والسنَّة - قِصَر الأمَل - غلبة العقْل على الهوى.
وأوَّل ما يتَّقي العبد وأشدُّ ما يَحذر: الدُّنيا والنِّساء؛ قال - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: «إنَّ الدنيا حلوة خضرة، وإنَّ الله مستخْلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساء؛ فإنَّ أوَّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء».
فحبُّ الدُّنيا وفتنة النِّساء من أعظم ما يقوِّض بنيان التَّقوى ويهدمه، ويفسِد على السَّائر قصده وسيرَه إلى مولاه.
ولا بدَّ أن يستعين العبد في تَحقيق التَّقوى بالدُّعاء والتضرُّع إلى الله؛ كما هو حال نبيِّنا - عليْه الصَّلاة والسَّلام - فقد كان يُكْثِر أن يقول: «اللَّهُمَّ إنِّي أسألُك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى»، ويقول حينًا: «اللهُمَّ آتِ نفسي تقْواها، وزكِّها أنت خيرُ مَن زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها».
أَلا إِنَّمَا التَّقْوَى هِيَ العِزُّ وَالكَرَمْ ♦♦♦ وَحُبُّكَ لِلدُّنْيَا هُوَ الذُّلُّ وَالسَّقَمْ
وإن كان ذلك يَحتاج إلى جهاد ومجاهدة ومصابرة؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
ولكن لا بدَّ من بذْل الوسْع والجهْد قدْرَ ما يستطيع العبد؛ {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].
ويتفاوتُ النَّاس في تحقيق التقْوى كما هو الحال في تفاوت درجاتهم، وقدرهم عند مولاهم؛ {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [آل عمران: 163].
_________________________________________
الكاتب: أنور الداود النبراوي
- التصنيف:
محمد
منذ