لكنّي يؤلمُني لؤمُ النّاسِ يا أبا ريّة
تحتاجه في نازلة نزلة بك، ويظهر لك حبا ولطفا قبل نزولها، ثم سرعان ما يتهرب ولا يقف معك، وربما رماك بسهام المعاتبة، اليس هذا من اللؤم؟
في شكوى من الرافعي رحمه الله إلى تلميذه أبي رية تحوي ألمه من لؤم الناس والتنكر للأوفياء قال الرافعي:
"لكنّي يؤلمُني لؤمُ النّاسِ يا أبا ريّة" .
فتأمل تأسف الرافعي من لؤم الناس الذي لا ينفك عن بعضهم، ولكن هكذا انطبع البعض على لؤم، فمهما بسطت له قلبك، ومددت له يدك؛ فهو مطبوع على أرذل، وأخس الصفات؛ فتجاهل هؤلاء، صدقة منك على فقراء المكارم؛ فأسر بقلبك ولا تتبع أدبارهم.
واحذر أن تتخلق بأخلاقهم، فهو خلق مرذول، لا يتخلق به إلا السفلة من الناس، وداء عضال لا ينجو منه إلا من وفق وهدي! واعلم أنه لن يشعر بك وبمعاناتك إلّا من يُحِبُّك بصدق ..!
قَال أبو طَلحَة رضي الله عنه لأُم سَليْم : «إنّي سَمعتُ صَوتَ رَسُول الله ﷺ ضَعِيفاً أَعرِف فيْهِ الجُوع، فَهل عِندكِ مِن شَيء» .. رواه البخاري فأين هؤلاء اللئام من أخلاق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
يرى منك الخير والجود الإحسان، أضعاف مضاغفة ثم يتنكر لك، ويقول بقول كافرة العشير، ما رأيت منك خيرا قط.
يتعلم منك، ويستفيد منك، وأنت طيلة عمرك محسنا له، ثم يرى منك زلة فيشكفها ويظهرها، ولا يسترها!
أليس هذا من اللؤم؟
تحتاجه في نازلة نزلة بك، ويظهر لك حبا ولطفا قبل نزولها، ثم سرعان ما يتهرب ولا يقف معك، وربما رماك بسهام المعاتبة، اليس هذا من اللؤم؟
تقضي له حاجته، وتعينه على شؤون حياته بالمال، أو بالمقال، وبنا تقدر عليه، فإذا حانت له فرصة، وتغلب على ظروفه التي كنت سببا فيه تنكر لك، أليس هذا من اللؤم.
- التصنيف: