كيف يتم التفاعل مع وسائل الإعلام

منذ 2021-10-25

نتفق جميعاً على أن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في مجتمعاتنا، ونتفق أيضاً على أن الأسرة لها دور كبير -قد يزيد، وقد ينقص- في التأثير على دور هذه الوسائل؛ لذلك جاء هذا المؤتمر -بمحاوره المتعددة- ليلقي الضوء على دور التربية في التعامل مع وسائل الإعلام.

كيف يتم التفاعل مع وسائل الإعلام

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الرحمة المهداة للعالمين.

 


المقـدمة

نتفق جميعاً على أن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في مجتمعاتنا، ونتفق أيضاً على أن الأسرة لها دور كبير -قد يزيد، وقد ينقص- في التأثير على دور هذه الوسائل؛ لذلك جاء هذا المؤتمر -بمحاوره المتعددة- ليلقي الضوء على دور التربية في التعامل مع وسائل الإعلام.


إنه من الضرورة بمكان تزويد الأسرة بالإجراءات والخطوات التي تساعدها -بعون الله- في إكساب أفرادها -منذ طفولتهم المبكرة- مهارة التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام، بحيث يصبحون مؤثرين بها أيضاً.


وقد اختير جهاز التلفاز نموذجاً لوسائل الإعلام؛ لأنّ التلفاز -من بين جميع وسائل الإعلام الأخرى- هو الذي يستحوذ على أغلب أوقات أطفالنا، مقارنة بالصحف والمجلات والإذاعة، "ففي بعض الدول يقضي الأطفال أوقاتاً أطول في مشاهدة التلفاز من الوقت الذي يقضونه في مدارسهم!".


وفي تقرير لمنظمة (اليونسكو) العالمية، رقم (33)؛ "يتبين أن الأطفال، في البلاد العربية، من سن السادسة إلى سن السادسة عشرة؛ يقضون ما بين اثنتي عشرة ساعة وأربع وعشرين ساعة أمام التلفاز أسبوعياً. وأنّ سن الخامسة حتى السابعة هو السن الذي يبدي فيه الطفل أقصى اهتمام بمشاهدة التلفاز"[1].

والسبب في أن أطفالنا يختارون التلفاز لقضاء الأوقات؛ هو أنه يخاطب حاستي السمع والبصر، إضافة إلى الطريقة التي تُقدَّم بها برامج الأطفال، حيث يؤكد الدكتور عاطف العبد: " أن الحركات والتعبيرات التي تظهر على وجه المذيع ونسمعها منه، الموجهة للأطفال؛ تساهم في توصيل الرسالة الإعلامية وتكملتها"[2].


وكل من يراقب الأطفال وهم يشاهدون برامج جذابة استخدمت فيها تقنية مُرضية من الصوت والصورة والإخراج؛ يجدهم وقد تجمعوا أمام الشاشة، ففغروا لها الأفواه والأعين، حتى إننا لنحسبهم رقوداً وهم أيقاظ!

لذلك؛ إن استطاعت الأسرة إكساب أطفالها مهارة التفاعل الواعي مع شاشة التلفاز؛ فإنهم سيتمكنون -بإذن الله- من استخدام الأدوات ذاتها مع بقية وسائل الإعلام.

 وقد قُسمت هذه الورقة إلى فصلين:


الفصل الأول يستعرض:

أولاً: دلالة الأسرة في مجتمعنا.

ثانياً: مفهوم الإعلام، ومفهوم التربية الإعلامية.

ثالثاً: خصائص النمو في مرحلة الطفولة.

رابعاً: أثر التلفاز على الأطفال.


والفصل الثاني يستعرض:

أولاً: إرشادات وخطوات تُكسب الطفل مهارة التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام.

ثانياً: اقتراحات لوزارة التربية والتعليم في السعودية لمساعدة الأسرة في تبني دورها الحيوي.


إن الأمية -التي على الأفراد والمجتمعات التنبه إليها- ليست فقط أمية القراءة والكتابة؛ بل عليهم أن ينتبهوا أيضاً إلى أمية التلفاز؛ إذ إن التركيز على إصدار حكم الإدانة أو المصادقة على التأثير القوي لوسائل الإعلام؛ قد انصرم عهده؛ لأنه أمرٌ مفروغ منه، وحان وقت التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام واستثمارها. وهذا ما تهدف إليه الدراسة بعون الله.


الفصل الأول

أولاً- دلالة الأسرة في مجتمعاتنا:

 ورد في لسان العرب: الأسرة "هي الدرع الحصين"[3]. وفي المعجم الوسيط معنى (الأسرة) لغوياً: يعني: القيد، يُقال: أَسَرَهُ أَسْراً وإِسَاراً: قَيَّدَهُ، وَأَسَرَهُ: أَخَذَهُ أسيراً.

ومن معانيها أيضاً: الأسرة هي أهل الرجل، وعشيرته، والجماعة يربطها أمر.

وتعرف الدكتورة سناء الخولي الأسرة "بأنها جماعة اجتماعية أساسية ودائمة، ونظام اجتماعي رئيس، وهي ليست أساس وجود المجتمع فحسب؛ بل هي مصدر الأخلاق، والدعامة الأولى لضبط السلوك، والإطار الذي يتلقى منه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية"[4].


ودلالة الأسرة -لغة واصطلاحاً- في مجتمعاتنا توحي أن الأسرة يضمها رباط وثيق، هذا الرباط يعلم أفرادها القيم والأخلاق، ويقيدهم عن ارتكاب المعاصي والمنكرات.

والتوجيه القرآني الكريم والنبوي الشريف لم يتركا خياراً للأسرة أن تقوم بدورها، في التربية، وغرس الدين والأخلاق في نفوس الأطفال؛ بل ألزماها بذلك، فكما قال -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الشيخان:

«... وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ، وَمَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا، وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»...

وبالمقابل؛ فإن هذين التوجيهين جعلا مسؤولية التربية جزءاً من عبوديتنا لله، نؤجر عليها، لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام:162]، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ» (رواه الترمذي).

وهذا المفهوم الجميل للتربية حوَّلها إلى سوار يزين المعصم، وليس عبئاً يثقل الكاهل، خاصة إن أُتقنَت التربية، فإن ذلك يورث محبة الله -جل وعلا- للعبد، لقوله -صلى الله عليه وسلم- «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ»  (رواه الطبراني).

وأي الأعمال أجل وأشرف من إتقان تربية الطفل، وتعهده بحسن الرعاية؛ حتى يصبح الاستثمار الأمثل للمجتمعات والأوطان والأمة، محققاً بذلك السعادة والنجاح لنفسه في الدارين؟ يقول الإمام الغزالي في إحيائه: "الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفسية، فإن عوَّدَهُ الخير وعلمه؛ نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وإن عوده الشر وأهمل إهمال البهائم؛ شقي وهلك، وصيانته بأن يؤدبه ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق"[5].


إن من دور الأسرة الحيوي ومسؤوليتها في هذا الزمن الذي وسم بتدفق المعلومات: تدريب أطفالها من سن مبكرة (من الرابعة) على التحدث عن أثر وسائل الإعلام وخطورتها، خاصة برامج التلفاز، ويستمر هذا في جميع مراحل نموهم، حتى إن أصبحوا شباباً؛ صاروا قادرين بكفاءة على نقدها، وتحليل مضامينها، ثم يتمكنوا بفعالية من استخدامها بنضج وذكاء؛ لإيصال أفكارهم وتطلعاتهم ونموذجهم الذي يمثلهم -فعلاً- إلى المجتمع؛ ليتحمل المجتمع مسؤولياته تجاه الشباب، ويساعده في تحقيق هذا النموذج.

وقد حذر د. إيهاب رمضان (استشاري المخ والأعصاب والصحة النفسية) من خطر التلفاز وآثاره السلبية قائلاً: "إن الحل لا يكمن في الابتعاد عن التلفاز نهائياً، ولكن لابد أن يكون وفق نظام محدد، مع ديمومة التشجيع على التواصل العاطفي والنفسي بين أفراد الأسرة، والتركيز على تعلم الطفل القيم الاجتماعية، وتعريفه بالخطأ والصواب"[6].

هذا النظام المحدد من شأنه أن ينقل الأسرة إلى حالة استثمار لجهاز التلفاز، بدلاً من أن تكون في حالة حرب، أو في وضع الهزيمة، وعدم الاقتصار على نقد محتوى برامج التلفاز، بل تستخدم هذا المحتوى في تحويله إلى أداة تثري ملكة النقد عند الطفل، والقدرة على الاختيار، ومهارة الحوار، واستخدام المنطق في الحكم على الأشياء[7].


إن على الأب والأم والراشد في الأسرة استشعار مسؤولياتهم وفهم التحدي، خاصة "أن الخطاب الإعلامي -بصفة خاصة- هو خطاب (مؤدلج)، وليس صحيحاً ما يردده بعض الإعلاميين والمثقفين العرب بقولهم: إن الحيادية أساس الرسالة الإعلامية، فكل إعلام منتم؛ إما لعقيدة، أو وطن، أو نظام. ومَثَلُ الإعلام غير المنتمي مثل بائع الصحف، الذي يوزع مضامين لا يفقه معناها. ودلائل هذه الحقيقة مبثوثة في الواقع المشاهد، وفي بطون الكتب الإعلامية المتخصصة"[8]. وبرامج الأطفال -التي تبث لهم، والتي أكثرها مستوردة- غير مستثناة من هذا الخطاب.

 عند استخدام التلفاز؛ لا بد من الأخذ بالاعتبار أنه ليس شيئاً محايداً في المنزل، وأنه في اللحظة التي تضاء فيها الشاشة يتَّحد ذهن ومشاعر المشاهد -في عملية معقدة- لإدراك وفهم واستيعاب ما يُعرض، خاصة لدى الطفل، والآباء الحريصون على تربية أطفالهم عليهم أن يستخدموا هذا الجهاز؛ لينقل الطفل من حالة (الضحية) أو (المنهزم) التي تشكو منها أكثر الأسر، إلى وضع المنتصر والمستثمر لهذه الأداة، والسبيل إلى هذا -بعون الله- هو التربية الإعلامية التي نتناولها فيما يلي.


الفصل الأول

ثانياً- مفهوم الإعلام ومعناه ومفهوم التربية الإعلامية:

الإعلام:

ورد في المعجم العربي الأساسي، ص860، الصادر عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم:

"(إعلام) مصدره (علم)، وهو النشر بواسطة الإذاعة والتلفاز والصحافة.

ومعنى الإعلام مجرداً: "هو حمل الخبر أو النبأ من جهة إلى أخرى.

ثم تطور حتى صار مفهومه تبني قضية من القضايا، وطرحها من خلال قناعات معينة بقصد إيصالها إلى المتلقي، سامعاً، أو مشاهداً، أو قارئاً"[9]. 

"والإنسان في نظر رجال الإعلام (نفس إعلامية) تتغذى بالخبر، وتنمو بالفكر، وتتعافى باللحن"[10].


التربية الإعلامية:

عرَّف مؤتمر (التربية من أجل عصر الإعلام والتقنية الرقمية) -الذي عقد في (فينا) في 18-20 أبريل 1999م- التربيةَ الإعلامية بأنها: "التربية التي تختص في التعامل مع كل وسائل الإعلام الاتصالي، وتشمل الكلمات، والرسوم المطبوعة، والصوت، والصورة الساكنة، والمتحركة؛ التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات"[11].

وإذا نظرنا إلى تطور التربية الإعلامية؛ نجد أن الفهم السائد -في الخمسينات والستينات الميلادية- عن عقل المشاهد أنه كاللوح الأملس، فكانت الأجندة التعليمية هي (التطعيم)، وجعل المشاهد يميز بين الإعلام الجيد والإعلام الفاسد، وأن يقدر جمال الإعلام الجيد.


هذا المفهوم تطور في السبعينات والثمانينات الميلادية إلى توجيه أسئلة (إيديولوجية) للإعلام، بدلاً من الأسئلة الجمالية، على سبيل المثال:

كيف ولمصلحة مَن يعمل الإعلام؟ كيف ينتظمون؟ كيف ينتجون المعاني؟ كيف يعبرون عن الواقع؟ واقع مَن هو الذي يعبرون عنه؟

ثم -في التسعينات الميلادية- لم يعد الجمهور متلقياً أو ناقداً؛ فحسب بل ومنتجاً للمعاني الإعلامية، ذات الصلة بالنواحي الشخصية وبالمجتمع[12].

والهدف من التربية الإعلامية هو "تمكن أفراد المجتمع من الوصول إلى فهم لوسائل الإعلام الاتصالية التي تستخدم في مجتمعهم، والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل، ومن ثم تمكنهم من اكتساب المهارات في استخدام وسائل الإعلام للتفاهم مع الآخرين"[13].


والمتأمل في تعريف التربية الإعلامية، وفي الهدف الذي تسعى لتحقيقه، وتطورها حتى وصلت إلى ما وصلت إليه؛ يدرك أنها لا تخاطب ولا تحمل وسائل الإعلام -على نحو مباشر- مسؤولية الآثار السلبية التي يتعرض لها الأطفال إثر تعرضهم لهذه الوسائل؛ بل يرى أنها تتجه إلى متلقي ومستخدمي وسائل الإعلام، مطالبة الأسرة -التي هي الحضن الأول للمتلقي، والدرع الحصين له- أن تؤهل الطفل؛ لفهم ماهية الإعلام ووسائله، منذ طفولته المبكرة، وأول ما تفعله الأسرة هو التعرف على خصائص نمو المرحلة.


الفصل الأول

ثالثاً- خصائص النمو لدى الطفل:

يقسم العلماء مراحل نمو الطفل إلى الطفولة المبكرة، التي تبدأ من الميلاد حتى سن السادسة، والطفولة المتأخرة من سن السادسة وتستمر حتى سن الثانية عشر.

ونستعرض هنا خصائص النمو الإدراكي، والنمو الانفعالي، والنمو الديني الخلقي، والنمو الاجتماعي الوجداني للطفل، من سن الرابعة إلى سن السابعة؛ ليدرك الآباء مدى تأثير التلفاز على الأطفال في هذه السن.


1- النمو الإدراكي

لذلك؛ فالطفل حينما يرى برامج التلفاز -خاصة برامج العنف أو الإثارة أو الرعب- أو حينما يرى الشخصيات النمطية التي تقدمها الأفلام المستوردة، كانتصار الرجل الأبيض، وقدرته الخارقة على الطيران والقفز، (والخلوص من المآزق)؛ يظن أن هذا واقعاً يستطيع محاكاته، والشواهد كثيرة على ذلك نقرأ عنها في الصحف -كل يوم تقريباً- لأطفال تعرضوا لمخاطر جسيمة نتيجة لهذه المحاكاة. 

وعندما يكبر الطفل يصبح دقيق الملاحظة، فيؤدي ذلك إلى دقة الإدراك الحسي لديه، ويتطور الخيال عنده، فيتحول إلى النوع الابتكاري، الذي يتصل بالحقيقة والواقع.

وتشتد لدى الطفل (من سن السادسة إلى الثانية عشرة) قوة العمليات العقلية، كالتصور والتخيل والتذكر، ويعتمد -نوعاً ما- على التصور البصري، ويبدأ بالانتقال -تدريجياً- من المحسوسات إلى المعنويات، ويفكر بها منطقياً[14].

وهذا أمر على الأسرة التنبه له، حيث تسمح بعض الأسر للأطفال (حتى السابعة من عمرهم) بمشاهدة بعض البرامج الخاصة بالكبار، بحجة أنهم لم يفهموا بعد، أو أنهم لا يعون ما يُعرض!! بل إن الطفل بهذا السن يمتلك دقة الملاحظة، ويعتمد على بصره في التخيل وفي التذكر، ويحاول إيجاد منطق وتفسير لما يراه. ويؤثر على إدراكه سلباً أن يرى المُنكر والباطل والعيب -الذي يُنهى عنه في البيت والمدرسة- جميلاً منمقاً في التلفاز[15].


2- النمو الانفعالي

بعد سن السادسة تقل حدة الانفعالات عند الطفل، وتزداد سيطرته عليها، ويصبح النمو الانفعالي لديه نمواً وجدانياً اجتماعياً، فيقل اعتماده على أبويه، ويرفض -نوعاً ما- الخضوع لاستبداد الكبار، ويندمج أكثر في مجموعة الأطفال؛ يستشعر القوة معهم، ويدين لهم بالولاء[16].

لذلك لابد للأسرة أن تتخذ من الحوار والنقاش الهادئ سبيلاً مع طفلها (في هذه السن) لإقناعه واستمالته لفكرة ما. ولنا في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأسوة الحسنة، فهو -عليه الصلاة والسلام- حينما أراد تعليم عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- وهو غلام صغير كلمات هامة، لم يقلها -عليه الصلاة والسلام- مباشرة، إنما أردفه خلفه على بغلة، ثم مشى به ملياً لإشباع رغبة الغلام في الركوب، وبعد ذلك خاطبه الرسول بأسلوب ملاطفة وسؤال:

«يَا غُلاَمُ - [وفي رواية:] يَا غُلَيِّمُ- أَوَلاَ أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ تَحْفَظُهُنَّ.. احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ...» (رواه الترمذي).

والغلام -لغةً- تطلق على الصبي من سن السابعة إلى العاشرة.


3- النمو الديني الخلقي

وفي سن السابعة يبدأ الطفل بالتمييز، ويبني على ذلك كثيراً من الأحكام، وفي هذا السن وجهّنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نبدأ بتعليم أولادنا الصلاة بقوله:

«عَلِّمُوا الصَّبِيَّ الصَّلاَةَ لِسَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُ عَلَيْهَا ابْنَ عَشْرِ سِنِينَ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمَا فِي المَضَاجِعِ» (رواه أبو داود).

وهذا الحديث المعجز في تلخيصه للنمو الديني والخلقي للطفل (من سن السابعة حتى العاشرة)؛ يثبت أن الطفل من السابعة قادر على التمييز بين الحق والباطل، فلابد للأسرة أن تعلمه وتوجهه ليتحمل مسؤولياته، وإن أخل بها فلابد من محاسبته على هذا التقصير. وفي هذه المرحلة من النمو الفكري يتكون لديه الكثير من السلوك والتصرفات.

إن خصائص النمو الديني الخلقي والاجتماعي لَتنذر بالخطر الشديد مَن يترك للطفل الحبل على غاربه لمشاهدة التلفاز، دون أن يرافقه في أثناء ذلك؛ لأن عقل الطفل سيضج بالأسئلة، وإن لم يجد من يجيبه عنها؛ فسيعوق نموَّه السليم. وشيئاً فشيئاً -لما للتلفاز من سلطة جذابة واستحواذ على عقل الطفل ومخيلته وحواسه- سيصبح التلفاز هو المكوِّن لسلوك وتصرفات الطفل، يحاكي من يراهم، أكثر من محاكاته لوالديه وأفراد أسرته، وهذه لعلها من أكثر الآثار السلبية على الطفل.


الفصل الأول

رابعاً- الآثار السلبية والآثار الأخرى للتلفاز:

ربما لم يجمع الخبراء والعلماء -على تعدد لغاتهم ومعتقداتهم ومشاربهم- على أمرٍ قدرَ إجماع خبراء وعلماء التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع على خطر جهاز التلفاز وآثاره السلبية، خاصة على الطفل، حتى الذين يرون في التلفاز بعض فائدة فهم يؤكدون على ضرورة وجود الراشد مع الطفل، ليلفت نظره لهذه الفائدة.

 بعض الآثار السلبية للتلفاز، من جوانب نفسية واجتماعية وصحية، نذكر منها:

1- يولِّد التلفاز الغلظة في المشاعر والبلادة في الأحاسيس؛ وذلك لأن الطفل يختلط لديه التمثيل بالواقع.

2- يولِّد الميول العدوانية لدى الطفل، ويتعهدها بالرعاية، فالعنف يُكتسب أسرع من المهارات الذهنية. 

3- يُغذي التلفاز الطفل بالقيم الهابطة. 

4- يُنحِّي الأسرة عن دورها في التربية، خاصة بعد خروج الأم للعمل، فصار مصدر القيم وسائلُ الإعلام، خاصة التلفاز. 

5- يُساهم في تدني الذوق العام، حيث يتقبل الأطفال عروضه السمجة ويتجاوبون معها. 

6- يثير الغرائز الجنسية مبكراً، قبل أن ينضج الطفل. 

7- يصور الكذب والخداع والمراوغة بأنها ذكاء وحيلة ومهارة.  

8- يصبغ المفهوم الحضاري صبغة مغايرة لحقيقته، فلفظة النجوم والأبطال لا يقصد بها الشخصيات التي أثرت وصنعت الأحداث (كالأنبياء والرسل -عليهم صلوات الله- أو الصحابة، أو الكُتاب والأدباء والأطباء والمعلمين وغيرهم) بل نجدهم -حصراً- من ساحة الفن والطرب والرياضة والتمثيل، أو أبطال (الأفلام الكرتونية المدبلجة)[18]. 

9- يصرف الأطفال عن واقعهم وحقائقهم، ويحذرهم؛ فلا يكاد الطفل المسلم يعرف عن حقيقة الحرب بين المسلمين واليهود/ وحقيقة المسجد الأقصى، ولا عن حقيقة الاحتلال الأمريكي للعراق! 

10- يُعرِّض صحةَ الطفل للخطر بسبب الأرق والقلق.

11- يؤثر على بنية الطفل من حيث استقامة الظهر.

12- يحد التلفاز من ممارسة الطفل للعب والحركة.

13- يستنزف طاقتهم على الحفظ والتذكر بما يبثه من أغان قد تدعو كلماتها للعنف أو الإثارة أو التمرد على أوامر الكبار. وهذا الاستنزاف يأتي على حساب اهتمامهم بحفظ القرآن الكريم، وحفظ دروسهم، وحفظ المعاني التي تعزز عندهم العفة والأخلاق والقيم[19].

14- وُجد أن هناك علاقة وثيقة بين السُّمنة عند الأطفال وبين مداومة مشاهدة التلفاز؛ ذلك لأن الجلوس عند التلفاز لا يحتاج إلا إلى طاقة قليلة جداً، مقارنة بالأنشطة الأخرى، وغالباً يتعرض الطفل -وهو يشاهد التلفاز- لتأثير الإعلانات التي تزين له الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية غير المفيدة، التي تسمى (بالأطعمة الفارغة)، فيستجيب الطفل لهذه المغريات، ويتناول هذه الأطعمة.

15- يهدد الهوية الثقافية بواسطة تدفق المعلومات والأفكار فيما بين الثقافات[20].

16- يضعف قدرة الطفل على القراءة؛ لأنه يتعود على الصور السريعة المتداخلة الملونة، وهو ما لا يجده في صفحات الكتب، وضعف الطفل على القراءة يقوده إلى ضعف التحصيل العلمي الذي يُتَلَقَّى -على نحو رئيس- من الكتب الدراسية.

17- يحتل التلفاز مكان الحياة الأسرية والاجتماعية، فبوجوده يتضاءل وقت الكلام، والحوار، أو حتى الشكوى بين أفراد الأسرة، ويحل محل الأصدقاء، فيقلل ذلك من اكتساب الخبرات[21].


أما الآثار الأخرى للتلفاز، التي قد يطلق عليها (الإيجابية)؛

وإنه من الصعوبة بمكان تحديد الآثار غير الضارة على نحو مطلق وعام؛ لأن مفهوم (غير الضارة) يتحدد حسب خلفية الطفل الدينية بالدرجة الأولى، ثم بالخلفية الثقافية والاجتماعية له. فلو قلنا -مثلاً- إن من الآثار غير الضارة لبرامج التلفاز: التسلية والترفيه، والثقافة والإطلاع، والتعرف على حل للمشاكل الاجتماعية.. فأي من هذه البرامج تؤدي -فعلاً- الغرض الذي أعدت من أجله، دون أن تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف وأخلاقه[22]؟ 

لذلك لا مناص من التعامل مع التلفاز أداةً نديرها ونستثمرها، ونعلم أولادنا كيفية التفاعل الواعي معها، فيتكون لديهم الحس النقدي، والقدرة على اختيار ما يناسب تعاليم دينهم ورفض ما سواه. وهذا الذي سنتطرق إليه -بإذن الله- في الفصل الثاني من الدراسة.


الفصل الثاني

أولاً- إرشادات وخطوات تكسب الطفل مهارة التفاعل الواعي:

مع التلفاز:

عندما تتولى الأسرة دورها في بناء التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام لدى أولادها، وتستشعر مسؤولياتها؛ لابد أن تلتفت إلى الجوانب الثلاثة للإنسان: الجانب المعرفي (التفكير)، والجانب الانفعالي (المشاعر والعواطف)، والجانب السلوكي؛ وذلك لتحقيق أفضل النتائج بإذن الله.

والاكتفاء بواحد دون الآخر لن يحقق النتيجة المرجوة؛ لأن "القيم الخلقية تتكون عند الإنسان عن طريق العمل ومواقف الخبرة، وذلك أنه لا يجب أن تنحصر الاهتمامات الأخلاقية على العقل فقط؛ بل يجب أن تكون لنا بمثابة طرق العمل نجربها في إزالة أسباب الشرور، ومصادر المتاعب والتناقض في مواجهة المواقف المختلفة، فهي وإن كانت غايات إلا أنها أدوات ووسائل للعمل"[23].

فبعد أن يتم شرح الفكرة الطيبة وغرسها في النفس غرساً صحيحاً، ستثمر عواطفَ ومشاعر نبيلة تحرك الإنسان -في الغالب- دون مؤثر خارجي، للقيام بسلوك إيجابي، يترجم تلك الفكرة وهذه المشاعر.

والجوانب الثلاثة للإنسان متداخلة تداخلاً كبيراً، ويؤثر الواحد منها في الآخر[24].

وفيما يلي تستعرض الدراسة بعض الإرشادات والخطوات التي تراعي الجوانب الثلاثة لدى الإنسان؛ حتى تطبقها الأسرة مع أطفالها؛ لتكسبهم مهارة التفاعل الواعي مع التلفاز.

وهذه الخطوات والإرشادات منها ما يختص بتهيئة الأبوين أنفسهما (أو الراشد الذي يتولى التربية) لتولي مسؤوليته المُكلف بها، ومنها ما له علاقة بإدارة التلفاز ذاته كونه جهازاً، ومنها ما يختص بالطريقة التي يشاهد بها الطفل التلفاز. وهذه الأمور الثلاثة لا يمكن الفصل بينها، إنما تقسم ليسهل متابعتها وتطبيقها، ومن البدهي أن الاعتناء بها جميعاً يحقق نتائج أفضل.

لعل من أول ما يجب أن يعتني به الأبوان: أن يكونا قدوة حسنة لأطفالهما. وهذا الجانب من الأمور التي سبق إليها المسلمون ودأبوا على التواصي بها. فقد روى الجاحظ أن عتبة بن أبي سفيان (لما دفعَ ولدَهُ إلى المؤدِّبِ؛ قال له: ليكنْ أولَ ما تبدأُ بهِ من إصلاحِ بَنيّ إصلاحُ نفسك! فإن أعينهم معقودةٌ بعينكَ، فالحسنُ عندَهم ما استحسنتَ، والقبيحُ ما استقبحتَ). وقد أثبتت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين مشاهدة الكبير في البيت للتلفاز وبين مشاهدة الطفل له.

والوالدان اللذان يوجهان أولادهما للإقلال من مشاهدة التلفاز، ويمارسان هذا الفعل لن تلق كلماتهما وقعاً طيباً في نفوس الأطفال، حتى لو نفذ الطفل الأمر يظل غير مقتنع بما يفعله، وما أن يغيب الرقيب عنه سيعود -غالباً- لمارسة السلوك الذي توقف عنه دون قناعة داخلية منه، وكم هي جميلة هذه العبارة: (لا تتكلم فسلوكك يسمعني)! إن الآباء يدركون تماماً أن هناك فرق بين خبرة وثقافة الراشد وبين ثقافة وخبرة الطفل، ولكن الطفل لا يفهم هذا، وعليه؛ فلن يفهم لماذا يمنعه والداه من فعل سلوك، ثم يقومان بممارسته.

ومن الأخطاء الجسيمة التي تقع فيها الأمهات: جعل التلفاز (جليساً للأطفال)؛ لانشغالها وعدم تمكنها من اللعب مع طفلها أو الاهتمام به. ولتصحيح هذا الخطأ؛ نوصي الأم بأن تضع في متناول طفلها الصغير بدائل آمنة كالمكعبات، والألوان، والتراكيب، والكتب، والقصص، والصور وأطقم السفرة الخاصة بالأطفال بحيث يشغل الطفل بها نفسه، وتنصرف الأم لشؤونها[25]، دون أن تلجأ إلى التلفاز؛ لأنها أن فعلت عوَّدت طفلَها (دون أن تقصد) بأن تكون شاشة التلفاز هي أولى اختياراته في وقت الفراغ، معللاً نفسه أن هذا هو سلوك والدته من قبل!

والحديث عن خطورة أن يتحول التلفاز إلى (جليس أطفال) في السن الصغيرة يقودنا إلى ضرورة أن تُوجِدَ الأسرةُ لأولادها -بمرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة المبكرة- بدائل وأنشطة متنوعة ومتعددة وممتعة تغنيهم عن هذه الشاشة، وتعمق عندهم مفهوم العبودية لله -جل وعلا- وأن الوقت أغلى ما يملكون، وعليهم استثماره بما يسعدهم في الدنيا والآخرة[26].

وقد يعمد بعض الآباء والأمهات إلى مشاهدة برامجهم الخاصة بهم، بينما أولادهم الصغار في صحبتهم، ظناً منهم أن الأولاد لا يلتفتون، ولا ينجذبون لهذه البرامج؛ لعدم فهمهم لها!! والواقع المعايش والمشاهد يثبت عكس ذلك.

فمن المهم أن ندرك أن الأطفال اليوم يعرفون أكثر مما يفهمون، وإنهم يحبون أن يظهروا بمظهر الكبار، وأن يتحدثوا مثلهم، غير أن تفكيرهم ومستوى فهمهم ما زال طفلاً كأعمارهم، والسماح لهم بمشاهدة البرامج الموجهة والمعدة للكبار يعزز من هذه النزعة لدى الأطفال، خاصة أنهم سيشاهدون في البرامج الخاصة بالكبار ما يغريهم بتقليده، فهم لا يفرقون بين الحقيقة والخيال[27].

وعندما نستخدم مصطلح (إدارة التلفاز) فإننا نعني أن تختار الأسرة بعناية وقت المشاهدة ومحتوى المُشاهَد (بضم الميم وفتح الهاء). فبعض الأسر تتبع أسلوباً رسمياً نوعاً ما؛ فهي تقوم بتحديد الوقت والمحتوى بداية مع أطفالهم، وبعض الأسر تقوم بإطفاء التلفاز حينما تشعر أن أولادها قد مكثوا وقتاً طويلاً أمامه، أو أنهم يشاهدون مالا يناسبهم[28].

ولتسهيل المهمة نقترح أن تضع الأسرة هدفها مسبقاً من (إدارة التلفاز)، هذا الهدف الذي قد يتغير أو يتطور تبعاً لسن الطفل، وكأمثلة لهذه الأهداف نورد ما يلي:

- الإقلال من مشاهدة أطفالي لمشاهد العنف.

- ألا يتعود أولادي على الشاشات لملء وقت فراغهم.

- أن يمارس أولادي أنشطة أخرى تنشط خلايا دماغهم، وتحرك عضلاتهم.

- أن أقلل من الجمود الذي يعتري الأولاد عند مشاهدة التلفاز، وحتى يتواصلوا أكثر.

- أن أحمي أولادي من تأثير الإعلانات التجارية.

وهكذا.


ولا يُكتَفَى بوضع الهدف (وفرضه) على الأطفال من قبل الأسرة؛ إذ لا بد من الحوار والنقاش معهم في هذا الهدف، ومن البدهي أن تستخدم الأسرة مع أطفالها الصغار اللغة التي يفهمونها لإيصال هذه المعاني لهم، ومن ثم يعمل أفراد الأسرة على استخلاص الإرشادات التي تعينهم على تحقيق هدفهم الذي اتفقوا عليه جميعاً، على أن تصاغ الإرشادات بأسلوب الإثبات وليس النفي، وتخرج إخراجاً جميلاً، وتعلق قرب التلفاز، وفي غرف الأطفال، حتى يقرؤوها باستمرار، وتنتقل إلى عقلهم الباطن الذي يقوم بترجمتها سلوكاً وممارسات[29]. 


ولابد للأبوين -بطبيعة الحال- من متابعة الأطفال لقياس مدى تطبيقهم لهذه الإرشادات، ومدى فعالية الإرشادات؛ لتحقيق هدف الأسرة. وكمثال على هذه الإرشادات؛ إن كان الهدف (أن يمارس الأطفال أنشطة حركية تمرن عضلاتهم): من غير المجدي أن يقال للأطفال (لا تشاهدوا التلفاز!)، بل تكون التعليمات شبيهة بـ (بعد أن تفرغوا من اللعب بالحديقة، أو بعد عودتكم من النادي الرياضي بإمكانكم مشاهدة التلفاز)[30].


ومن أهم نقاط (إدارة التلفاز) اختيار وقت ومدة المشاهدة، ويساهم استخدام جهاز التسجيل في مساعدة الأسرة في التحكم بالوقت، فإن كان وقت البرنامج غير مناسب لجدول الأسرة؛ فيسجل ويعرض في الوقت المناسب، وإن كان البرنامج جيداً في مجمله، لكنه يتضمن بعض اللقطات والمشاهد التي تتعارض مع أخلاق الأسرة؛ يقوم الأبوان بحذف هذه المشاهد ثم عرضه لأطفالهم[31].

وينصح باستخدام (دليل قنوات التلفاز) -إن توفر- أو الرجوع إلى مواقع القنوات عن طريق الانترنت؛ لمعرفة البرامج وأوقات عرضها، فمن الخطأ أن تتعرف الأسرة على البرامج وأوقاتها عن طريق تقليب القنوات، فقد يشاهد الأطفال ويتعرضوا لما لا يناسبهم. ولإثراء خبرات الأطفال وتعليمهم مهارة الاختيار، وتنظيم الوقت؛ يطلب منهم إعداد دليل خاص ببرامجهم، بحيث يختارون البرامج بعد مشورة الأبوين بما يتفق وعمر وقدرات الطفل، واحتياجاته، ومشاعره[32]. 


ومن الأدوات الفعالة المفيدة للأسر؛ لإكساب أطفالها مهارة التفاعل مع التلفاز: تصميم واستخدام (ملف الأسرة التلفازي)، حيث يسجل يومياً على مدار الأسبوع:

- وقت تشغيل التلفاز. 

- وقت إطفاءه.

- البرامج التي شوهدت.

- من الذي شاهدها.


ثم في نهاية الأسبوع يرصد ما يلي:

- عدد ساعات المشاهدة.

- من شاهد أكثر.

- من شاهد أقل.

- متى تواجدت الأسرة معاً.

- وما الذي شوهد[33].

ثم يدور نقاش مع الأولاد عن رصيد الأسبوع، بحيث يُوجَّهون ويُحفَّزون ويُكافَؤون، وليس بالضرورة أن يتولى إدارة النقاش أحد الأبوين، بل يمكن إسناده لأحد الأطفال (جميل أن يكون مدير الحوار هو الطفل الأقل مشاهدة).


ومن الأسئلة التي توجه في النقاش إلى الطفل الأقل مشاهدة:

- ماذا فعل بالوقت الذي لم يشاهد فيه التلفاز؟

- وماذا اكتسب خلال هذا الوقت؟

- وما أنجز وما هي مشاعره بهذا الانجاز؟

وعلى الأبوين إدارة دفة الحوار إدارة غير مباشرة؛ ليبين للأطفال الجدوى والمكسب من ممارسة أنشطة غير مشاهدة التلفاز.


أما عن الطريقة التي يشاهد الأطفال بها التلفاز؛ فقد أكدت الأبحاث والدراسات المختصة ضرورة مرافقة الراشد للطفل، والحديث معاً عن برامج التلفاز، حيث يؤدي هذا إلى جعل الطفل يفكر بمنطقية تجاه ما يُعرَض، ويقلل من مخاطر تفسيره لكل ما يعرض له على أنه حقيقة وليست خيالاً.


إثارة الحديث مع الطفل من شأنه أيضاً ردم الفجوة بين ما يراه الطفل وبين خبرته غير المتكاملة غير الناضجة، خاصة عند مشاهدته الثالوث المخيف (الرعب، والإثارة، والعنف): "إنني أنصح أن يشاهد الآباء والأطفال معاً البرامج التلفازية؛ عندما يكون الأطفال تحت سن السابعة، وأن يعتادوا الحديث عن البرامج التي شاهدوها. وبمجرد أن يعتاد الطفل على هذا الأسلوب في المشاهدة؛ يصبح من السهولة إجراء حوارات مثمرة مفيدة، كما أن المشاهدة المشتركة مجزية، وإن كان بدرجة أقل في المرحلة الواقعة ما بين سن السابعة والحادية عشرة"[34].

وأسئلة مثل: (هل ما تراه حقيقي؟ ما الذي تشعر به عندما ترى هذا المشهد؟ هل تحبه؟ ما الذي لا تحبه فيه؟ لماذا؟ ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ لو كنت مكانه كيف ستتصرف؟ هل تعتقد أن هذه هي النهاية المناسبة؟ هل تعتقد أن هذا هو الحل الأفضل؟ لو كنت أنت الأب وأنا الابن؛ هل ستسمح لي بمشاهدة هذا البرنامج؟ لماذا نعم؟ ولماذا لا؟ ما الذي ستنبهني عليه؟ هل ما تراه يُرضي الله جل وعلا؟ هل يتفق مع أخلاقنا؟ كيف نعدله؟)، وغيرها من الأسئلة..

فعندما يطرحها الأبوان على الطفل؛ تدفعه للتفكير بمضمون البرامج التلفازية، ولا يأخذها مُسلمات. وبذلك يتحول (التلفاز)إن اضطررنا إلي إلى أداة توفر فرصاً إضافية للحوار، ولنقاش الآباء مع الأبناء، وذلك يزيد من فهم واستيعاب الأطفال.


كما أن من واجب الأبوين إرواء الطفل بالإجابة عن الأسئلة التي يلقيها، وعدم تأجيل ذلك مطلقاً. "إن تدريب الطفل وإكسابه مهارة المشاهدة الناقدة لبرامج التلفاز تجعله أقل عرضه لأخطار التلفاز"[35]. "وإذا ما كان الآباء مستعدين لترك أطفالهم يشاهدون الدسائس والمكائد في المجتمع بدون تعليق؛ فيجب ألا يلوموا سوى أنفسهم عندما يتقبل الطفلُ القيمَ الثابتة التي قدمتها برامج التلفاز أكثر من تقبله القيم التي يؤمن بها والداه!!"[36].

واستخدام جهاز التسجيل -قبل عرض البرامج على الطفل- يساعد الأبوين في إعداد الأسئلة التي يريدان إلقاءها على الطفل؛ ليثري تجربته، ويجعل الأبوين أكثر استعداداً لأسئلة الطفل إن ألقاها عليهما.


يقول (جيري ماندر) الخبير الأمريكي ملخصاً تجربته في حقل الإعلام: إنه ربما لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد الهندسة الوراثية، والقنابل (النيتروجية)، ولكننا نستطيع أن نقول: (لا) للتلفاز، ونستطيع أن نلقي بأجهزتنا في مقلب الزبالة، ويؤكد (ماندر) أن العالم سيكون مليئاً بالفائدة؛ لأن الشعوب ستعوض فقدان التلفاز باتصال بشري أكبر يبعث النشاط من جديد[37].

وبما أن أجهزة التلفاز لم تُرْمَ بعد؛ فلا أقل من أن يتولى الأبوان مسؤولياتهما في أن يكونا قدوة لأطفالهما، بالإقلال من المشاهدة، وأن يدربا أطفالهما على إدارة التلفاز باختيار محتوى ووقت ومدة المشاهدة، من قبل الأطفال ذاتهم، وأن يجلسا مع أطفالهما لدى المشاهدة بحيث تكون هذه الأوقات أوقات حوار ونقاش، لا أوقات جمود لا فائدة منها.

ولكن؛ من المسؤول عن إيصال هذا الوعي إلى الأبوين؟ والأسر؟


الفصل الثاني

ثانياً- اقتراحات لوزارة التربية والتعليم لمساعدة الأسرة في تبني دورها الحيوي:

"إن رجال التربية والإعلام يجمعون على أن التربية هي الأساس الأول في تحصين الأطفال والشباب، وأن المسؤولية تبدأ في الأسرة، ومن الوالدين خاصة، ثم من المدرسة والمسجد والمجتمع، فالطفل والشاب معرضان دوماً لمختلف أشكال التأثير في محيطهما، حيث تأتي وسائل الإعلام -خاصة- في المقدمة، وما لم تتوفر للطفل والشباب قاعدة تربوية متينة توجههم وتصونهم وتحفظهم؛ فإن تأثرهم بوسائل الإعلام يزيد مهما بلغت قلة ما يرد فيها"[38].


إن إجماع رجال التربية والإعلام على أن المسؤولية في تحصين الطفل والشاب من أثر الإعلام تبدأ في الأسرة؛ فإن مسؤولية التربويين والإعلاميين عظيمة في إيصال هذا الوعي إلى الأسر؛ لتتحمل هي -بدورها- وتأخذ على عاتقها حماية النشء من الآفات التي تهدده؛ وذلك بتعليم أطفالها وتدريبهم على مهارة التفاعل الواعي مع برامج التلفاز.

وإن لوزارة التربية دوراً كبيراً في ذلك، خاصة (الإدارة العامة للتوعية الإسلامية للبنات)، و(اللجنة الوطنية السعودية للطفولة)؛ فقد ورد في الرؤية للإدارة العامة للتوعية الإسلامية للبنات أنها "إعداد الشخصية المتزنة المعتزة بدينها قولاً وعملاً، والمحصنة أمام الأفكار المنحرفة والاتجاهات الحديثة المضللة، القادرة على التعامل مع التقنيات المتطورة بوعي وإدراك"[39].

وهذه رؤية سامية نبيلة، ولكن بالمقابل؛ لا تجد في البرامج المقدمة من الإدارة -لتحقيق هذه الرؤية- ما يكسب الشريحة المستهدفة من قبل الإدارة مهارةَ التفاعل الواعي مع الإعلام، برغم إدراكنا جميعاً أن معظم الأفكار المنحرفة والاتجاهات المضللة؛ ترد إلينا عبر وسائل الإعلام التي عبرت عنها رؤية الإدارة العامة للتوعية الإسلامية بـ (التقنيات المتطورة)، التي على المسلمة التفاعل معها بوعي وإدراك، وهذا هو بعينه (التفاعل الواعي).

لذلك؛ فقد تجلت الحاجة الملحة إلى ضرورة تدريب القائمين بالتوعية على إكساب الشريحة المستهدفة مهارة التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام، خاصة مع التلفاز، بحيث يكون التعامل مع التلفاز وبرامجه تعامل المنتصر القادر على التمييز بين الخير والشر، ونقد المضامين السيئة، وتقدير الجميل منها.

بل تجاوز ذلك إلى الكتابة، ومخاطبة القائمين على البرامج؛ ليتوقفوا عن تقديم النموذج المغاير للشخصية المسلمة (كما وردت في الرؤية)، وأن تُحتَرَمَ رغبتُها في تقديم النموذج الذي يمثلها حقاً، ويكون ذلك بإشراف القائمين على التوعية.

والحديث عن الإدارة العامة للتوعية ينعطف بنا إلى الحديث عن شعبة النشاط الطلابي، وشعبة التوجيه والإرشاد، ووحدة التربية الإسلامية، بإدارات التعليم بالوزارة المعنية؛ بدعوتها إلى تضمين برامجها المقدمة لجميع الشرائح بالمجتمع (العاملين بحقول التعليم، والطلاب، والطالبات، والأسر) ما يبث الوعي بضرورة التعامل الواعي مع وسائل الإعلام، بحيث تُحوَّلُ إلى أداة للمتُلقي، ولا يكون المتلقي أسيراً لها[40].

ونستقرئ من المهام والاختصاصات للجنة الوطنية السعودية للطفولة ما يؤكد وضع إستراتيجية وطنية للطفل تساعد الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية في تعزيز أوجه الرعاية التي يحتاجها الطفل[41].


إن من أوجب الرعاية: أن يعيش الطفل في بيئة آمنة توفر له النمو السليم، دينياً، ووجدانياً، وجسدياً، وتتيح له استخدام قدراته العقلية، وذكاءه، وتثري لغته، كل هذا لن يتأتى؛ إن بقيت الأسر تحرم أطفالها من التلفاز تماماً، وتبعدهم عنه اتقاء خطره، غافلة أن ما نجنب أولادنا من أخطار التلفاز يأتيهم بالحاسب الآلي، وبالجوال(البلوتوث)، وأن للتلفاز سلطة جذابة، لو قاومها الطفل أمام والديه؛ فلن يقاومها -ربما- وهما عنه غائبان! أو إن رفعت بعض الأسر راية الاستسلام للتلفاز، قائلة بإحباط: لن يصلح الوعظ ما أفسده التلفاز!! فيزداد الخرق اتساعاً على اتساع، ولن يتمكن أمهر الرقاع من خياطته!

والحل -كما تقترح هذه الدراسة- يكمن في تدريب كل المتعاملين مع الأطفال على مهارة التفاعل الواعي مع وسائل الإعلام؛ ليتولوا نقلها لأطفالهم:

شباب وشابات الوطن: استثمار المستقبل الحقيقي.


الخاتـمة

تناولت هذه الدراسة محور (دور الأسرة في التفاعل الواعي مع الإعلام)، المقدمة ضمن أعمال المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية، فتعرَّضتْ -في الفصل الأول منها- إلى مفهوم الأسرة في مجتمعنا، وأشارت إلى قيمة (التربية) في الإسلام، كما جاءت النصوص القرآنية والنبوية.

ومن ثم عرفت مفهوم الإعلام تعريفاً عاماً، ومفهوم مصطلح التربية الإعلامية وهدفها.

ثم تطرقت الدراسة إلى الحديث عن خصائص النمو المختلفة للطفل (في العمر ما بين الرابعة والسابعة)، وربطت بين خصائص النمو وبين مشاهدة التلفاز.

ثم أوجزت الدراسة الآثار السلبية للتلفاز، والآثار الأخرى التي فضلت الدراسة عدم تسميتها الآثار (الإيجابية) وعللت ذلك.

وفي الفصل الثاني أوردت الدراسة إرشادات وخطوات تساعد الأبوين في استخدام التلفاز بجعله أداة تثري خبرات الطفل، وتنمي لديه القدرة على الاختيار الناقد، والمشاهدة الناقدة، وتكسبه القدرة على الحوار ومناقشة الأفكار بعقلانية وحيوية، وراعت هذه الإرشادات الجوانب الثلاثة للإنسان: الفكر، والمشاعر، والسلوك. مع تأكيد ضرورة الالتزام بوقت ومدة محددة للمشاهدة، يتزامن هذا مع كون الوالدين قدوة صالحة لأطفالهما.

يقول الشاعر الأميري[42]:

 

طِفْلٌ! وَعِبْءُ الطِّفْلِ يُوهِي  الْقُوَى        أَحْلَى الْمُنُى؛ حُفَّتْ بِدَيْجُورِ[43]
 

 

الطفل أحلى المنى، ولكن هذه المنى حفت بالظلمة، التي يَقصِد بها الشاعر المتاعبَ والآلام، يكابدها الأبوان لتحمل مسؤولية وأمانة التربية.

ولعل في المفهوم الذي تبنته الدراسة (وربما سبقت إلى ذلك): ضرورة أن تنتقل الأسرة العربية من معاملة التلفاز على أنه عدو لا يرجى منه خير، أو أنه مارد مرعب، يفتك بقيم الأسرة وأخلاقها، من الاستحالة تجنب مساوئه، ولا مفر من الإذعان والخضوع له؛ إلى مفهوم يجعل الأسرة تستخدم (جهاز التلفاز) وتستثمره في بناء الطفل، وتحريره من آثاره السلبية، ولعل تبني هذا المفهوم يخفف من حدة (الديجور) وسواده -بعون الله- و نكون قد داوينا بالذي كان هو الداء.

غير أن الأسرة العربية بحاجة ملحة إلى من يبث فيها الوعي بمسؤولياتها، ويعلمها كيف تتعامل مع التلفاز، وهذا مناط بمؤسسات المجتمع الحكومية، وغير الحكومية، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم، ووزارة الثقافة والإعلام.

وقد تقدمت الدراسة في فصلها الثاني إلى (الإدارة العامة للتوعية الإسلامية) و(اللجنة الوطنية السعودية للطفولة) بوزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية؛ بعدة اقتراحات تختص بنشر الوعي في الأسر.


والحمد لله رب العالمين.

ــــــــــــــــــــــــــــ

[1] (الفيديو والتلفزيون خطر مؤكد على الأولاد).

www..quraan- radio.com

[2] ناهد باشطح" الأطفال والتلفاز من بيده العصا".

www.alriyadh.com  

[3] ابن منظور، (لسان العرب). مادة "أسرة".

[4] صلاح بن ردود الحارثي، (دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات الثقافية للعولمة)، جدة، مكتبة السوادي، 1424هـ، ص250.

[5] صلاح بن ردود الحارثي، المصدر السابق. 

[6] نوره خالد السعد، (الآثار التربوية لبرامج التلفزيون على الأطفال).

www.almokhtsar.comwww.almokhastar.com 

[7] انظر الفصل الثاني من هذه الدراسة.

[8] محمد بن سعود البشر،   )حتى لا ننهزم بسلطة الإعلام  (  .

www.Islamtoday.net 

[9] يوسف العظم، (رحلة الضياع للإعلام العربي المعاصر)، جدة، الدار السعودية للنشر والتوزيع،1405 هـ، ص 9.

[10] منى حداد يكن، (أبناؤنا بين وسائل الإعلام وأخلاق الإسلام)، بيروت- مؤسسة الرسالة، 1403هـ- 1983م، ص15.

1 -(قضايا التربية الإعلامية).

www.meduconf.com 

2 - المرجع السابق.

3- المرجع السابق.

[14] طه البنا وعبد المنعم بيومي، (كتاب علم النفس- المرحلة الثانوية)، السعودية، 1417هـ، ص89-90.

[15] انظر في هذه الدراسة عن ضرورة مرافقة الأطفال في أثناء مشاهدتهم التلفاز. 

[16] طه البنا وعبد المنعم بيومي، المصدر السابق، ص 90-91. 

[17] طه البنا وعبد المنعم بيومي، المصدر السابق، ص 90-91.

[18] يفسر أ/ عمرو خالد وجود أبطال (كرتونيين!)، مثل: (سوبر مان، وبات مان، وسبايدر مان)؛ بأن تاريخهم -أي: الغرب- يخلو من الأبطال الحقيقيين، فصنعوا لأنفسهم أبطالاً من الورق!! 

[19] النقاط من (1) إلى (13) من كتاب طيبة اليحيى، (بصمات على ولدي)، حولي، الكويت، مكتبة المنار الإسلامية، 1409هـ، ص 23-40، بتصرف. 

[20] (Grunwald Declaration on Media Education)  .

www.Meduconf. .com

[21] (قراءة في كتاب مخاطر التلفاز على مخ الطفل).

 www.islamtoday.net 

[22] في نهاية السبعينات الميلادية عرضت مسرحية (مدرسة المشاغبين) التي عدت من أكثر المسرحيات (ترفيهية)، كان الممثل يردد فرحاً مسروراً (هي هي أبوي أحترق)، وكان الجمهور يضحك من هذه المقولة! هذا غير البرامج والمسلسلات التي صار من أساليب إضحاكها للجمهور السخرية من مظهر الشخص الملتزم بالسنة النبوية الشريفة. 

[23] صابر طعيمة، (منهج الإسلام في تربية النشء وحمايته)، بيروت، دار الجيل، 1414هـ، ص337. 

[24] انظر في البرمجة اللغوية العصبية (نموذج مرسيدس).

[25] Wayne Eastman  ، المرجع السابق.

[26] انظر لطيبة اليحيى: (بصمات على ولدي) ص 81-83، فقد ذكرت بدائل متنوعة ومتميزة.

[27] انظر سابقاً: (خصائص النمو لدى الأطفال) في هذه الدراسة. 

[28] لم يحدد الخبراء -في هذا المجال- مفهوم (الوقت الطويل في مشاهدة التلفاز)؛ فبعضهم يقارنه بالوقت الذي تستغرقه الأنشطة الأخرى، وبعضهم يرى أن أربع ساعات أكثر من المطلوب في الطفولة المبكرة.

[29] انظر (البرمجة اللغوية العصبية): الرسائل الإيجابية للذات.

[30] Wayne Eastman، المرجع السابق.

  1- المرجع السابق. 

  2- المرجع السابق.

  3- المرجع السابق. 

[34] مجموعة من الباحثين، (التلفزيون والأطفال)، ترجمة أديب خضور، دمشق،1990م، ص35. 

[35] Wayne Eastman  ، المرجع السابق.

[36] أديب خضور، المرجع السابق.

[37] نوره السعد، المرجع السابق. 

[38] عبد الرحمن الشبيلي، (خطر البث التلفزيوني على الطفل والشباب)، مجلة الأمن والحياة، العدد 155.

[39] الإدارة العامة للتوعية الإسلامية للبنات: www.moe.gov.sa  .

[40] أعمل في التربية منذ 1409هـ، وإلى الآن؛ لم يسبق أن علمت بمثل هذا النشاط، كان الخطاب السائد خطورة الإعلام، دون التدريب على تلافي أخطاره.

  2- اللجنة الوطنية السعودية للطفولة

www.moe.gov.com

[42] عمر بهاء الدين الأميري، (رياحين الجنة)، الرياض، العبيكان، 1426هـ، ص27.

[43] الدَّيْجُور: الظُّلْمة. 

__________________________________________________________

الكاتب: أ. أروى الغلاييني

  • 2
  • 0
  • 7,987

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً