تقريب العلم وتيسير أبواب الهدى
حسين عبد الرازق
تقريبُ العلم وتيسيرُ أبواب الهُدى للناس هذا من أعظم العمل الصالح وأصحابُه من أكثر الناس أجرا
- التصنيفات: الدعوة إلى الله -
تقريبُ العلم وتيسيرُ أبواب الهُدى للناس هذا من أعظم العمل الصالح وأصحابُه من أكثر الناس أجرا:
-إذا اجتهدوا في طلب الحق من بابه، وبابُ الحق في الإسلام واحِدٌ:
كتابُ الله وبيانُه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم
-فمن قصد بيان أي مسألة في الدين فعليه أن يطلبها من هذا الباب، وعند أهل العلم الذين يثقُ بدينهم وعلمهم.
-فإذا رأي أنه فقه المسألة، وأراد أن يُبلّغها للناس (فنِعمَ العمل والأجر) ولا يُشترَط أن يكون عالما كبيرا، بل [بلّغوا عن رسول الله ولو آية] ودعا رسول الله لمن سمع مقالته ووعاها وبلّغها.
المهم تكون عالما بما تُبلّغ.
فعلى من أراد البلاغ أن:
١-يجهز مضمون الكلام بما فهمه من معاني الحق.
٢-يُعِدّ ما يقول ويختار من الألفاظ أحسنها، وكُلُّ معنى شرعي فلابد أن يجِد له اللفظ الشرعي المناسب، لا يوجد معنى حق دون لفظه المُبِين عنه.{وكثيرٌ من الإشكالات والشبهات سببُه: ترك ألفاظ الوحي واستعمال ألفاظ مُحدَثة أو مُجمَلة تحتمل أكثر من معنى}، ولا بأس أن يشرح الألفاظ الشرعية عند الحاجة ويُقرّبها بما يفهمه السامع.
٣- ويربطه في كل ما يتكلم به بكتاب الله وسنة رسوله ليعلم المتلقي مصدر الهُدى والعلم. يعني يجب أن يُروى المُسلم من ذكر كلام الله ورسوله.
٤-ويختار أيسر الأساليب التي تُفهِمُ المُتلقيَ، و يستعمل له الأمثال بما يفهمه لتقريب المسألة.
٥-ويُكلمه باللسان الذي يفهم به، ولا بأس أن يستعمل العامّية أحيانا أو كثيرا بحسب المقام، وكلّما عوّده على لسان القرآن فهو أنفعُ له، والناس يفهمون أغلب ما يُقال لهم بالفُصحى (في نشرات الأخبار، والصحف والمنشورات وغيرها).
٦- اعرفْ حدودك العلمية واقنعْ بالكلام فيها ولا تُوسّع على نفسك دائرة الكلام (فقليلٌ ينفع خيرٌ من كثيرٍ يُخزي).
ولو علَّمتَ الناسَ معنى واحدا من الحق أحكمتَه وبقيتَ تُكرره وتُوصِي به عمرَك كلَّه =خيرٌ من توسيع دائرة الكلام والموضوعات فيما لا تُحسن، فتُضلّ الناس وتأثمُ.
٧- كل مسألة لا علم لك بها، أو تجد نفسك لستَ فاهما لها بحيث لا يُمكنك بيانُها = اتركْها لا تُدخل نفسك فيها وإن وجدتَ من حولك بحاجة إليها فاتعبْ في دراستها وسؤالِ من تثق به.
٨-لستَ مُحتاجا أبدا لاستعمال لُغة سفلة الناس (حتى لو كنتَ تدعوهم هُم) بل استعمل لهم أطيب الكلام وأحسن، وارفعْ حالهم وخُلُقهم ولِسانَهم، ولا تُطبِّعْ معهم في أمرٍ مُنكَرٍ عُرفًا أو شرعا ظنًا منك أن ذلك أقربُ لهم، وبحمد الله منذ ما يقارب ٢٠ عاما أتعلمُ وأتدارسُ وأدعو أصدقائي وجيراني وزملاء الجامعة والرياضة، وبعضهم كان يشرب مخدرات ويفعل كثيرا من المحرمات، ويتكلم بألفاظ منكرة ولم أدعُهم قط بلفظ منكر أو لُغة الصّيع، ولم أر حاجة لها أصلا، والمزاحُ والمرح واللعب كلُّ ذلك جميل ونافعٌ {ولا تحتاج أبدا فيه أن تكذب أو تنطق بفُحش قولٍ}
هذا وهمٌ منتشر بين كثير من الناس: يحسبون أن أي شاب ضائع، أو عايش في محرمات أو على الأفلام والمسلسلات ينبغي أن تُكلمه بمصطلحات الأفلام والمسلسلات لتقترب منه، أو تُحرّف له بعض أحكام الدين لتُحببه فيه
أو تكتم عنه الحق حتى لا يغضب على الإسلام!
وكل ذلك وهم ومن تلبيس الشيطان، وفتْحٌ لأبوابٍ من الشرّ، وسَدٌ لأبواب الخير تدريجيا، وإنما تحتاج علما ورحمةً وحكمةً وتدرُّجا و اهتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته للشباب والكبار والأطفال، وكان على عهده من هم:صناديد الكفر، ومنافقون، وفُسّاق وزُناة ومتكبّرون وكل أصناف البشر، وكان في دعوتهم كما تعلمُ: لم يشاركهم في منكر لا في القول ولا في العمل بل دعاهم بكتاب الله والحكمة والرحمة، وفتح الله به قلوب الناس فصاروا أئمةَ الهُدى.
لأن عمل الداعي: السعي في إصلاح الواقع بالوحي
وليس التطبيع مع الواقع، ولا تطويع الوحي لتسويغ الواقع
قال الله تعالى :{كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ}.
جزى اللهُ خيرا كل من يُحب الخير للمسلمين ويسعى في خدمتهم ومطالبهم ودعوتهم على هدى وبصيرة
وغفر لنا ولإخواننا السّاعين في الخير.