فوائد متنوعة من مصنفات الشيخ سعد بن ناصر الشثري
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
أيضاً من فوائد العلم: أنه يتبين للمرء الحق, ومن هنا نعرف أن العلم ليس بمعرفة الأقوال, وإنما العلم بمعرفة الراجح من الأقوال
- التصنيفات: طلب العلم -
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فمن العلماء المتأخرين فضيلة الشيخ سعد بن ناصر الشثري, والشيخ له مصنفات, وله شروح على بعض المتون العلمية, وتلك الشرح والمصنفات يوجد فيه فوائد, اخترت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها.
من فوائد العلم:
العلمُ يُستفاد به شيئان:
الشيء الأول: اليقين, الذي تزولُ به وسواس الشيطان بالشبهات والشكوك, فاليقين من صفة أهل الإيمان, وكلما كان المرء عالماً كلّما حصل له اليقين, وكلما كان متمسكاً بمنهج السلف الصالح, وعقيدة أهل السنة, حصل له من اليقين ما لم يحصل لغيره, ولأمثاله من أصحاب العقائد والاتجاهات الأخرى.
الشيء الثاني: ما يدفع الله به الشهوات من القلب, وهو الورع الذي تندفع به الشهوات والأدران, ولهذا كان العلماء هم أهل الخشية: ( {إنما يخشى الله من عباده العلماء } ) [فاطر:28] لأن عندهم من العلم ما يدفعُ الله به الشبهات والشهوات.
أيضاً من فوائد العلم: أنه يتبين للمرء الحق, ومن هنا نعرف أن العلم ليس بمعرفة الأقوال, وإنما العلم بمعرفة الراجح من الأقوال
[شرح المنظومة السعدية في القواعد الفقهية للعلامة السعدي ص:23_25]
موقف المسلمة إذا احتاجت إلى طبيب:
المرأة المسلمة إذا احتاجت إلى طبيب, ولم يوجد إلا رجل, لم يجز لها إلا كشف موضع الضرورة فقط يعبر بعضهم عن هذه القاعدة بـــ "الضرورة تقدر بقدرها " أو " ما أبيح للضرورة يُقدر بقدرها[شرح المنظومة السعدية في القواعد الفقهية للسعدي ص:73]
علم الأصول علم سني:
علم الأصول علم سني سلفي, ابتدأ التأليف فيه إمام من أئمة السنة, وهو الإمام الشافعي رحمه الله تعالى, وهذا العلم قد تتابع العلماء على التأليف فيه, وكتبوا فيه الكتابات الكثيرة, ما بين مطول ومختصر,....ومن هنا فلا يصح قول من يقول بنسبة هذا العلم إلى بعض أهل البدع, فهذا كلام باطل,....ووجود بعض المؤلفات التي كتبها بعض أهل البدع في هذا العلم لا يعني أنه ليس من العلوم السنية السلفية, كما أن تفسير القرآن كتب فيه بعض المبتدعة, وشروح الأحاديث كتب فيها بعض المبتدعة, ولا يعني هذا أن تلك العلوم تنسب إلى هؤلاء المبتدعة.[ شرح سالة لطيفة في أصول الفقه للعلامة السعدي.ص:10_11]
التدرج في تعلم علم الأصول:
قد ألفت كتب متعددة في هذا العلم, وهذا الكتاب الذي بين أيدنيا: " رسالة لطيفة جامعة في أصول الفقه المهمة ", يعتبر اللبنة الأولى في تعلم هذا العلم, ثم بعد هذا الكتاب " الورقات " لأبي المعالي الجويني, ثم بعده " قواعد الأصول ومعاقد الفصول " للصفي الحنبلي, ثم بعده " مختصر الروضة " للطوفي, ثم بعده " المختصر " لابن اللحام,...ثم بعد ذلك يصل الإنسان إلى مرحلة التحقيق في هذه القواعد, يعرف الحق من الخطأ فيها, ومما ألف للوصول إلى هذه المرتبة كتاب " روضة الناظر " لابن قدامة, و " قواطع الأدلة " للسمعاني.[المصدر السابق, ص:23_24]
ضرورة ضبط العاطفة الدينية بالعلم الشرعي:
نحن نعلم ونجزم بأن أهل الإسلام في قلوبهم العاطفة, والغيرة الدنية, التي يدافعون بها عن دينهم, فإذا لم تكن هذه العاطفة مضبوطة بعلم شرعي, فإنها قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة, بل قد تؤدي إلى سفك الدماء, وانتهاك الأعراض, واستباحة الأموال, ولا بد حينئذ من أن ننشر العلم الشرعي بكل ما استطعنا, من أجل أن تكون العاطفة التي في قلوب أهل الإيمان مربوطة بهذا العلم, ومضبوطة به.
[شرح الورقات في أصول الفقه للإمام الجويني,ص:8]
الرسالة للإمام الشافعي:
قد تلقى علماء الأمة كتابه بالقبول, واستحسنوه, واسترضوه.[السابق,ص:10]
البرهان للإمام الجويني:
كتاب طويل...أسلوبه أدبي وفيه ألفاظ رنانة, وفيه في بعض المواضع تقعر في الكلام, وفيه أيضاً قوة في اللفظ على المخالفين, ولذلك نفر منه بعض الناس [السابق:14]
الورقات للإمام الجويني:
كتاب مختصر حداً, فيه أكثر مبادئ علم الأصول,...وكتاب الورقات كتاب مختصر, وأسلوبه سهل واضح, وإن كان فيه بعض الملحوظات القليلة,...من أخصر المؤلفات في علم الأصول, وقد احتوى على قدر كاف من هذا العلم, وإن كانت أغلب القواعد في علم الأصول لم يتناولها, ولم يشر إليها.[المصدر السابق, ص:14]
فلان لا أصل له, ولا فصل:
تقول العرب: فلان لا أصل له ولا فصل لا أصل: أي ليس له نسب, ولا فصل: أي ليس له لسان يتمكن به من إخراج المعاني والحجج والبينات التي تبرز ما لديه.[المصدر السابق, ص:23]
أهمية علم أصول الفقه:
هذا العلم له مكانته وأهميته, ومنزلته, فعلى الإنسان أن يتقرب إلى الله عز وجل بطلب هذا العلم, فإنه علم شرعي, تحصل به فوائد عظيمة, من معرفة أحكام الشريعة.[ شرح رسالة في أصول الفقه للعكبري ص:9]
الدعاء لطلاب العلم:
قال الشيخ في مقدمة الشرح: تعلمون وفقنا الله وإياكم لكل خير, وجعلنا وإياكم من الهداة المهدتين.[ص:7]
وقال الشيخ في خاتمة الشرح: نسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياكم علماً نافعاً, وعملاً صالحاً, ونية خالصة, ولساناً صادقاً, كما نسأله جل وعلا أن يجعلنا وإياكم ممن حرص على نشر العلم, وبثّه في الأمة.[المصدر السابق, ص:174]
" روضة الناظر وجنة المناظر " للموفق ابن قدامة
كتاب " روضة الناظر " يمتاز بأنه قد بحث أشهر مسائل علم الأصول, وأورد الأدلة والأقوال في هذه المسائل, ورجح بينها.[ شرح مختصر روضة الناظر للطوفي:1/19]
صعوبة علم الأصول:
فإن قال قائل: إن علم أصول الفقه علم صعب.
قيل له: صعوبة العلم تجعل الإنسان يبذل الأسباب لتعلمه, ولو تركت العلوم لصعوبتها لتركت جميع العلوم, إذ ما من علم إلا وفيه نسبة من الصعوبة, ولكن الموفقين هم الذين يبذلون من أنفسهم, فتزول عنهم تلك الصعوبة بإذن الله.[ المصدر السابق, 1/21]
الدعاء من أعظم الأسباب التي يحصل بها العلم:
لا شك أن الدعاء له مكانة عظيمة, فإن الله قد وعد عباده بإجابة دعائهم فقال: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ) [غافر:60] فسؤال الله العلم, والعمل, والفسح في المدة, والحياة الطيبة, والابتعاد عن الأعراض السيئة, من أعظم الأسباب التي يحصل الإنسان بها العلم.
وباب الدعاء باب عظيم, وأثره على الناس عظيم, فمن استعان بالله وسأله أن ييسر له العلم, وأن يهيئ له طرقه, تيسرت له بإذن ربه عز وجل[المصدر السابق:1/25]
المصلحة باب دخل منه خفافيش حاولت هدم الشريعة:
المصلحة مما تضاربت أقوال الناس فيها, وهو باب دخل علينا منه في هذا العصر خفافيش عطلت النصوص, وحاولت هدم الشريعة كلها, نظراً لما يزعمونه من المصالح, ولأنهم وجدوا كلمة متشابهة عند الطوفي فطاروا بها فرحاً, وتركوا أقوال الأئمة من العلماء, لأن مقالة الطوفي _ وهو من الحنابلة _ توافق أهواءهم, فخالفوا النصوص الكثيرة الناهية عن اتباع الهوى. ( ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله )[القصص:50] ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه ) [الكهف:28] فهذا المنهج منهج ضال, يخالف منهج أهل الإيمان, الذين يستمعون جميع الأقوال, ثم يقارنوها بينها, ثم يقرنون بينها, ويتبعون أحسنها, وأقواها دليلاً, فكانوا بذلك هم أولوا الألباب, وأصحاب الإيمان فلله درُّهم.
[المصلحة عند الحنابلة,ص:3_4]
الموجز في علم الأصول, أو الوجيز في أصول الفقه, للشيخ أحمد بن مصطفى المراغي
كتاب تكلم فيه عن بعض قواعد هذا العلم بأسلوب سهل, وذكر معه تطبيقات كثيرة.[ العلماء الذين لهم إسهام في علم الأصول والقواعد الفقهية, ص:17]
تحقيق الشيخ أحمد شاكر لكتاب " الرسالة ", و " جماع العلم "
الشيخ أحمد بن محمد شاكر,...من أعماله تحقيق بعض كتب التراث الأصولي, ومنها:
كتاب: " الرسالة " و " جماع العلم ", كلاهما للإمام الشافعي, له تحقيقات مفيدة أثناء تعليقه على هذين الكتابين, ووضع لهما فهارس أصولية جيدة.
[السابق, ص:15]
مقاصد الشريعة الإسلامية ومكارمها, للشيخ علال بن عبدالواحد الفاسي:
تكلم فيه عن بعض المقاصد العامة للتشريع, ثم تكلم عن أدلة التشريع بأسلوب واضح, رد فيه على كثير من المخالفين في العصر الحاضر[المصدر السابق, ص:46]
سلم الوصول لشرح نهاية السول, للشيخ محمد بخيت المطيعي:
هي حواشٍ علقها على شرخ للأسنوي ( نهاية السول في شرح منهاج الوصول للبيضاوي)وهذه الحواشي عبارة عن مناقشات لكلام الأسنوي وفيها تعليقات نفيسة في تحقيق مذاهب الأصوليين في مسائل عديدة وخصوصاً علماء الحنفي[ص:52]
السهام الصائبة ليوسف بن إسماعيل النبهاني:
السهام الصائبة لأصحاب الدعاوى الكاذبة في الرد على مدعي الاجتهاد, وهو كتاب صغير خلط فيه.[المصدر السابق, ص:73]
الإمام الشاطبي أفضل من كتب في مقاصد الشريعة:
أبو إسحاق الشاطبي المتوفى سنة ( 791هـ ) ألف كتاباً في علم الأصول, أسماه: الموافقات في أصول الشريعة, فأفرد المقاصد في بحث مستقل, جعله في الجزء الثاني منه, وفصلها تفصيلاً قوياً, وهو من أفضل من كتب في المقاصد, وكل من جاء بعده فهو عالة عليه.[ مقدمة في مقاصد الشريعة,ص:9]
الهدف من السياحة: الدعوة لدين الله:
هذه البلاد بلاد إسلامية, قائمة بخدمة هذا الدين, ولها خصوصيتها, فالهدف المعلن لهذه الدولة رفع راية التوحيد, والدعوة لدين الله, فأساس هذه الدولة أساس إسلامي, ومنهجها منهج شرعي في جميع مناحي الحياة,....ومن هذا المنطلق فلا بد أن تكون السياحة محققة لأهداف هذه البلاد, متوافقة مع الأساس الذي قامت عليه, لا أن تكون مركباً سهلاً لأعداء هذا الدين, وأعداء هذه البلاد لنشر الفساد والإباحية, فيفسد دين العباد, ويفسد ما بني عليه من مبان مشيدة متمثلة في هذه الحكومة الموفقة المؤسسة على دين الله, وإذا فسد أساس البيان فإن البيان لا يمكن أن يبقى, وهذه الدولة قائمة على دين الله, فالسياحة فيها ينبغي بل يجب أن تحقق أهداف هذه الدولة, وأن تسير في ركاب مقاصدها, فإن الناظر في سياسة هذه الدولة ونظامها الأساسي وجميع أنظمتها ولوائها يجدها تعتمد دين الإسلام منهاج حياة, ويجدها تضع من أهدافها الرئيسة نشر هذا الدين, والدعوة إليه, وخدمة قضايا المسلمين, ومن هنا فينبغي أن يجعل الهدف من السياحة هو الدعوة لدين الله, فنحوز بذلك على الأجر الأخروي, وإذا حصل مردود مالي وثمرة اقتصادية فهذه أهداف تابعة وليست أساسية, إن الحرص على ترسيخ هذا المبدأ وجعله الهدف الأساسي نحصل به على الأجور المضاعفة التي نستفيد منها في أحرج الساعات, وفي أحوج ما نكون للعمل الصالح وذلك حين لقاء رب العالمين, رب العزة والجلال في عرضات يوم القيامة حين لا تخفى منا خافية.[حكم زيارة أماكن السيرة النبوية:32_33]
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ