في ترجمة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
وكنتُ إذا جلستُ معه كأني جالستُ ملوك الأرض الصالحين العارفين، وكان أكبر المُفتِين بمصر يصير بين يديه كالطفل، وكذلك الأمراء والأكابر.
- التصنيفات: تراجم العلماء -
في ترجمة شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله قال الإمام الشعراني:
" خَدمتُه عشرين سنةً فما رأيتُه قطُّ في غَفلةٍ ولا اشتغالٍ بما لا يَعني لا ليلاً ولا نهاراً، وكان رضي الله عنه مع كِبَر سِنّه يُصلّي سُنن الفرائض قائما ويقول: لا أُعَوِّد نفسي الكَسل.
وكنت إذا أصلحتُ كلمة في الكتاب الذي أقرؤه عليه - أسمعه يذكر الله بصوت منخفض لا يفترُ لسانه عن الذِكر حتى أفرغ. وكنت أتغدَّى معه كل يوم فكان لا يأكل إلا من خُبز الخانقاه في وقْف سعيد السعداء، ويقول لي: واقفها كان من الملوك الصالحين، وأوقف وقفَها بإذنٍ من النبي صلى الله عليه وسلم.
وكنتُ إذا جلستُ معه كأني جالستُ ملوك الأرض الصالحين العارفين، وكان أكبر المُفتِين بمصر يصير بين يديه كالطفل، وكذلك الأمراء والأكابر.
وكنتُ إذا حصل لي صُداع حال المطالعة يقول لي: انوِ الشفاءَ بالعلم، فأنويه فيذهب الصداع لوقته، ولسان حاله: إذا مَرِضنا تَداوَينا بذِكرِكُمُ
ونتركُ الذِّكرَ أحيانًا فننتكِسُ".