فضل يوم الجمعة :على هذا ربنا أبي رحمه الله
أبو حاتم عبد الرحمن الطوخي
خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة . رواه مسلم
- التصنيفات: الزهد والرقائق -
عن أبي هُرَيرَة رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ يومُ الجُمُعة؛ فيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة . رواه مسلم
وعلى هذا ربنا أبي رحمه الله
يوم الجمعة في حياة أبي رحمه الله .
كان والدي عليه -رحمة الله ورضوانه- يعظم يوم الجمعة؛ ويوليه اهتماما خاصا، وكان تعظيمه ليوم الجمعة من تعظيم شعائر الله، وكان يكرمنا فيه من أجله، فكان يستيقظ قبل الفجر يصلي ما تيسر له من قيام الليل، وكان هذا دأبه في كل لياليه- عليه رحمة الله ورضوانه-، إلا في مرضه الأخير، فكان يصلي إذا وجد من نفسه قوة ونشاطا، والا كان يقتصر على الفرض والسنة والوتر (مع أن الوتر من قيام الليل)إلا أنه كان يحب أن يزيد في صلاته، وأذكر له حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما. فأُهوَن عليه، وأُسَرِي عنه بعض ما يجد في نفسه من تألمه من عدم القيام بالليل. وكان يذهب إلى المسجد لصلاة الصبح؛ ويمكث فيه لشروق الشمس ، فيذكر ربه، ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ويتلو كتابه جَلَّ في عُلاه، ثم يرجع إلى البيت ينام قليلا الى الثامنة والنصف، ثم يستيقظ فيتوضأ، ويصلي الضحى ثمان ركعات، ثم يفطر، إلا إذا كان يوم الجمعة من الايام القمرية،فيصبح صائما، ويقرأ سورة الكهف، ثم يكمل ورده من كتاب الله إلى الساعة العاشرة والنصف، ثم يغتسل غسله للجمعة، ويأتي المسجد ماشيا قبل صلاة الجمعة بساعة، حرصا على التبكير للجمعة، يقرأ في كتاب الله،ويصلي على نبيه صلى الله عليه وسلم، ثم ينصت للخطيب، فلو كنت أنا الخطيب أحيانا يراجعني في بعض ما قلت، ولو أطلت في الخطبة يعتابني على التطويل، فألتزم من الخطبة التي بعدها، ولو صلى عند غيري يصغي له بإنصات أيضا، ولو أشكل عليه شىء من الخطبة يسألني فيه، وبعد الصلاة نجتمع عنده أنا وإخوتي والأحفاد، ونتناول طعام العذاء عنده، مع الفاكهة اللذيذة، ويعطي الأولاد ما يحبون( من شيكولاته وأموال)، وكان يخصص كل أول شهر مبلغا للأولاد (أحفاده) مصروفا لهم، وكانوا يدخرون (يحوشون ) الأموال عنده، فلما يرى ذلك منهم يزيد لهم في العطية والمصروف، ثم نصلي العصر جماعة معه، ونجلس معه يسامرنا، ويمازحنا، ويلعب مع الاولاد ويمازحهم، وننصرف قبل صلاة المغرب لكي يتجهز للصلاة، فيتوضأ ويأتي المسجد، ثم يجلس في المسجد(قبل كورونا) مرابطا إلى صلاة العشاء يقرأ في كتاب الله، بعيدا عن القيل والقال، ثم يصلي العشاء، وبعده سنة العشاء، ثم ينصرف إلى البيت فيصلي ما تيسر له، ثم يوتر في أول الليل، ثم ينام، ويستيقظ قبل الفجر بساعة أو أكثر، يصلي ما تيسر له من القيام إلى أن يؤذن الفجر. وكان يومه وليله في طاعة الله، وأحيانا كنت أسامره في الكلام بقضية دينية، أو مسألة شرعية، فيتفق معي حينا، ويخالفني أحيانا. رحمه الله ورضي عنه. وما كتبت الذي كتبت، إلا برًا ووفاًء له، وعسى من يقرأ كلامي أن يذكره، فيترحم عليه، فأكون بذلك قد بررته. #رحمك_الله_أبتاه_وطيب_ثراك_ورضي_عنك_وقبل_منك. آمين.