وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ
وما كان صلى الله عليه وسلم يكهر المتعلمين ، أو ينهرهم ، أو يغلظ عليهم ، حتى لو صدر من بعضهم الخطأ
{وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ }
من المعاني اللطيفة أن المراد بالسائل في هذه الآية يتسع ليشمل سائل المال من الفقراء والمساكين ، كما يشمل سائل العلم ، والباحث عنه ، والساعي في طلبه ، وكذلك الجود والعطاء لا يقتصر على الجود بالمال فحسب بل هناك جود بالعلم وجود بالوقت ، وجود بالنفس .
وأعظم المعلمين قاطبة ، وسيدهم وإمامهم على الإطلاق ، هو رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، الذي كان يرفق بالمتعلمين ، وييسر عليهم ، وينصح لهم ، ولا يترك بابا من الخير إلا ودلهم عليه وأرشدهم إليه ، ولا بابا من الشر إلا وحذرهم منه ، ونهاهم عنه ، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم أن الله بعثه معلما ميسرا فجمع بين الوصفين معا أي التعليم والتيسير ، ونفي أن يكون معنتا أو متعنتا، فقال صلى الله عليه وسلم «إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ، ولكن بعثني معلما ميسرا»
وكان صلى الله عليه وسلم يجمع بين حرص المعلم ورحمة الوالد ، فهو المعلم الوالد للأمة كلها ، كأتم ما يكون ذلك وأكمله ، وفي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال " إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم "
وما كان صلى الله عليه وسلم يكهر المتعلمين ، أو ينهرهم ، أو يغلظ عليهم ، حتى لو صدر من بعضهم الخطأ ، أو الغلط ، ولما أخطأ معاوية بن الحكم السلمى رضي الله عنه وتكلم في الصلاة جاهلا بالحكم رماه القوم بأبصارهم فقال " واثكل أمياه ! ما شأنكم تنظرون إلى ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم ، فلما رأيتهم يصمتوننى لكنى سكت ، فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
فبأبى هو وأمى ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه
فوالله ما كهرنى ولا ضربنى ولا شتمنى
قال « «إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شىء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن» »
- التصنيف: