عاقبة نشر أخبار الفواحش عذاب أليم في الدنيا والآخرة

منذ 2021-11-07

من العجيب في هذه الأيام شيوع نشر أخبار الفواحش على وسائل النشر المختلفة، بل أصبحت تجارة لكسب المال أو الشهرة والإعجاب بالنفس، والتباهي بفعلها، فهناك قنوات إخبارية تقوم بنشر هذه الفواحش لجذب المشاهدين..

من العجيب في هذه الأيام شيوع نشر أخبار الفواحش على وسائل النشر المختلفة، بل أصبحت تجارة لكسب المال أو الشهرة والإعجاب بالنفس، والتباهي بفعلها، فهناك قنوات إخبارية تقوم بنشر هذه الفواحش لجذب المشاهدين والقراء لهذه المواقع، بل تكرر نفس الخبر مرات عديدة، ثم تعاود نشره بعد فترة بأسلوب شيطاني جديد، وتستخدم هذه القنوات أساليب مغرية في عرض الخبر، وكلمات موحية بالفاحشة قد لا تكون وقعت بهذا الشكل، كما تستخدم عناوين لأخبارها كاذبة قد لا تعبر عن المضمون الحقيقي لما حدث.

 

وهناك من الفتيات من تعرض نفسها بصور فاضحة مشينة ومغرية للمشاهد، ويتم استخدام كلمات شيطانية لوصف المشهد لاستثارة المشاهد، وكأن هذا الفعل من التحضر والمدنية (الطلعة البهية، والساحرة، والرائعة...).

 

وهذا تفعله كثيرات ممن يطلقن على أنفسنَّ فنانات ومبدعات الفن، "حسبنا الله ونعم الوكيل".

 

لقد أصبح هذا العمل سلعة للتجارة يتم التزين لها بكل الوسائل، على اعتبار أن هذا دليل التقدم والتحضر والتدمن.

 

وهذا كله يحدث رغم تحذير الله عز وجل في قرآنه الكريم.

{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}  [النور: 19]، والآية عامة في الذين يلتمسون العورات، ويهتكون الستور، ويشيعون الفواحش.

 

إن شيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالصدق أو بالكذب مفسدة أخلاقية، فإذا انتشر بين الناس الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر، وخف وقع خبرها على الأسماع، فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها، وخفة وقعها على الأسماع، فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها، وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة.

 

يا أيها المسلمون، إن الإسلام قد جعل إشاعة الفاحشة مساوية في الوزر لفعلها؛ لعظم الضرر المترتب في الحالتين، فقد أخرج الإمام البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "القائل للفاحشة والذي يشيع بها في الإثم سواء".

 

وقد بيَّن النبي صلى الله عليه وسلم سوء عاقبة هؤلاء، فقال في الحديث الذي رواه الشيخان: «من سمع، سمع الله به، ومن راءَى، راءَى الله به».

 

إن ظاهرة المجاهرة بالفاحشة بوسائل الإعلام من أكثر صور الانحراف في الواقع المعاصر، والأفظع من ذلك إظهار الإعجاب بأهلها بوضوحٍ ودون مواراة أو حياء أو خجل.

 

لقد كثُرت العناية بأخبار المشاهير من هؤلاء، وتتبُّع سِيَرهم وأعمالهم، وهذه ظاهرةٌ خطيرة مستفحلة، إنها تزعزع القِيَم والأخلاق في أجيال المسلمين دون شعور بأثرها إلا بعد مُضي الزمان والأيام.

 

لا ريب أنها ظاهرةٌ خطيرة ومثيرة ومؤرِّقة لذوي الغَيْرة والدين والمروءة.

 

اللهم سلِّم عبادك المخلصين الموحدين من هذا البلاء.

_________________________________________
الكاتب: أ. د. فؤاد محمد موسى

  • 7
  • 0
  • 1,418

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً