بيعة النساء وكيف كانت؟
عن أميمة بنت رُقيقة، قالت: أتيت رسول الله ﷺ في نساء لنبايعه، فأخذ علينا ما في القرآن؛ ألا نشرك بالله شيئًا.. الآيةَ، وقال: فيما استطعتن وأطقتن، قلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، قلنا: يا رسول الله، ألا تصافحنا؟ قال: «إني لا أصافح النساء».
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة: 12].
قال البخاري: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال: أخبرني عروة: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان يمتحن من هاجر إليه من المؤمنات بهذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ} - إلى قوله - [الممتحنة: 12].
قال عروة: قالت عائشة: فمن أقر بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله: «قد بايعتُك» كلامًا، ولا والله ما مست يدُه يدَ امرأة في المبايعة قط، وما يبايعهن إلا بقوله: «قد بايعتك على ذلك» هذا لفظ البخاري.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر عن أميمة بنت رُقيقة، قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نساء لنبايعه، فأخذ علينا ما في القرآن؛ ألا نشرك بالله شيئًا.. الآيةَ، وقال: فيما استطعتن وأطقتن، قلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، قلنا: يا رسول الله، ألا تصافحنا؟ قال: «إني لا أصافح النساء»، إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة، هذا إسناد صحيح، وقد رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث سفيان بن عيينة، والنسائي أيضًا من حديث الثوري ومالك بن أنس، كلهم عن محمد بن المنكدر به، وقال الترمذي: حسن صحيح، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن المنكدر، وقد رواه أحمد أيضًا من حديث محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن أميمة به، وزاد: ولم يصافح منا امرأة، وكذا رواه ابن جرير من طريق موسى بن عقبة عن محمد بن المنكدر به.
عبد القادر بن شيبة الحمد
عضو هيئة التدريس بقسم الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية سابقا والمدرس بالمسجد النبوي
- التصنيف: