الاتجاه الصحيح

منذ 2021-11-10

لماذا هذا الحقد والحسَد والبغضاء بين المسلمين؟ إنَّها حقيقة مؤلمة.

في حديث ثوبان عند مسلم عن النَّبيِّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم - أنَّه قال: «إنِّي سألتُ ربِّي ألَّا يُهْلِك أمَّتي بِسَنَةٍ بعامَّة، وألا يسلِّط عليهم عدوًّا مِن سِوَى أنفُسِهم فيستبيح بيْضَتَهم، وألا يَجعل بأسَهم بينهم، وإنَّ ربِّي قال: يا محمَّد، إنِّي إذا قضيتُ قضاءً فإنَّه لا يردُّ، وإنِّي أعطيتُك لأمَّتك ألا أُهْلِكهم بسَنَةٍ بعامَّة، وألا أسلِّط عليهم عدوًّا مِن سِوى أنفُسِهم فيستبيح بَيْضَتَهم، حتَّى يكون بعضُهم يَقتُل بعضًا، ويَسْبي بعضُهم بعضًا».

 

من معاني الإسلام: الخضوع لله - سبحانه وتعالى - وإذا كانت الحقيقة أنَّ حياتَنا هي حبٌّ لله وخوفٌ وخضوعٌ واحترامٌ له، والجزاء الذي نستحقُّه هو أن يَرضى الله عنَّا، وأنَّه لهذا ينبغي أن تكون أعمالُنا في هذه الدُّنيا في الاتِّجاه الصحيح، اتِّجاه الخير الذي يُرْضي اللهَ عنَّا، لكنَّ السؤال الذي أسألُه نفسي دائمًا: لماذا هذا الحقد والحسَد والبغضاء بين المسلمين؟ إنَّها حقيقة مؤلمة.

 

وعلى سبيل المثال هناك أُمَم - منها اليهودُ مثلًا - على مرِّ السنين تجِدُهم متعاونين ومتكاتفين، يُساعد بعضُهم بعضًا اقتصاديًّا واجتماعيًّا على كلِّ المستويات، وكأنَّهم فيما بينهم عائلة كبيرة، ونحن كلُّنا تجمعنا صفة الإنسانيَّة، فلماذا لا نستطيع ذلك؟ وأين الخطأ لدى المسلمين؟ هناك كثيرٌ مِن المسلمين ذوو قلوبٍ كبيرة، لكنَّ هناك آخرين يُفْسِدون كلَّ ذلك، وعليْنا أن نسأل أنفُسَنا ما السبب؟

 

أعلم أنَّ هذه الدنيا ليستِ الجَنَّة، ولا يُمْكن أن تكون، لكنِّي أريد عالمًا منطقيًّا ومعقولًا يسُود فيه تحمُّل الآخر، ويكون أفضل مِن عالَمِنا لكل البشريَّة التي نحن جزءٌ منها[1].

 


[1] [تعليق الألوكة]: هناك بين اليهود وكذا النصارى من الخلافات والعداوات ما هو أضعاف ما بين المسلمين، ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى .. ﴾، ولكن القوَّة والنَّصر والتَّمكين يُخفي العيوب والمثالب، والعكس بالعكس.

  • 2
  • 1
  • 1,361

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً