(الشافي)
باسم عامر
«أَذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» متفق عليه.
- التصنيفات: الأسماء والصفات -
معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها
(الشافي)
- الدليل:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ بَعْضَهُمْ، يَمْسَحُهُ بِيَمِينِهِ: «أَذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» متفق عليه.
- المعنى:
الشافي من الشفاء، وهو في اللغة البُرْء من المرض والتعافي منه.
ومعنى اسم الله الشافي، أي: الذي بقدرته يشفي الأمراض مهما بلغت خطورتها، فالشفاء منه سبحانه وتعالى، أما الأطباء والأدوية والرُّقى فما هي إلا أسباب، فالله سبحانه وتعالى يشفي الأمراض بتسخير تلك الأسباب وبغيرها، فهو الشافي الذي خلق أسباب الشفاء، ورتب النتائج على أسبابها، والمعلولات على عِللها، فيشفي بها وبغيرها.
بل في كثير من الأحيان يشفي الله تعالى الأمراض الخطيرة من غير تلك الأسباب، وهذا فضلٌ ورحمةٌ وكَرَمٌ يؤتيه الله من يشاء من عباده.
والشفاء يشمل شفاء الأبدان من العِلَل والأمراض، وشفاء القلوب من الآفات والشُّبَه والشهوات، فكما تمرض الأبدان تمرض القلوب كذلك، وشفاؤها كلها بيد الله تعالى.
فسبحانه الذي بقدرته ورحمته ومشيئته يشفي الأمراض كلها، شفاء لا يغادر سقماً، ولا يبقي عِلةً ولا مرضاً.
- مقتضى اسم الله الشافي وأثره:
من عرف الله تعالى باسمه الشافي تعلّق به في حال المرض والداء، والتجأ إليه عند التماس العلاج والدواء، لذا يشرع للمسلم أن يتوسل إلى الله باسمه الشافي، فيدعو لنفسه ولغيره من الناس بالشفاء عند حدوث الأمراض، فالإنسان إذا مَرِض يصبح ضعيفاً مفتقراً إلى غيره، يتعلّق بالطبيب وبالدواء وبأي سبب من الأسباب، فهذا الاسم العظيم يجعل القلب متعلِّقاً بمن بيده الشفاء كله.
فينبغي للمسلم أن يدعو الله بمقتضى اسمه الشافي، فيقول: يا شافي اشفني من مرضي، أو بالأدعية المأثورة في هذا الباب، كدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «أَذْهِبِ البَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا» متفق عليه، مع الأخذ بالأسباب التي شرعها الله تعالى من التداوي والعلاج والذهاب إلى الأطباء.