إشراقة المؤمن بين العلم والتطبيق
إنَّ واقع العالَم الإسلاميِّ اليوم يدعو بإلْحاح وقوَّة إلى دراسة أسباب الضعْف، وعواملِ الانهيار، وإلى البحْثِ عن حلولٍ ووسائلَ، وأساليبَ وبدائل، وعسى أن يَرفَع اللهُ بها البلاء
لا تغيب إِشراقَةُ الكلمة الطيِّبة، ولا تذبُل أَزاهيرُ الحقِّ، ولا ينقطع دفْق الينابيع الطاهرة، ويمضي الشَّـذَا يَمُدُّ الشَّذا، والمَددُ يرفُد المَدَدَ، والقوَّة تنمي القوة، على خيرٍ ممتدٍّ، وبركةٍ واسعة، تشمل الأرضَ بامتدادها، والزمانَ بأجياله، إنَّ هذا كله - وأكثر منه - هو بعض عطاء الحق، ونماء الخير، وبركة الزاد، على درْب الإيمان، وطريق الجهاد، ولكنَّ هذا كله لا يتيسَّر للقاعد اللاهي، ولا للمُتفيهق التائه، ولا للجبان المغرور.
إنَّ الله سبحانه وتعالى أرْحمُ بعباده المؤمنين من الأُمِّ بولدها، ولكن الله سبحانه وتعالى سبقتْ كلمتُه، وغلبتْ حِكمتُه، وجرى عدلُه، وجَعل في الحياة الدنيا سُننًا لا تتبدَّل ولا تتحوَّل، وجَعَل مِن هذه السُّنن أَنَّ بذلَ الجهد مطلوب من الإنسان، مأمورٌ به، مكلَّف به.
وجعل من سُننه كذلك أنَّ الجهدَ المنهجي أقربُ للغاية، والسعيَ المنظَّم أدنـى إلى النجاح، والصفَّ المرصوص أقوى في الميدان، والنيَّة الصادقة تحمل ذلك كلَّه، وتدفعه إلى الغاية والنجاح والنصر، والله يُقدِّر ما يشاء، ولا رادَّ لقضائه.
فمهمة الإنسان إذًا بيَّنة واضحة، وواجبُه مُقرَّر جليٌّ، وخصائصه مفصَّلة، فلا مجال للتمنِّي والظنون، ولا فُسحة للهوى والجهل، على طريق الإيمان ودرْب الجهاد.
إنَّ الإِنسان حين يرغب في وظيفة يريدها، فإِنَّه يسعى لها السعيَ الحثيث، لا يُقعده حَرٌّ ولا قُرٌّ، ولا تعب ولا لهو، وإذا أراد أمرًا أعلى نهَض إليه نهوضَ الهِمَّة والنَّشاط، وتَرَك الراحة والاسترخاء، وإذا عَرَضتْ له ثورة، فَزِع إليها بلهفة وشهوة، وإلحاح وعناد.
ويَظلُّ الإنسانُ يجري لاهثًا وراءَ هذه الرغبة أو تلك، وهو يؤمن بأنَّه لا يَنالُها قاعدٌ ولا نائم، وربما بَذَل الإنسان حياتَه وهو يجري لاهثًا وراءَ عَرَض من الدنيا، وهو في سعيِه هذا يَبذل جهدَه ليخططَ ويرسم، وليضع نهجًا ويرسم دربًا، إنَّ الإنسان يَشقَى هذا الشقاء وهو يجري وراءَ دنيا زائلة، وعَرَضٍ كاذب، فكيف يَتصوَّر الإنسانُ إذًا أن تكون طريق الجَنَّة؟! وكيف يكون إذًا دربُ الخلود؟! وكيف يكون السعي إلى الآخرة؟!
إنَّ مَن يَطلب الجَنَّة - إذا كان حقًّا يريدها - يجد أَنَّ درْبها واضح مُشْرِق، وسبيلَها مستقيم منير، ولكنَّه درْبُ جهادٍ ومعاناة، وابتلاء وتمحيص، وبذْل وعطاء، وإيثار وصبر، ونهج وقوَّة، إنه درْبُ نيَّةٍ وإيمان، وعِلْم ودراسة وتدبُّر، ونهْج وتخطيط، وجهاد وجِلاد.
إذا كان الإِنسان يُخطِّط في سعيه لعَرَض زائل، يُجهد نفسه ليلَ نهارَ وهو يُقلِّب الأمور، ويراجع الحساب، وينظر في الخُطوة؛ ليرى أسلمَ نهج، وأصحَّ سبيل يُقَرِّبُهْ إلى غايته، فكيف يكون سعيُ الإنسان للجَنَّة إذًا؟! أَيُعقَل أن يظلَّ السَّعْي متفلِّتًا مِن نهج، مضطربـًا على فوضَى وارتجال، تائهًا في الحَيْرة والشَّكّ؟! فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «مَن خاف أدْلَج، ومَن أدْلَج بلغ المنزل، ألَا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إنَّ سِلعة الله الجَنَّة» (رواه الترمذي)، وقال: حسن غريب[1].
إنَّ أوَّل النَّهج هو اليقين الثابت الذي لا يَتيه في حَيْرة وشكٍّ، وهو النيَّة المشرقة بالعزيمة والوضوح، والإرادة والقوَّة، والجلاء والصِّدْق، حتى تَظلَّ الجَنَّةُ هي الهدفَ الأول الحقيقي المشرِق في حياة المؤمن، وبغير هذه النيَّة الواضحة المشرِقة، وبغير هذه العزيمة الثابتة في إرادتها الماضية في عَزْمها، بغير هذا كلِّه فإنَّ العمل كلَّه سيَتيه ويضطرب، ويبطل ويضيع، وبدون هذا كله لا يستقيم نَهْج، ولا تتحدَّد سبيل.
{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30].
حين تصحُّ النِّيَّة، وتَصْدُق العزيمة، فإنَّنا نحتاج إلى أن نعرفَ الخُطوة الأولى على الدَّرْب، والوثبةَ الأولى في المَيْدان، فإنَّ هذه الخطوة الأُولى هي التي تُحدِّد سائرَ الخُطوات، وإنَّ هذه الوثبة الأُولى هي التي تمدُّ بالقوَّة، وتوسِّع الرَّجاء، وتُقرِّب إلى الغاية.
ولو كانت العقيدةُ غيرَ الإسلام لاخْتَلَف الناس في الخُطوة الأُولى، ولَتنوَّع الاجتهاد، وتضاربتِ الآراء، ولكنَّ الإسلام جعل الخُطوة الأُولى بعدَ الإيمان والنِّية، والعزيمة والقوة، عِلمًا محدَّدًا واضحًا، ومنهاجًا ربَّانيًّا مُيَسَّرًا، لا حُجَّة لأحد بالتولِّي أو الإدبار عنه، وبغير هذا العلم لا تستقيم سبيلٌ، ولا يُشْرق نهْج، ولا تُعرَف تكاليف وواجبات، وتَختلِط الأمور بين خُرافة وحقيقة، أَو كَذِبٍ وصِدق، أو ظنون ويقين، أو وَهْم وحقّ.
إنَّ الأُمور تختلط حتى لا تعُود المعالِمُ محدَّدةً، وحتى لا تتمايز الأشياءُ بخصائصها، لقد اختلطَت المعالِم، وبهتتِ الخصائص، فكيف يتيسَّر التمايُز؟!
إنَّ العِلمَ هو الخُطوة الأُولى على النهْج، إنَّه الخطوة الأُولى بعد النِّيَّة الصادقة والإيمان الصافي، والعزيمة الصحيحة، والعِلم هو كما تُحدِّده العقيدةُ، ويَرْسُمه الدِّين، ويُقرِّره اللهُ ربُّ العالَمين، ويُبلِّغه للناس رسولُه الأمين.
فأساسُ العلم هو مِنهاج الله - قرآنًا وسُنَّة، ولغة عربية - إنه المنهاج الربَّاني كما أنزله الله سبحانه وتعالى بلسانٍ عربيٍّ مبين، يَحْمل الحقَّ المطْلق، والدِّين الكامل، والحُجَّة والنور والبرهان؛ فعن جُندُب بن عبد الله، قال: "كنا مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم ونحن فِتيان حَزَاوِرة، فتعلَّمْنا الإيمان قبلَ أن نتعلَّم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازدْدنا به إيمانًا"؛ (رواه ابن ماجه)[2].
فالإيمان أولًا: "فتعلَّمنا الإيمان"، وإنَّ المؤمن ليتعلَّم قواعدَ الإيمان.
وفي صحيح البخاري: "بـاب العِلم قبل القول والعمل"؛ لقولـه تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد: 19]، فبدأ بالعِلم، وإنَّ العلماء ورثةُ الأنبياء، وقال جلَّ شأنه: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
وقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: {مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّين، وإنما العِلم بالتعلُّم...} ؛ رواه البخاري[3].
إنَّ النِّيَّة مقرونة بالإيمان، والإيمان متَّصِلٌ بالعِلم، والنِّية والإيمان والعلم تُمَثِّل كلُّها في ترابُطها الدربَ السليم للتطبيق، والصراطَ المستقيم للممارسة، ويظلُّ الدرب مُشْرقًا بالنُّور على قدر صِدْق النيَّة، وسلامة الإيمان، وصحَّة العِلم، ويكون الإشراق نهجًا واضحًا، وخطة جليَّة، وخُطًى تتسابق، وأنفُسًا تتزاحم، على درْب طويل إلى الجَنَّة.
إنَّ واقع العالَم الإسلاميِّ اليوم يدعو بإلْحاح وقوَّة إلى دراسة أسباب الضعْف، وعواملِ الانهيار، وإلى البحْثِ عن حلولٍ ووسائلَ، وأساليبَ وبدائل، وعسى أن يَرفَع اللهُ بها البلاء، ويَقطَع الفِتْنة، ويَدفَع إلى مسالك العزَّة والانتصار، إننا أمامَ وضْعٍ مذهل مِن فِتَن وهوان، وانحراف وضياع، ولكنَّ النفْس المؤمنة تتماسك أمامَ الأعاصير، وتتجلَّد أمامَ المِحنة، حتى تفكِّر بإيمان وعِلم ورَوِيَّة.
لو أَحصَيْنا عددَ الذين يَدخلون بيوتَ اللهِ يُصَلُّون في العالم الإسلامي، لوجدْنا أنَّ العدد كبيرٌ جدًّا، يَكفي ليقدِّم للأُمَّة أعظمَ الجيوش عددًا، وأوسعَها مـددًا، ومع ضخامة العَدد والمَدد نجد الهزيمةَ والضياع، فهنالك إذًا مرضٌ ما، أو وهنٌ ما، أو سوءٌ ما، لا نكاد نلحَظه بسهولة أمامَ الصلاة القائمة، والشعائر المؤدَّاة!
فلو كانتِ الصلاةُ تؤدَّى بحقٍّ حتى تؤتيَ ثمارَها، ولو كانت الشعائر تُقام على صفائها، لدفعَتْ هذه أَفواجًا مِن الجنود، وأَمواجًا مِن شُهداء الحقِّ، يَرْسُمون طريقَ العزَّة لا الذِّلْة، والنصر لا الهزيمة.
ففي حديث رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عن ثوبانَ قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «يوشِك الأممُ أَن تداعَى عليكم كما تداعى الأَكَلةُ إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلَّة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنَّكم غثاءٌ كغثاء السيل، ولَيَنزعنَّ اللهُ مِن صدور عدوِّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ اللهُ في قلوبكم الوَهنَ، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوهنُ؟ قال: حبُّ الدنيا وكَراهيةُ الموت» ؛ (رواه الإمام أحمد، وأبو داود) [4].
ولو رجعْنا إلى تاريخنا لرأَيْنا أنَّ المرض ليس وليدَ ساعة، ولا هو قضية سنوات، ولكنَّها قرون طويلة طرقتِ العالَمَ الإسلاميَّ بالفواجع، ومدَّت فيه المجازر، وسكبَت الدِّماء، فالمرض إِذًا أقربُ لأَنْ يُعرفَ مِن شواهد التاريخ إنْ طُوِيَ الحاضر، أو مِن فواجع الحاضر إنْ غاب التاريخ، أو منهما معًا.
وأوَّل درْس نتعلَّمه من تلك الأحداث: هو أنْ يبدأَ المسلِمُ بنفسِه، وأن يرى المرضَ فيه كما هو بغيره، فلا يُكثرنَّ اللومَ والعتاب، وليأخذنَّ نفسه بالبناء والعلاج أولًا، حتى يكون مَثَلًا وقدوة، وحتى يكونَ لكلامه آذانٌ تسمعه، ولعمله عيونٌ تراه.
والدرس الثاني: هو أنَّه لا بدَّ مِن أن يكون لكلِّ فرْد في الأمَّة مسؤولية وأمانة، وأنَّ عليه أن ينهض لمسؤوليته وأمانته بهمَّة وجِدّ، وعزْم وحزْم، وقوَّة وعزيمة.
والدرس الثالث: هو أنَّ هذه المسؤولية والأمانة في حدودها العامَّة، لا يُحَدِّدُها بَشَر، ولا يقرِّرُها إِنسان، ولكنَّها واجبات ومسؤوليات حدَّدها ربُّ العالمين، خالق الإنسان وربُّ الإنسان، خالِق السماوات والأرض وما بينهما، حدَّدها اللهُ في منهاجه الربَّانيّ، فمِن هناك فقط تُعرَف الأمانةُ وحدودُها، والواجبات وبنودها، والمسؤولية ومداها، ولا يَتعارض ذلك مع ضرورةِ وضْع تفصيلات، وإقرار جزئيَّات تقُوم على أساسٍ مِن مِنهاج الله، والواقع الذي يَعيشه المسلِم، وتَظلُّ هذه التفصيلات تُمثِّل جزءًا مِن مهمَّة الإنسان في مُمارسته لمِنهاج الله في واقعه البَشَريّ.
من هذه القضايا الثلاث ينطلِقُ تصوُّرُنا للخُطوة الأُولى على الدرْب، والوثبة الأُولى في الميدان، وإنَّ البحث الذي نسوقه يقُوم على نفْس القاعدتَين الثابتتَين اللَّتين ندعو لهما: المنهاج الرباني - قرآنًا وسُنَّة، ولغة عربية - والواقع البشريِّ.
أمَّا بالنسبة لواقعنا اليوم، فيُمكن أَن ندرُسَه ونفهمَه مِن خلال عمليَّةٍ إحصائيَّة، تُقدِّم لنا أكبر عدد مِن النماذج البشريَّة مِن واقع المجتمع الإسلامي الحاليِّ، ومِن دراسة هذه النماذج - وُسعًا وطاقة، إيمانًا وعِلمًا، بذلًا وجهدًا، وعيًا والتزامًا، تجرِبة وخِبرة - نستطيع أن نَصِلَ إلى ما هو أَصـحُّ مِن الظنِّ، وأقرب للأمانة، وأوسع فائدةً في رَسْم نهج ومعالجة موقف.
ولكنَّ الدراسة يجب أن تخضعَ لميزان الإسلام الدقيق، للميزان الحقِّ، لا يعصِف به الهوى، ومِن مثل هذه الدِّراسة تجدُنا نصِلُ إلى نتائجَ واضحة بيَّنة، لم يكن يُخفيها عن البصيرة إلَّا غشاوةٌ من هوى، حالتْ دون ردِّ الأُمور إلى منهاج الله، ولا نريد هنا أن نسوقَ أَرقامًا وأَمثلة وتفصيلات، ولكنَّنا نطرق أهمَّ النتائج التي تَعنينا هنا.
إنَّ أوَّل ما نَلْمَسه في واقع المسلمين مِن دراسة هذه الشرائح والنماذِج هو ضَعْفُ الزاد مِن العِلم الحقِّ، واللهُ أَعلَم بحال الإيمان، وإنَّ ضعْف الزَّاد مِن العلم في مساحة واسعة جدًّا مِن الأمَّة، واضطرابه لدَى فِئةٍ أُخرى - جَعَل الميزانَ لدَى الرأي العام يَضطرب، والصورَ تَختلط، وسَهَّل على الأَعداءِ وأهلِ النِّفاق أَن يَندَسُّوا بين الصفوف، وأن يَقتحِموا الأسوار، وأن يَعلُوا الثغور.
ولو قارنَّا هذه الصورةَ مع الصورة التي نراها في الأُمَّة في حياة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم لرأيْنا عظيمَ الفَرْق، وهوْلَ الخطر الذي يتهدَّدُنا.
من هذه النُّقطة، مِن هذه الزاوية، مِن هنا نرى أنَّ الخُطوة الأُولى يجب أن تبدأ، إنَّها الخُطوة الأُولى التي لا تُعطِّل الخطوات التالية، ولكنَّها تدفعها دفعًا واعيًا قويًّا، ونوجِّهها وجهةً مطمئنةً رضيَّةً.
ــــــــــــــــــــ
[1] سُنن الترمذي، أبواب صفة القيامة (38)، باب (18)، حديث رقم (2450).
[2] سُنن ابن ماجه، المقدمة، باب في الإيمان (9)، حديث رقم (49).
[3] صحيح البخاري، كتاب العِلم (3)، باب العِلم قبل القول والعمل (10).
[4] سُنن أبي داود : كتاب الملاحم (31)، باب في تداعِي الأُمَم على الإسلام (5) حديث رقم (4297) ، أحمد : المسند : (5/278) ، الفتح الربَّاني : (24/31،32).
___________________________________________
الكاتب: د. عدنان علي رضا النحوي
- التصنيف: