مختارات من أقوال السلف من كتاب الآداب الشرعية لابن مفلح (8)
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
قال ابن الجوزي: من لم يقطع الطمع من الناس من شيئين لم يقدر على الإنكار: أحدهما: من لُطفٍ ينالونه به, والثاني: من رضاهم عنه وثنائهم عليه.
- التصنيفات: الآداب والأخلاق -
** قال ابن المعتز: أشقى الناس بالسلطان صاحبه, كما أن أقرب الأشياء إلى النار أسرعها احتراقاً.
** قال إبراهيم بن أدهم: لا ينبغي لرجل أن يضع نفسه دون قدره, ولا يرفع نفسه فوق قدره.
** قال ابن الجوزي: من لم يقطع الطمع من الناس من شيئين لم يقدر على الإنكار: أحدهما: من لُطفٍ ينالونه به, والثاني: من رضاهم عنه وثنائهم عليه.
** قال أبو الفرج ابن الجوزي: ومن صفات علماء الآخرة أن يكونوا منقبضين عن السلاطين.
** قال إبراهيم النخعي: إنما أهلك الناس من فضول الكلام وفضول المال.
** قال محمد بن عبدالباقي الحنبلي: ما أعرف أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أو لعب.
** قال خالد بن معدان الثقة الفقيه الصالخ: أكل وحمد خير من أكل وصمت.
** قيل لأبي عمرو الشيباني: لأي شيء يكون الثقيلُ أثقل على الإنسان من الحمل الثقيل, فقال: لأن الثقيل يقعد على القلب, والقلب لا يحتمل ما يحتمل الرأس والبدن من الثقل.
** عن عبدالله بن أحمد بن حنبل, عن أبيه قال: سمعت أبا يوسف القاضي يقول: خمسة تجب على الناس مداراتهم: الملك المسلط, والقاصي المتأول, والمريض, والمرأة, والعالم ليقتبس من علمه. فاستحسنت ذلك.
** عن عثمان بن زائدة قال: العافية عشرة أجزاء, تسعة منها في التغافل. فحدثت به أحمد بن حنبل فقال: العافية عشرة أجزاء, كلها في التغافل.
** قال المروذي: قال أبو عبدالله: أنا أفرح إذا لم يكن عندي شيء, إني لأتمنى الموت صباحاً ومساء, أخاف أن أُفتن في الدنيا. قال مسروق: إنما تحفة المؤمن قبره.
** قال أحمد: الغنى من العافية.
** قال رجل لأحمد أوصني: قال: أعزّ أمر الله حيثما كنت, يُعزك الله.
** قال إبراهيم بن عبدالله عن أحمد: ما سمعت كلمة كانت أقوى لقلبي وأقرّ لعيني في المحنة من كلمة سمعتها من فقير أعمى في رحبة طوق, قال لي: يا أحمد, إن تهلك في الحق مُت شهيداً, وإن عشت عشتَ حميداً.
** قال أبو زرعة: قلت لأحمد بن حنبل: كيف تخلصت من سيف المعتصم وسوط الواثق ؟ فقال: لو وُضِع الصدقُ على جرح لبرئ.
** قال أبو داود: كانت مجالسة أحمد بن حنبل مجالسة الآخرة, لا يذكر شيئاً من أمر الدنيا, وما رأيته ذكر الدنيا قط.
** سئل الإمام أحمد: ما يلين القلب ؟ فقال: أكلُ الحلال, فسأل السائل بشر بن الحارث وعبدالوهاب الوراق رحمهما الله فقالا: بذكر الله, فذكر لهما أحمد, فقالا: جاء بالأصل.
** قال أحمد للميموني: استغن عن الناس, فلم أر مثل الغني عن الناس.
** سئل الإمام أحمد عن الحب في الله, فقال: هو أن لا يحبه لطمع دنيا.
** قال المروذي: سمعت الإمام أحمد قال: الخوفُ منعني عن أكل الطعام فما أشتهيه, فإذا ذكرتُ الموت هان عليَّ كل شيء.
** قال سعيد بن يعقوب كتب إليّ أحمد بن حنبل: بسم الله الرحمن الرحيم, من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب, سلام عليك, أما بعد: فإن الدنيا داء, والسلطان دواء, والعالم طبيب, فإذا رأيت الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاحذره, والسلام عليك.
** قال رجل للإمام أحمد: كيف تجدك يا أبا عبدالله ؟ قال: بخير وعافية, فقال: حُمِمت البارحة ؟ قال: إذا قلت لك: أنا في عافية, فحسبك, لا تُخرجني إلى ما أكره.
** قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: ما في أهل الأهواء قوم أشهد بالزور من الرافضة.
** قال محمد بن علي بن حسين: يا عجباً من المختال الفخور الذي خُلق من نطفة ثم يصير جيفة, لا يدري بعد ذلك ما يفعل به.
** قال مالك بن دينار: كيف يتيه من أوله نُطفة مذِره, وآخره جِيفة قذِره, وهو فيما بين ذلك يحمل العذرة ؟
** قال الأعمش: جواب الأحمق السكوت عنه. وقال: السكوت جواب, والتغافل يُطفئُ شراً كبيراً.
** قال الشعبي: اتقوا الفاجر من العلماء, والجاهل من المتعبدين, فإنهما آفة كل مفتون.
** قال سفيان: لا يتقى الله أحد إلا اتقاه الناس شاءوا أم أبوا.
** قال سفيان بن عيينه: من استغنى بالله أحوج الله عز وجل إليه الناس.
** روى أحمد عن مالك بن دينار قال: مُّذ عرفتُ الناس لم أفرح بمدحهم, ولم أكره ذمهم, قيل: ولِمَ ذاك ؟ قال: لأن حامدهم مفرط, وذامهم مفرط.
** قال مجاعة بن مرارة الحنفي لأبي بكر الصديق رضي الله عنه: إذا كان الرأي عند من لا يقبل منه, والسلاح عند من لا يستعمله, والمال عند من لا ينفقه, ضاعت الأمور.
** قال ابن سيرين: عيرت رجلاً بالإفلاس فأفلست.
** قال الخلال: سألت ثعلباً النحوي عن السفلة, فقال: الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل له.
** قال محمد بن المنكدر: بِتُّ أغمز رجلي أمي, وبات عمي يصلي ليلته, فما سرني ليلته بليلتي.
** جاء رجل إلى أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب يشاوره في الانتقال من محله إلى أخرى لتأذى الجوار: فقال: العرب تقول: صبرك على أذى من تعرفه خير لك من استحداث من لا تعرفه.
** قال الشيخ تقي الدين: من رفع صوته على غيره عَلِمَ كُلُّ عاقل أنه قلة احترام له.
** قال ابن زيد: لو كان رفعُ الصوت خيراً ما جعله الله للحمير.
** قال جعفر بن محمد: ما أنعم الله على عبد نعمة فعرفها بقلبه, وشكرها بلسانه, فيبرح حتى يزداد.
** قيل لابن المبارك: ما خير ما أعطى الإنسان ؟ قال غزيرة عقل, قيل: فإن لم يكن ؟ قال: حُسنُ أدب, قيل: فإن لم يكن ؟ قال: أخ شفيق يستشيره فيشير عليه, قيل: فإن لم يكن ؟ قال: صمت طويل, قيل: فإن لم يكن ؟ قال: موتُ عاجل.
** قال أيوب: إنه ليبلغني موت الرجل من إخواني, فكأنما سقط عضو من أعضائي.
** قال أوس بن حارثة: خير الغنى القناعة, وشر الفقر الخضوع.
** عن أبي قلابة قال: خير الناس خيرهم في أهله, وخيرهم في جيرانه. هم أعلم به.
** قال الأشعث بن قيس: إنك إن صبرت إيماناً واحتساباً, وإلا سلوت سُلُو البهائم.
** قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: من ابتغى الخير اتقى الشر.
** قال سهل بن مروان: ثلاثة من المجانين, وإن كانوا عقلاء: الغضبان, والعريان, والسكران.
** عن ابن المبارك قال: من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما أن يموت فيذهب علمه, وإما أن ينسى حديثه, وإما أن يبتلى بالسلطان.
** قال الحسن: أصول الشر ثلاثة: الحرص, والحسد, والكِبر, فالكبر منع إبليس من السجود لآدم, والحرص أخرج آدم من الجنة, والحسد حمل ابن آدم على قتل أخيه.
** قال ابن عجلان: ثلاثة لا أقل منهن, ولا يزددن إلا قلة: درهم حلال تنفقه في حلال, وأخ في الله تسكن إليه, وأمين تستريح إلى الثقة به.
** عن بن الحسين رحمه الله: قال: ينبغي للمرء أن لا يصحب خمسة: الماجن, والكذاب, والأحمق, والبخيل, والجبان, فأما الماجن فعيب إن دخل عليك, وعيب إن خرج من عندك, لا يعين على معاد, ويتمنى أنك مثله, وأما الكذاب فإنه ينقل أحاديث هؤلاء إلى هؤلاء, ويلقى الشحنة في الصدور, وأما الأحمق فإنه لا يرشد لسوء يصرفه عندك, وربما أراد أن ينفعك فيضرك, فبعده خير من قربه, وموته خير من حياته, وأما البخيل فأحوج ما تكون إليه أبعد ما تكون منه, ففي أشد حالاته يهرب ويدعك.
** عن ميمون بن مهران قال: ثلاثة لا تبلون نفسك بهن, لا تدخلن على سلطان وإن قلت: آمره بطاعة, ولا تدخلن على امرأة وإن قلت: أعلمها كتاب الله, ولا تُصغين سمعك لذي هوى, فإنك لا تدري ما يعلق قلبك به.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ