ينزل الله كل ليله في الثلث الأخير من الليل

منذ 2021-12-13

أو أن الشيطان غلب عليك وعقد علي قفاك كما قال رسول الله ولم تقم حتى لصلاة الفجر أو أن الأمور عندك مادية لا تؤمن إلا بما في يديك فقط وهذه كلها مصائب

هذا الحديث يحتاج يقين بالله وإيمان صادق بصدق رسول الله فيما بلغ

عن أبي هريرة رضى الله عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم يقول  «ينزلُ اللهُ كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا ، حين يبقى ثلثُ الليلِ الآخرِ ، فيقولُ: من يدعوني فأستجيبُ له ، من يسألني فأعطيه،من يستغفرُني فأغفرُ له» 

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:  «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا» 

أخى المسلم : هذا الحديث متواتر لو سألت كل واحد منا أنت مؤمن بما في هذا الحديث أن الله ينزل في الثلث الأخير فيقول ... يقول لك نعم ولكن المشكلة في صدق الأيمان بها وكذلك مامقدار هذا الأيمان

هل هو يقينى أم ظنى أو متشكك فيه كيف ينزل ؟ ثم هل هو ذاته ينزل إلي السماء الدنيا

مادام إسترسل معك في الكلام إعرف أن هذا الشخص يحتاج إلي مراجعة إيمانه

لأن السؤال والأستفسار نفسه يدل علي التشكك في الكيفية

لم يعلم أن الله قال {ليس كمثله شىء }  وهذا الاية كقول الحق سبحانه {الرحمن علي العرش استوى

فإنَّه يَجِبُ الإيمانُ بما ورَدَ في ذلك -وأمثالِه- عنِ اللهِ عزَّ وجلَّ مِن غَيرِ تَكْييفٍ ولا تَعْطيلٍ، ومِن غيرِ تحريفٍ ولا تمثيلٍ، فيَنزِلُ ربُّنا سُبحانَه إلى السَّماءِ الدُّنيا، وهي السَّماءُ الأُولى القَريبةُ منَ الأرضِ والعِبادِ، ويُنادي سُبحانَه في عِبادِه ويقولُ: مَن يَدْعوني فأسْتَجيبَ له؟ ومَن يَسأَلُني فأُعطيَه، ومَن يَستغفِرُني فأغفِرَ له؟

والدُّعاءُ، والسُّؤالُ، والاستغفارُ إمَّا بمعنًى واحدٍ، فذِكْرُ الثَّلاثةِ للتَّوكيدِ. وإمَّا لأنَّ طلَبَ العبْدِ لا يَخْلو مِن أنْ يكونَ طَلَبًا لدفْعِ المَضارِّ أو جَلْبِ المنافعِ، والمَضارُّ والمَنافعُ إمَّا دُنيويَّةٌ وإمَّا دِينيَّةٌ؛ فكرَّرَ الثَّلاثةَ لِتَشمَلَها جَميعَها.

وخَصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ الثُّلُثَ الأخيرَ مِن اللَّيلِ بالنُّزولِ فيه؛ لأنَّه وَقتُ خَلوةٍ وغَفلةٍ واستِغراقٍ في النَّومِ واستلذاذٍ به، ومُفارقةُ اللَّذَّةِ والرَّاحةِ صَعبةٌ على العِبادِ؛ فمَن آثَرَ القِيامَ لمُناجاةِ ربِّه والتَّضرُّعِ إليه في غُفرانِ ذُنوبِه، وفَكاكِ رَقبتِه مِن النَّارِ، وسَأَله التَّوبةَ في هذا الوقتِ الشَّاقِّ، على خَلوةِ نفْسِه بلَذَّتِها، ومُفارقةِ راحتِها وسَكَنِها- فذلك دَليلٌ على خُلوصِ نيَّتِه، وصِحَّةِ رَغبتِه فيما عندَ ربِّه، فضُمِنت له الإجابةُ الَّتي هي مَقرونةٌ بالإخلاصِ وصِدقِ النِّيَّةِ في الدُّعاءِ؛ إذ لا يَقبَلُ اللهُ دُعاءً مِن قلْبٍ غافلٍ لاهٍ؛ فلذلك نبَّهَ اللهُ عِبادَه إلى الدُّعاءِ في هذا الوقتِ، الَّذي تَخْلو فيه النفْسُ مِن خَواطرِ الدُّنيا؛ لِيَستشعِرَ العبدُ الإخلاصَ لرَبِّه، فتَقَعَ الإجابةُ منه تعالَى؛ رِفقًا مِن اللهِ بخَلقِه، ورَحمةً لهم قال الله تعالي {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون

الواجب علي المسلم أنه لو علم أن شخص ما يحبه أو زعيم أو قائد سيحضر في الثلث الأخير ولك عنده مصلحة تريد تحقيقها فأنت لن تنام حتى تقابله فكيف تعلم أن الله ينزل في الثلث الأخير من الليل ولا تقوم وتنصب قدماك له لتطلب منه ماتريد فإما أنك تظن أن الله لن يحقق لك ماتريد , وتكون قدرة الله عندك فيها عدم يقين أو أنك تظن أن هذا الحديث متشكك فيه أو أن الشيطان غلب يقينك بقدرة الله أو بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أن الشيطان غلب عليك وعقد علي قفاك كما قال رسول الله ولم تقم حتى لصلاة الفجر أو أن الأمور عندك مادية لا تؤمن إلا بما في يديك فقط وهذه كلها مصائب

هذا سبب من أسباب عدم القيام لصلاة الفجر

والله أعلم

أ - جمال جبر

  • 5
  • 0
  • 3,611

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً