رجل بأمة .. رثاء مشرف الشهري
رسالة وقصيدة طالب علم جزائري في رثاء خادم العلم وطلابه الشيخ *مشرف الشهري * رحمه الله
- التصنيفات: الشعر والأدب -
مهما دَرَيتُ فلم أكن أدري
أن الحِمامَ يُلِمُّ بالبدرِ
أنَّ السماءَ إذا نَعَتْ قَمرًا
ما كان إلّا مِشرِفَ الشِّهري
يا خادمًا لتُراثِ أمَّتِنا
ومُحرِّرَ المخطوطِ مِن أَسرِ
يا جامعًا كُتُبًا مُصوَّرَةً
ورَسائِلًا عَصِيَتْ على النّشرِ
ومُؤسِّسًا للعِلمِ باحِثَهُ
ودُروسَ صوتٍ في المدى تسري
أحسنتَ صرفَ العُمْرِ في عَمَلٍ
يبقى إذا فَنِيَتْ سِنُو العُمرِ
حقَّقتَ للطُّلّاب بُغيتَهم
في العِلمِ مَوفُورًا بِلا عُسرِ
وجَعلتَ للمُحتارِ مُلتَجَأً
يُغنيهِ عن سَفَرٍ إلى السِّفرِ
يا مِشرفًا بخصاله شَرُفت
أجيالُنا مرفوعةَ القدرِ
مازِلتَ بينَ الناسِ مُشتَهِرًا
بالفضلِ يا شِهرِيُّ والفخرِ
في كُلِّ سِفْرٍ شمعةٌ خُزِنَتْ
مرصودةً لنوائبِ الدّهرِ
طِبْ خاطِرًا فشُموعُك اتّقَدَتْ
أنَّى تَلُفُّكَ ظُلمَةُ القَبرِ
في كُلِّ حَرفٍ بذرةٌ غُرِسَتْ
يا طِيبَ ذاك الغَرسِ والبَذرِ
فَلْيَهْنَ بالُك فالحصادُ دَنا
في اللّحْدِ تَجني روضَةَ الزَّهرِ
فلْيَجزِكَ الغَفّارُ مَغفِرَةً
ما نِيلَ هذا العِلمُ في يُسرِ
ولْيُولِكَ الرحمنُ رحمتَهُ
ما قامَ أهلُ العلمِ بالنَّقرِ
____________________________________
بقلم (أحمد سعدون)