وكان أمره فرطاً

منذ 2021-12-24

{وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}

 { وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
من العقوبات الشديدة أن يصير أمر العبد فرطا ، وتمر الأيام والليالي وهو على هذه الحال المؤلمة ، فلا يتغير ، ولا يعتبر .
وقد تنوعت عبارات المفسرين في معنى هذه اللفظة ، فقيل فرطا : أي ضياعا ، وقيل : ندما ، وقيل هلاكا ، وقيل سرفا ، وقيل مجاوزة للحد ، وهي معان متلازمة أو متقاربة .
ومن المعاني اللطيفة التي فسرت بها الآية " وكان أمره فرطا " أي ضيع عمره وعطل أيامه ، وكانت مصالح دينه ودنياه {فُرُطًا} أي: ضائعة معطلة .
وهكذا ترى البعض منا غارقا في تلك الحال المؤسفة حيث تنفرط الأعمار ، ويتعاقب الليل والنهار ، والمحصلة لا شيء ، وإنما انشغال بما لا يفيد ، وغفلة عن المقصود النافع ، وتخبط وعبثية ، وقلة بركة في الوقت والعمر ، وانعدام للثمرة أو النفع سواء لنفسه أو لغيره ، وفي مصالح دينه ودنياه .
وفي الآية إشارة إلى أن من أسباب وصوله لتلك الحال : الغفلة عن ذكر الله بمعناه الواسع ، واتباع الهوى ، ومن ثم تكون النتيجة ذلك الضياع والفرط  {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}
فاللهم ارزقنا اليقظة من الغفلة ، واشغلنا بما يرضيك عنا ، وبارك لنا في الأوقات والأعمار ، وأعذنا من شتات الأمر ، وضيق الصدر ، وقلة البركة ، وضياع الأوقات .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 6
  • 0
  • 2,157

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً