وتستمر عداوة اليهود

منذ 2021-12-28

إن اليهود  تسلَّحوا بكل خصلة خبيثة، لزرع النَّعرات بين الشعوب؛ من أجل إضعافها، ثم السيطرة والانقضاض عليها.

إن اليهود  تسلَّحوا بكل خصلة خبيثة، لزرع النَّعرات بين الشعوب؛ من أجل إضعافها، ثم السيطرة والانقضاض عليها.

 

وها هم اليوم في فلسطين، يفركون أيديهم استهزاءً بالمسلمين، واستخفافًا بعقولهم، يَصُولون ويَجُولون، هم الخصْم وهم الحكَم، لا يعبَؤُون بما يُسمَّى بالمواثيق الدولية؛ لأنهم لا عهد لهم، ولا يمتثلون لاتِّفاقيَّات عالمية؛ لأنهم قومٌ لا خَلاق لهم، ولا يخشون أحدًا؛ لأن إخوانهم في الدُّوَل المسيطِرة يؤازرونهم، ولذلك فهم يعيثون في الأرض بالفساد، يقتلون الآلاف ولا يُبالون؛ فمنذ بداية انتفاضة الأقصى في شهر سبتمبر 2000 وحتى فبراير 2008، قتلوا ما مجموعه 5264 شهيدًا، منهم 959 شهيدًا من الأطفال أقل من 18 سنة، وإذا كانوا قتلوا 417 طفلاً في عدوان غزَّة الأخير فإن عدد المواليد الجُدُد في غزَّة وحدها، وفي شهر واحد - بلغ ما يزيد عن 4600 مولود؛ {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21].

 

ويُدمِّرون ما يجدون أمامهم من المساجد، ويُحَوِّلون أخرى إلى كنائس يهودية، وربما إلى ملاهٍ ليلية أو مطاعم وخمَّارات دنِيَّة، ولا يُبالون، حتى إنهم اعتدوا على المسجد الأقصى أكثر من 115 مرَّة ما بين سنة 1967 وسنة 2000، ولسان حاله يقول:

كُلُّ المَسَاجِدِ طُهِّرَتْ ♦♦♦ وَأَنَا عَلَى شَرَفِي أُدَنَّسْ

 

يهدمون المقابر، ويخربون القرى والمدن، ويطردون أهلها بالقهر ليبنوا على أنقاضها مئات المستَوْطَنات، يعبثون بأعراض المسلمين؛ يغتصبون نساءهم، ويذلُّون رجالهم، وينكلون بشبابهم، ويحرقون أطفالهم، ولا يبالون، صرخات الشيوخ والنساء والأطفال تخترق الأسماع، ولكن الآذان مصكوكة، والقلوب ميتة، والهِمَم مشلولة.

 

كَمْ يَسْتَغِيثُ بِنَا الْمُسْتَضْعَفُونَ وَهُــمْ   ***   قَتْلَى وَأَسْرَى فَمَا يَهْتَزُّ إِنْسَــانُ 

فَلَوْ تَرَاهُمْ حَيَارَى لاَ دَلِيلَ لَهُـــــــــــمْ   ***   عَلَيهِمُ مِنْ ثِيابِ الذُّلِّ أَلْــــــوانُ 

يَا رُبَّ أُمٍّ وَطِفلٍ حِيلَ بَيْنَهُمَــــــــــــا   ***   كَمَا تُفَرَّقُ أَرْوَاحٌ وَأَبْــــــــــــدَانُ 

وَطَفْلَةٍ مِثْلِ حُسْنِ الشَّمْسِ إِذْ بَرَزَتْ   ***   كَأَنَّمَا هِيَ يَاقُوتٌ وَمُرْجَـــــــــانُ 

يَقُودُهَا الْعِلْجُ لِلْمَكْرُوهِ مُكْرَهَـــــــــةً   ***   وَالْعَيْنُ بَاكِيَةٌ وَالْقَلْبُ حَيْــــــرَانُ 

لِمِثْلِ هَذَا يَذُوبُ الْقَلْبُ مِنْ كَمَــــــدٍ   ***   إِنْ كَانَ فِي القَلْبِ إِسْلاَمٌ وَإِيمَـانُ 

 

إنهم أعداء الله، محرِّفو الكلم عن مواضعه، وعُبَّاد العِجْلِ من دون الله، ومكذِّبو الرِّسالات، وقتَلَة الأنبياء، وهل تجد لهم وصفًا أدقَّ ممَّا وصفهم به القرآن الكريم، الذي ذكر اسمهم أَزْيَد من 100 مرَّة؟! قال - تعالى -: {مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 60].

 

وقال - تعالى -: {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64].

 

وقال - تعالى -: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} [البقرة: 87].

 

وقال - تعالى -: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا} [المائدة: 64].

 

ويقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيان كذبهم وغشِّهم: «قاتَل الله اليهود؛ حُرِّمت عليهم الشحوم، فجملوها - أذابوها - فباعوها» ؛ (متفق عليه).

 

وكانوا إذا دخلوا على النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالوا في سلامهم: "السام عليكم"؛ أي: "الموت عليكم"، فيقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وعليكم».

 

وكانوا إذا نادوه قالوا: "يا راعيتنا"؛ تعييرًا له بأنه كان راعيًا، وإذا أرادوا أن يقولوا: "اسمع لنا"، قالوا: "راعنا" من الرُّعونة، وذلك قوله - تعالى -: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46].

 

هذه نفسيَّة اليهود: مكر، وخداع، وكذب، وسفك، وحبٌّ للسيطرة على العالَم؛ ولذلك اختلقوا في كتابهم المقدَّس أسطورة المسيح اليهودي "الماشياخ"؛ حيث جعلوا خروجه مرهونًا بإعادة بناء "الهيكل" المزعوم، في مكان الأقصى المبارك وقبَّة الصخرة المشرَّفة، بعد إزالتهما - زعموا.

 

يقول تلمودهم: "احلف عشرين يَمِينًا كاذبًا لتوصل فلسًا واحدًا ليهودي".

ويقول: "إذا قتلت غير يهودي احلف أنك ما قتلت إنسانًا؛ لأنك قتلت خنزيرًا".

 

والزنا عندهم محرَّم، لكن باليهودية، أمَّا بسواها فهو مباح، والسرقة محرَّمة، لكن من اليهودي، وإله إسرائيل يأمر بنقض العهود.

 

وممَّا جاء في "بروتوكولات حكمائهم": "حينما نمكِّن لأنفسنا فنكون سادَة الأرض، لن نبيح قيام أيِّ دين غير ديننا... ولهذا السبب يجب علينا أن نحطِّم كلَّ عقائد الإيمان".

 

ويقول أحد كُبَرائهم: "إن كلَّ الأديان - ما عدا الدين العبراني - هي ديانات مُخادِعة، ومعيبة، ومُهِينة للقِيَم الإنسانية، ومُذِلَّة للربِّ نفسه".

 

ولقد فطن إلى مكرهم وفسادهم بعض حكَّام الغربيين أنفسهم، فحذَّروا العالم من خبثهم وطيشهم؛ يقول أحدهم: "أيُّها السادة، في كلِّ أرضٍ حلَّ بها اليهود أطاحوا بالمستوى الخُلُقي، وأفسدوا الذمَّة التجاريَّة فيها، ولم يزالوا منعزلين لا يندمِجون بغيرهم".

 

ويقول آخر: "منذ أيَّام موسى واليهود ظالِمون أو متآمِرون، كل مواهب اليهود مركَّزة في أعمال النَّهب، لهم عقيدة تُبارك سرقاتِهم وأفعالَهم السيئة".

 

إِنِّي أُنَادِي وَالرِّيَاحُ عَصِيبَةٌ   ***   وَالأَرْضُ جَمْرٌ وَالدِّيَارُ ضِرَامُ 

يَا أَلْفَ مِلْيُونٍ أَلاَ مِنْ سَامِعٍ   ***   هَلْ مِنْ مُجِيبٍ أَيُّهَا الأَقْوَامُ 

 

لقد استجمع اليهود الصفات الثلاث الآنِفة الذِّكر، ووظَّفوها في حرب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فمنذ أن قضى الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - على فلولهم في غزوة خيبر، لم تقرَّ لهم عين، ولم يهدأ لهم بال؛ بحثًا عن الدسائس والمكر للقضاء عليه وعلى دعوته؛ فأشاعوا أنه مجنون، فلم تفلح خُطَّتهم، ثم فكَّروا في سحره؛ فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "سَحَرَ رسولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يهوديٌّ من يهود بني زُريق يقال له: لَبِيد بن الأعصم، قالت: حتى كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُخَيَّل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله، حتى إذا كان ذات يوم - أو ذات ليلة - دعا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم دعا، ثم دعا، ثم قال: «يا عائشة، أَشَعَرتِ أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه؟ جاءني رجلان، فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي - أو الذي عند رجلي للذي عند رأسي -: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب - مسحور - قال: مَن طَبَّه؟ قال: لَبِيد بن الأعصم، قال: في أيِّ شيء؟ قال: في مُشْطٍ ومُشَاطة - بقايا الشعر بعد تسريحه - وجُفِّ طلعة ذكرٍ - غشاء الطَّلْعِ - قال: فأين هو» ؟ قال في بئر ذي أَرْوَان، قالت: فأتاها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في أناسٍ من أصحابه ثم قال: «يا عائشة، والله لكأنَّ ماءها نُقاعَة الحِنَّاء، ولكأنَّ نخلها رؤوس الشياطين»، قالت: فقلت: يا رسول الله، أفلا أحرقته؟ قال: «لا، أمَّا أنا فقد عافاني الله، وكرهت أن أُثِير على الناس شرًّا»، فأمر بها فدُفِنت"؛ (متفق عليه).

 

فلمَّا لم تُفلِح خُطَّتهم البَئِيسة في سحره عمدوا إلى دَسِّ السمِّ في طعامه؛ فعن جابرٍ - رضِي الله عنه -: "أن يهودية من أهل خيبر سَمَّتْ شاةً مَصلِيَّة - مشويَّة - ثم أهدَتْها لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخذ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذراع فأكل منها، وأكل رهطٌ من أصحابه معه، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: «ارفعوا أيديكم»، وأرسل إلى اليهودية، فدعاها فقال: «سَمَمْتِ هذه الشاة»، فقالت: مَن أخبرك؟ قال: «أخبرَتْنِي هذه في يدي» للذراع، قالت: نعم، قلت: إن كان نبيًّا فلن يضرَّه، وإن لم يكن نبيًّا استرحنا منه، وتُوفِّي بعض أصحابه الذين أكلوا من الشاة، واحتَجَم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على كاهله من أجل الذي أكل من الشاة"؛ (صحيح، رواه أبو داود).

 

وعند البخاري: قالت عائشة - رضي الله عنها -: "كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول في مرضه الذي مات فيه: «يا عائشة، ما أَزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، وهذا أوَان وجدت انقطاعَ أَبْهَرِي - عرق مرتبِط بالقلب - من ذلك السم».

 

فلمَّا أعْيَاهم كلُّ ذلك احتالوا لقتله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقد عمد بنو النضير أن يلقوا على رأس رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الرَّحَى لَمَّا جاءهم يستعينهم في دِيَة العامريّين، فأمَرُوه أن يجلس تحت الجدار، فأطلعه الله على ما تمالؤوا عليه، فرجع إلى المدينة وتَبِعه أصحابه، ثم أمر أن يغدو إليهم، فحاصَرَهم حتى أجلاهم؛ {وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46].

_______________________________________________

الكاتب: د. محمد ويلالي

  • 0
  • 0
  • 1,875

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً