القول الصحيح في اعتقاد المسلم في حقيقة عيسى المسيح عليه السلام

منذ 2022-01-02

إن المسيحَ عيسى ابنَ مريم، هو الإنسانُ الوحيدُ الذي جاء إلى هذا العالم بطريقة ولادته المعجزة؛ حتى يبيِّنَ اللهُ سبحانه وتعالى قدرتَه على إيجادِ إنسانٍ من امرأةٍ بلا أبٍ، كما أوجدَ إنساناً من أبٍ بلا أمٍّ؛ وهي حوَّاء، وأوجدَ إنسانًا دونَ أبٍ ولا أمٍّ، وهو آدمُ عليه السلام...

إن المسيحَ عيسى ابنَ مريم عليه السلام، هو الإنسانُ الوحيدُ الذي جاء إلى هذا العالم بطريقة ولادته المعجزة؛ حتى يبيِّنَ اللهُ سبحانه وتعالى قدرتَه على إيجادِ إنسانٍ من امرأةٍ بلا أبٍ، كما أوجدَ إنساناً من أبٍ بلا أمٍّ؛ وهي حوَّاء، وأوجدَ إنسانًا دونَ أبٍ ولا أمٍّ، وهو آدمُ عليه السلام، فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يفعل ما يشاء.

 

وهذه الآيةُ الإلهيَّةُ في هذه الولادة، استغلَّها الشيطانُ فسوَّل للكثير من الجهلاءِ أنَّ عيسى عليه السلام ربٌّ وإلهٌ، أو أنه ابنُ إله، فضلُّوا وأضلُّوا.

 

فكانت ولادةُ نبيِّنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم بعد عيسى عليه السلام ولادةً طبيعيةً؛ من أبٍ وأمٍّ، حتى لا يعبدَه الناس، ولا يغالوا في إطرائه ومدحه عليه الصلاة والسلام، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، سَمِعَ عُمَرَ بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما، يَقُولُ عَلَى المِنْبَرِ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ»، (رواه البخاري: (3445)، فأطرته؛ أي: مدحته النصارى مدحًا زائدًا، وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «... إِنَّمَا أَنَا ابْنُ امْرَأَةٍ تَأكُلُ الْقَدِيدَ»، رواه ابن ماجه رقم: (3312)، انظر صحيح الجامع: (7052)، والصحيحة: (1876)، و(الْقَدِيد): اللَّحْم الْمُمَلَّح الْمُجَفَّف فِي الشَّمْس.

 

فمن ادَّعى أنَّ المسيحَ عليه السلام هو الله فقد كفر، قال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ}، (المائدة: 17)، وقال سبحانه: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}، [التوبة: 31].

 

ومن ادَّعى أنَّ المسيحَ ابنَ الله فقد كفر، قال سبحانه: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}، [التوبة: 30].

 

ومن ادَّعى أنَّ اللهَ ثالثَ ثلاثة فقد كفر، قال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ}، [المائدة: 73].

 

لقد اعترف المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام أنَّ الله ربُّه وليس أباه، قال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ}، [المائدة: 72].

 

وحقيقةُ المسيحِ عليه السلام كما قال عنه ربُّه وخالقُه سبحانه وتعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ}، [الزخرف: 59].

 

ومن آيات الله سبحانه لعبده المسيح أنَّ اللهَ رفعه إلى السماء الثانية، فبنو إسرائيل الذين منهم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، والذين اختلفوا فيه: فمنهم من ادعى أنه ابن زنا وهم اليهود، فأغروا الوثنيين على قتله، ومنهم من ادعى أنه إله، أو ابن الله أو ثالث ثلاثة.

 

لذلك أراد الله سبحانه وتعالى بقاءَه حيًّا في مكان أمين، يأمنُ فيه من اعتداءاتِ اليهود والأعداء، فرفعه إلى السماء الثانية، وأسكنه فيها حيًّا إلى أن ينزلَ قبل يوم القيامة، فيؤمنُ به بنو إسرائيل الموجودون آنذاك من يهود ونصارى على اختلاف فرقهم، قال سبحانه: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: 159]، مع أنه سبحانه قال قبل هذه الآية:

{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا}؛ بكفر اليهود وقولهم على مريم بهتانًا عظيمًا، {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 156- 158].

 

والمسيحُ عيسى ابن مريم عليه السلام، حقيقته وعقيدتنا نحن المسلمين فيه - أنه سينزل إلى الأرض مرة أخرى، من السماء الثانية، في آخر الزمان؛ ليؤكِّد أن دينَ أخيه محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم دينُ الحقِّ، فيكسرُ الصليب، ويقتلُ الخنزير، ويضع الجزية، ولا يقبلُ المسيح عليه السلام إلا دينَ محمد صلى الله عليه وسلم، دينَ الإسلام، وسيقتلُ الدجال، ويحكم بشريعة الإسلام سبعَ أو تسعَ سنين، ويتزوَّجُ امرأةً مسلمة من هذه الأمَّة، ويحجُّ بيت الله الحرام، ويطوفُ حول الكعبة، ويرجع إلى المدينة، ويموت هناك، ويدفنُ بين أخيه محمَّدٍ صلى الله عليهما وسلم، وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

 

وهذا كلُّه؛ أي: إحياؤه وإبقاؤه حتى الآن حيًّا في السماء الثانية، ونزولُه آخر الزمان، هذا كله؛ ليردَّ مزاعم المكذبين لرسالة ونبوَّةِ رسولِنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أعماله عليه السلام عندما ينزل آخر الزمان؛ ما ثبت أن أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الـمَالُ حَتَّى لاَ يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: (وَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {وَإِن مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ القِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا}  (النساء: 159]. (خ) (3448)، (م) 242- (155).

 

فقبل موته سيؤمن به أهل الكتاب آنذاك.

 

وسُمِّي بكلمةِ الله؛ لأنه خُلِق بكلمة من الله؛ وهي (كن) فكان، دون أب، مثل آدم عليه السلام، إذ قال الله عنه: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59].

 

وسُمي عيسى عليه السلام بالمسيح؛ لأنه ليس له بيت يؤويه؛ فهو يفترش الأرض، ويلتحفُ السماء، فكان سائحًا في الأرض؛ يدعو إلى توحيد الله عن الأندادِ والأمثال، قال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ}، [المائدة: 72] فأينما آواه المبيت بات.

 

أو سُمِّي عيسى عليه السلام بالمسيح؛ لأنه نزل حين ولادته ممسوحا بالدهن، أو لأنه ممسوحُ القدم، أي: بلا أخمص.

 

إذا كان عيسى عليه السلام أعطاه الله ما لم يعطِه غيره من الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ فهذا من تفضيل الله سبحانه وتعالى بعضَ الأنبياء والرسلِ على بعض، وقد وهب الله بعض الرسُل ما لم يهب عيسى عليه السلام أو غيره من الرسل الآخرين، قال سبحانه: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253].

 

كتُبُ النصارى لا تذكر هذه الآية العظيمة التي طلبها الحواريُّون؛ أصحاب عيسى من عيسى عليه السلام، فدعا الله فاستجاب له، وهي آية نزول مائدة من السماء، عليها طعامٌ من السماء وهم ينظرون، قال سبحانه: {قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّ​​​​​​نْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ}، [المائدة: 114].

 

نبيُّ الله عيسى عليه السلام بشَّرَ بنبينا محمّد صلى الله عليه وسلم، قال سبحانه: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مِّصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ}، [الصف: 6].

 

الإيمانُ بعبودية عيسى عليه السلام، وأنه كلمة الله إلى العذراء مريم البتول، عندنا نحن المسلمين سببٌ في دخول الجنة من أي أبوابها الثمانية؛ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، [وَابْنُ أَمَتِهِ]، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ،... مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ أَيَّهَا شَاءَ»، (خ) (3435)، (م) 46- (28).

 

إنّ أكثرَ من يدَّعي اتِّباعَ المسيحِ اليوم؛ أكثرُ عددًا من اليهود والمسلمين وغيرهم، ويوم القيامة يكون أتباعُ محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة أكثرَ عددًا من غيرهم، فَعَنْ بُرَيْدَةَ الْأَسْلَمِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَهْلُ الْجَنَّةِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ صَفٍّ، ثَمَانُونَ صَفًّا مِنْهَا مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَأَرْبَعُونَ مِنْ سَائِرِ الْأُمَمِ، (ت) (2546)، (جه) (4289)، (حم) (22990)، (حب) (7459)، وصححه الألباني في المشكاة: (5644)، وهداية الرواة: (5569).

 

وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَا أَكْثَرُ الْأَنْبِيَاءِ تَبَعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَنَا أَوَّلُ مَنْ يَقْرَعُ بَابَ الْجَنَّةِ»، (م) 331 - (196).

ألا واعلموا أنَّ عيسى عليه السلام عذَّبه الوثنيون عبَّاد الأصنام بإيعاز من اليهود، وما من نبيِّ إلا ولاقَى الشدَّةَ من قومه، امتحانًا وابتلاءً من الله سبحانه، ولقد سُجِن نبيُّ الله يوسفُ عليه السلام بضْعَ سنين، بعد أن فرَّقه إخوتُه بنو إسرائيل عن أبيه عليه السلام طفلًا صغيرًا.

 

وبهذه المناسبة ذريَّةُ بني إسرائيل (اليهود) الذين قامت لهم دولة في هذا الزمان؛ يسومون أبناءَ شعبنا سوءَ العذاب، ويعرضونهم للذلة والمهانة.

 

فيسجنون فريقًا، ويقتلون فريقًا، ويغتصبون أراضينا، ويهدمون منازلنا، ولو كانت من الصفيح، ويقتلعون أشجارنا، ولو كانت من الزيتون.

 

وها هو الإعلام يضجُّ بالمناداةِ والصراخ لإيقاف المستوطنات، وإيقافِ الاعتداءات، وإيقافِ المعاملة السيئة للأسرى والمسجونين، والمعتقلين دون محاكمات...

 

والعالمُ غارقٌ في صَمْتِه، وغارق في لهوِه وعبِثه، وإلهاءِ المسلمين باقتتالِ الإخوة واختلافاتهم وتفرُّقهم، والفتنِ الداخلية.

 

فلا أذنَ تسمعُ مناداة الأسرى، ولا عينٌ ترى ما يجري من التهويدِ والترحيل.

 

فأفيقي يا أمَّةَ الإسلام يا أمَّةَ التوحيد، أفيقوا أيها العرب، أيها المسلمون! واحذروا مما يحاك ضدكم.

 

توحَّدوا ووحِّدوا ربَّكم، وأخلِصوا له أعمالَكم، وفكُّوا أسراكم بأموالكم، وأطلقوا سراحَ المسجونين بما ترونه مناسبًا من المقايضات والمحادثات، وكلِّ ما في جُعبَتكم من الضغوطات؛ استجابةً لأمر نبيِّكم محمَّد صلى الله عليه وسلم، فعَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فُكُّوا العَانِيَ -يَعْنِي: الأَسِيرَ- وَأَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا الـمَرِيضَ»، (خ) (3046).

_________________________________________________

الكاتب: الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

  • 4
  • 0
  • 4,422

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً