كيف فُرض الدولار على العالم
هاني مراد
وهكذا أصبحت كل العملات، وعلى رأسها الدولار، مجرد أوراق دون غطاء ذهبي حقيقي، وليس لها قيمة سوى التزام الحكومات بها، وأصبح الدولار عملة للاقتصاد العالمي
- التصنيفات: أحداث عالمية وقضايا سياسية -
قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية، واحتلال أمريكا لأوربا، ووراثتها للإمبراطوريتين الإنجليزية والفرنسية، أبرمت أمريكا اتفاقية "بريتون وودز" مع 44 دولة، لتنظيم الاقتصاد العالمي، حيث فرضت كقوة منتصرة ومحررة أوربا، ومالكة نصف الاحتياطي العالمي من الذهب، على هذه الدول التي انهارت اقتصاداتها وبنيتها التحتية وعملاتها، تأسيس صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وتقييم كل 35 دولارا بأوقية ذهب، وربط قيمة مختلف العملات بالدولار، بعد تعهد أمريكا بتحويل ما تملكه هذه الدول من الدولار إلى ذهب، وعدم طباعة الدولار دون غطاء ذهبي!
كما عززت أمريكا من الدولار، بتنفيذ "مشروع مارشال" الذي أشرف عليه الجنرال "جورج مارشال" بعد أن أصبح وزيرا للخارجية الأمريكية، لإعادة بناء أوربا التي دمرتها الحرب، وكانت في أشد الحاجة إلى إعادة إعمارها، وبناء صناعاتها.
ولكن بعد امتداد حرب فيتنام 20 عاما، وحاجة أمريكا للأموال، لجأت لطباعة الدولار دون غطاء ذهبي! فطالب الرئيس الفرنسي شارل ديجول، بتحويل احتياطي بلاده من الدولار إلى الذهب، وبدأت الدول الأخرى في المطالبة بتحويل احتياطياتها من الدولار إلى الذهب. فأعلن الرئيس الأمريكي "ريتشارد نيكسون" ما عرف باسم “Nixon Shock”، أو "صدمة نيكسون"، حيث أعلن إيقاف تحويل الدولار إلى الذهب! وهو ما يعني سرقة أمريكا لاحتياطي كل الدول التي تملك الدولار!
كما فرضت أمريكا على الدول المصدّرة للبترول، عدم تحصيل العائدات إلا بالدولار، مع استثمار هذه العائدات في سندات الخزانة الأمريكية، فيما يعرف باسم "البترودولار"!
كما سعت أمريكا لفرض الدولار كعملة عالمية للتجارة وتداول الأسهم وتحويل الأموال، ودعمه من خلال احتلال الدول والاستيلاء على ثرواتها، وإشعال الحروب لتصدير السلاح.
وهكذا أصبحت كل العملات، وعلى رأسها الدولار، مجرد أوراق دون غطاء ذهبي حقيقي، وليس لها قيمة سوى التزام الحكومات بها، وأصبح الدولار عملة للاقتصاد العالمي، ومقياسا لبقية العملات بدلا من الذهب! وهكذا تسرق أمريكا العالم!