كيف تكون قارئاً بارعاً؟
· اقرأ ما يشبهك فالكتب ألوان وأصناف كالملابس تماما، لذلك اختر من أرفف الكتب والمكتبات ما يشبهك.
- التصنيفات: قضايا الشباب -
بقلم/ ماهر جعوان
القراءة تنشأ جيلا سليم العقيدة، صحيح العبادة، مجاهدا لنفسه، حريصا على وقته، منظما في شؤونه، نافعا لغيره، قوي الجسم، متين الخلق، مثقف الفكر، قادرا على الكسب، ذو بصيرة، مبدع، مهذب النفس، واسع المدارك، مبادر، إيجابي في بيئته.
القراءة تبني الشخصية شمولها وكمالها وجمالها وانضباطها ودقتها، وتقوّم الاعوجاج وترسم الطريق، تنمي العقل وقدرته على الاتصال الفعال مع الآخرين.
يقول: فرنسيس باكون (القراءة تصنع الرجل الكامل والنقاشات تصنع الرجل الجاهز والكتابة تصنع الرجل الدقيق والمنضبط).
القراءة عادة وعبادة وتكريم للإنسان.
يقول العقاد (القراءة ضرورية للحياة الفكرية كالماء الذي نشرب والطعام الذي نأكل والهواء الذي نتنفس إنها غذاء العقل والفكر وهى فريضة إسلامية وليست كماليات).
فكيف تكون قارئا بارعا نهما متقنا متفردا في قراءتك:
· يقول العقاد: نحن لا نشكو من ندرة الكتب الممتازة، وإنما نشكو من ندرة القراء الممتازين، وإن القارئ الجيد ليس هو الذي يقرأ كتبا كثيرة ولكنه إذا قرأ كتابا قرأه بطريقة جيدة.
· لكي تكون القراءة أكثر فائدة وجودة ومتعة دون ولخص وسجل ملاحظاتك وخواطرك ومشاعرك وتعليقاتك والإضافات التي تراها مناسبة لسياق الموضوع واستفد من خبراتك السابقة وتجاربك الشخصية وقراءاتك المتعددة.
· اكتب أجمل ما قرأت، واحفظ أجمل ما كتبت، وأخبر الناس بأجمل ما حفظت، وعلمه وانشره وشاركه غيرك ولو على صفحات التواصل الاجتماعي فزكاة العلم إنفاقه.
· حدد هدفك وأوجد دافعك وجدد نيتك وأعلي طموحك فذاك المحرك الأسمى والأعظم والأكبر والأقوى للاستمرار والنبوغ والبراعة والتغلب على العقبات والمعوقات والتحديات فالحافز النفسي لا نظير له للتمسك بالكتاب والنهم في القراءة.
· أنظر في أهمية القراءة وفوائدها وثمارها على الفرد والمجتمع والوطن والأمة فهي بعد الله حبل النجاة علما وعملا.
· تلاشى أخطاء الآخرين وتجاربهم السلبية والمحبطة حتى لا تصاب بالخيبة والخذلان، فاستعن بالله ولا تعجز وحدد أولوياتك جيدا ونظم وقتك، ولا تهدره سدا، وأملأ فراغك الروحي والعقلي بمحبة الله والإقبال عليه وعلى كتابه جل وعلا، وكن في حالة مزاجية ونفسية تساعد على الفهم والوعي والإدراك، مع تخصيص وقت ومكان وبيئة مشجعة للقراءة.
· خطط لقراءتك وحدد ميولك واهتماماتك واحتياجاتك القرائية والجوانب التي تحتاج البدء منها فليس كل ما يكتب يقرأ، وليس كل ما يقرأ مناسب لكل أحد. وأفضل ما تقرأ ما تسلم به العقيدة وتصح به العبادة، وكذلك القراءة في مجال تخصصك لترتقي وتتقدم وتنمو وتزهر وتبدع في مجال عملك ووظيفتك فمعلومة واحدة قد تقرأها قد توفر عليك جهدا وعمرا كبيرا، وقد توحي لك بفكرة تحدث نقلة نوعية في حياتك.
· الكتاب يظهر ويقرأ من عنوانه بالتأكيد ولكن أيضا يظهر من اسم مؤلفه وفهرس موضوعاته ومقدمته وكلمة الظهر على غلافه, ومن خلال التمعن ستعرف إذا كان هذا الكتاب ملائم لك أم لا، وإذا ما قرأت صفحتين من أي موضع في الكتاب وواجهت صعوبة في الفهم أكثر من خمس مرات في الصفحتين فاعلم أن هذا الكتاب غير مناسب لك في هذه المرحلة على الأقل، فاستكشف الكتاب أولا.
· حسًن وجًود حياتك بالقراءة عن المهارات الحياتية مثل القراءة عن التخطيط وتنظيم الوقت وإدارة الأعمال والتنمية البشرية وكيفية اكتساب الأصدقاء وتربية الأبناء وهكذا، فسيحدث فارقا قويا وكبيرا في حياتك وطريقة تفكيرك وتعاملك، على المدى القريب أو البعيد شئت أم أبيت.
· اقرأ ما يشبهك فالكتب ألوان وأصناف كالملابس تماما، لذلك اختر من أرفف الكتب والمكتبات ما يشبهك.
· أرفق بنفسك وتدرج، التدرج من سنن الله في الكون، ومخالفة هذا القانون في أي مجال من مجالات حياتك سيعود عليك بالوبال والخسران. تدرج حتى تعتاد الأمر وتتقبله وتتمرن عليها وتجد فيها السعادة ولو كانت القراءة دقائق معدودة، وإذا بدأتَ في القراءة لا تتوقَّف.
وهكذا تصبح قارئا بارعا يجوب في آفاق الكتب وفضاء المكتبات ورياحين العلوم والمعرفة.