اللمسة التربوية الحانية
قال سعد في أواخر حياته: فوالله مازلت أجد برد يده ﷺ على صدري حتى اليوم.
- التصنيفات: التربية والأسرة المسلمة -
بقلم/ ماهر جعوان
التربية الفكرية والعلمية لا تكتمل إلا بالقدوة الحسنة من المُعلم المُربي، فالتربية لا تنفك عن التعليم.
واللمسة التربوية الحانية للمُعلم القدوة هي بلسم وشفاء ودواء أصيل لما نزل بالأمة من انحدار وانكسار وسط بيئة صارت تعجُ بمفاهيم ومظاهر غريبة عن أخلاق المجتمع وبعيدة عن آداب الدين.
اللمسة التربوية الحانية هي التغذية الراجعة والمردود القيمي والإنساني الذي يبقى في ضمير الشباب والطلاب ونرى أثره في بناء الوطن ونهضته ولو بعد حين، ومن أجلها كانت وزارة التربية قبل التعليم، ومن جلالها ونورها كان المعلم أمل الأمة.
وبها رُفع قدر المُعلم المُربي إلى مرتبة الرسول في البلاغ والبيان.
فمنهج حبيبنا ﷺ في صناعة الأمم والأجيال حتى ارتفعت من السفوح إلى قمم الجبال منهج تربوي تعليمي دعوي فكري رصين، له معالمهُ وسماتهُ،
كان ﷺ قرآنا يمشي على الأرض يطمئن القلوب (لن تُراعوا، لن تُراعوا)
رحب الصدر، مبادرا، معالجا، موجها، معلما، ومرشدا للشاب التائه الذي جاء يطلب الإذن في معصية وكبيرة. قائلا: أتحبُّه لأمك؟ أفتحبه لابنتك؟ أتحبُّه لأختك؟ أتحبُّه لعمتك؟ أتحبُّه لخالتك؟ «(ووضع يده عليه، وقال: اللهم! اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء)» أحمد (صحيح)
فأوجز ﷺ وأبلغ في وقت يسير، قصير، قليل، بسيط، فلم يتكلف ذكر الأدلة من القرآن، ولم يذكر العقوبة المترتبة على ذلك، ولم يحذر أو يوبخ، بل عالج بكلمات يسيرات بأساليب راقية، طلب قربه! أجلسه بجواره! حدثه بالكلمة الطيبة! هز عاطفته ووجدانه! أقنعه! ألان كلمته! وضع يده عليه! دعا له.
رباعية نبوية تربوية
1- التقبل الجاذب: تقبل المخطئ كما هو وقربه وأدناه وأجلسه بجواره فاطمأن نفسيا وعاطفيا ووجدانيا وأصيح متهيئا للحوار
2- الحوار العقلي الإيجابي: المفعم بالحب والحرص والشفقة والإيمان والأخلاق والإقناع والاقتناع
3- اللمسة التربوية الحانية: لها أثر عميق، وهو ما يتكرر في مواقف كثيرة ومتعددة للنبي ﷺ فكان يضم الحسن إلى صدره قائلا «(اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه) » [ رواه مسلم] . وأصاب سعد بن أبي وقاص مرض شديد، فعاده ﷺ فدعا له ووضع يده على صدره وقال: «(اللهم اشفِ سعدا) » قال سعد في أواخر حياته: فوالله مازلت أجد برد يده ﷺ على صدري حتى اليوم.
4- الدعاء المُلهِم: واللجوء إلى الله وقد كان دعاء موحيا بالتوبة والطهر والتعفف.