علماء الإسلام أمام فتنة العلمانية في العصر الحديث
الصراع الدائر رحاه اليوم في العالم العربي، وفي بعض بقاع العالم الكبير، ليس صراعًا سياسيًّا يمكن اختزاله في مواجهة، طرفاها هما الإسلاميون والعلمانيون، بل هو صراع أشمل من ذلك وأخطر، إنه صراع بين ما يمثله الدين الإسلامي اليوم، وما تمثله العلمانية اليوم
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فإن مقام علماء الشريعة في الإسلام عظيم؛ فهم ورثة الأنبياء، ومصابيح الدجى، وسراج العباد، وقوام الأمة، وينابيع الحكمة، فهم في الأرض كالنجوم في السماء يُهتدَى بها في ظلمات البر والبحر، بهم يُعرف الحلال من الحرام، والصحيح من الفاسد، والحق من الباطل، وبهم يُذاد عن السنة، ويُقضى على الفتنة والبدعة، فهم أمناء الله في تبليغ دينه، وإقامة العدل بين عباده[1].
درج علماء الإسلام على مر العصور على أنهم جسد واحد؛ لأنهم علية الأمة الواحدة، والعلم رحم بينهم، فهم متحابون متآلفون، متعاونون على البر والتقوى، وحدُّهم الإسلام، وفرض نصرة دين ربهم، ومسؤولية إبلاغه للناس، وما أوجب الله عليهم نحو دينهم وأمتهم، يعذر بعضهم بعضًا في الخلافات الاجتهادية؛ لذا فعدوهم يحسب لترابطهم، ووحدة كلمتهم ألف حساب، ثم إن العلماء عندهم من الوعي التام أن عزتهم وتمكنهم من إبلاغ رسالة ربهم، ومصلحة الأمة في الدنيا والآخرة إنما تكمن في وحدتهم وعدم تفرقهم، ونصرة بعضهم لبعض، إذا ضربوا أروع الأمثلة في هذا التلاحم على مر العصور، إلا أنه قد يحصل – أحيانًا - في حقبة من الزمن، أو رقعة من الأوطان شيء من التفكك والتخلي عن النصرة، وتفرق الكلمة، لأسباب ليس هذا موضع ذكرها، فينتج تجاسر على بعضهم من بعض ضعاف الإيمان، فتحصل المحنة والشدة، نتيجة قيام بعضهم بفريضة الوقت وخذلان إخوانهم لهم، فبتفرقهم وعدم نصرة بعضهم لبعض يفترسهم عدوهم واحدًا تلو الآخر؛ وقد قيل: أُكِلت يوم أُكل الثور الأبيض، والله المستعان[2].
إن أمة لا يحكمها شرع الله تعالى أمة ميتة، ولن ينفخ فيها الروح من جديد إلا أن تعود لمصدر الحياة الوحيد، ألا وهو الاستجابة لله العزيز الحميد، ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وهديه التليد: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]، فشرع الله يحيينا، وشرع البشر سم قاتل مميت، شرع البشر مزرعة للظلم وحمى للظالمين، شرع البشر ساحة تتفاقم فيها المعضلات، وتتوالد فيها المآسي، شرع البشر شرع قاصر بقصور البشر، جاهل بجهل البشر، شرع محكوم بالهوى والنفعية والجهل، ولا يستطيع الإنسان أن ينفك عما جُبل عليه من هذه النقائص؛ إذ هي من نسيج مكوناته وصنعته، وملاط بنيته وطلاء واجهته، وهذا ما يجعل شرع الإنسان يحمل كل النقائص الطابعة لفطرته، ولا يُرجى الكمال من ناقص، وفاقد الشيء لا يعطيه[3].
ولا يكاد يسلم من الأذى والمحنة إلا من شاء الله، فما من قائم بأمر الله متجشمًا الصعاب إلا ناله من المحن؛ ولذا قال لقمان لابنه كما ذكر الله ذلك عنه بقوله: {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [لقمان: 17][4].
الصراع الدائر رحاه اليوم في العالم العربي، وفي بعض بقاع العالم الكبير، ليس صراعًا سياسيًّا يمكن اختزاله في مواجهة، طرفاها هما الإسلاميون والعلمانيون، بل هو صراع أشمل من ذلك وأخطر، إنه صراع بين ما يمثله الدين الإسلامي اليوم، وما تمثله العلمانية اليوم[5].
إن هذه العالمانية التي ترسم معالم واقعنا، في عظيم أموره ودقيقها - تقف اليوم كأعظم تحدٍّ للإسلام بمنظومته الفكرية المجردة والعملية الحية، وهي تتجدد دائمًا في شكلها وخطابها الدعائي؛ ليعلم أنصارها أن حال الاصطراع مع الإسلام لا يمكن أن تنتهي إلى مصالحة تامة مع من يحملون فهمًا شاملًا للرسالة النبوية[6].
في ظل أزمة الخطاب الإسلامي وثورة النشاط العالماني، نحتاج أن نعيد قراءة العالمانية ليتعرف حقيقتها كتصور مبدئي، ولنكون على علم بلازم هذا التصور ميريًّا، وحقيقة هذه الفكرة في ميزان الوحي، وهي خطوات نشق بها طريقا إلى الوعي بحقيقة إيماننا بالله ربًّا، وبمحمد نبيًّا في زمن تظل فيه لأول مرة منذ البعثة النبوية شريعة الإسلام عن الحكم في أمة التوحيد[7].
التصور السائد بين بعض مؤرخي العلمانية أن الأفكار العلمانية ظهرت في أوروبا المسيحية؛ بسبب طبيعة المسيحية مصطلح العلمانية العربي، فالتصور السائد بين بعض مؤرخي العلمانية أن الأفكار العلمانية ظهرت في أوربا المسيحية؛ بسبب طبيعة المسيحية باعتبارها عقيدة، تفصل الدين عن الدولة: (أدوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله) [متى: ۲۱، ۲۲]، وبسبب فساد الكنيسة وسطوتها، فالعلمانية من ثم ظاهرة مسيحية وحسب، مرتبطة ارتباطًا كاملًا بالغرب الذي لا يزال بعضهم يصفه بأنه مسيحي، لا علاقة للإسلام والمسلمين بها، وأن ما حدث هو أن بعض المفكرين العرب، وخصوصًا مسيحيي الشام، "قام بنقل الأفكار العلمانية الغربية وأنهم تسببوا بذلك في نشر العلمانية في بلادنا، بل يذهب بعضهم إلى أن عملية نقل وتطبيق الأفكار العلمانية تتم من خلال مخطط محکم"، أو ربما مؤامرة عالمية يقال لها أحيانًا: صليبية، أو یهودية، أو غربية[8].
وتقدم دائرة المعارف البريطانية تعريف العلمانية بأنها: حركة اجتماعية تتجه نحو الاهتمام بالشؤون الدنيوية بدلًا من الاهتمام بالشؤون الأخروية، وهي تعتبر جزءًا من النزعة الإنسانية التي سادت منذ عصر النهضة، الداعية لإعلاء شأن الإنسان والأمور المرتبطة به، بدلًا من إفراط الاهتمام بالعزوف عن شؤون الحياة والتأمل في الله واليوم الآخر، وقد كانت الإنجازات الثقافية البشرية المختلفة في عصر النهضة أحد أبرز منطلقاتها، فبدلًا من تحقيق غايات الإنسان من سعادة ورفاه في الحياة الآخرة، سعت العلمانية في أحد جوانبها إلى تحقيق ذلك في الحياة الحالية[9].
فمعنى العلمانية اليوم في بلدان العرب والمسلمين هي عدم الاحتكام لأحكام الشريعة الإسلامية الغراء، وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي شهد بصلاحيتها أعداء الإسلام أنفسهم، وكل يوم والإسلام ومنهجه وآدابه يثبت للعالم أجمع بأنه الدستور الأمثل للحياة الإنسانية بلا منازع؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران: 85][10].
رأى أوليفيه روا "أن هناك مقتضى منهجيًّا يجعل من اللازم النظر إلى السياق الإسلامي بأدوات مختلفة؛ إذ إن المسالة في العالم المسلم لم تكن يومًا مسألة موقع الكنيسة، بل موقع الشريعة"[11].
ما نسميه "العولمة" ليس في حقيقته سوی "الغربنة"؛ إذ لم نشهد في هذا العالم عولمة أي قيم غير غربية، ولا معارف غير غربية، ولا ممارسات غير غربية، فأين العولمة إذًا؟ لأجل ذلك كان الأدق أن يسمى ما نشهده "الغربنة"؛ أي: جعل الإنسان الغربي نموذجًا لبقية العالم في كل مجالاته، ولأن الإنسان الغربي أصبح معولمًا، فإن الأسئلة المعروضة على الوعي العالمي اليوم هي أسئلة الإنسان الغربي في الحقيقة، والإجابات المقدمة هي إجابات الإنسان الغربي، بل حتى على مستوى المشاعر أصبح العالم مطالبًا بأن يفصِّل مشاعره على مقاس مشاعر الإنسان الغربي، فإذا أثار شيء حزنَ الإنسان الغربي وجب أن يثير حزنه لبقية العالم، وإلا كانت هذه البقية غير إنسانية، وإذا كان ثمة ما يفرح الإنسان الغربي فالواجب أن يفرحنا هذا الشيء ونحتفل به، وإلا فنحن متخلفون، كما نرى ذلك في الأعياد الغربية التي أصبح العالم فجأة يحتفل بها، وإن لم يدرك ما سبب كونها عيدًا، كل ذلك انعکاس مباشر لعولمة الإنسان الغربي قيمًا ومشاعر وممارسات[12].
فالإسلام دين يراعي المصالح والمبادئ والأخلاق، ويتحرك في الشأن السياسي تحركًا عقلانيًّا بحسب توازنات القوى بدقة ظاهرة، وهذا بحد ذاته يوجب علينا مكافحة هذا الوهم الجاثم في عقول العلمانيين، من أنه لا أحد يفكر بعقلانية وإنسانية إلا العلماني، إذًا لا يمكن للعلماني أن يدعي احتكار العقلانية ولا حتى أن يدعي تلازمها معها، ليس فقط لأن الهيكل الفكري للعلمانية غير متقن للبناء، بل لأن السلطة اللادينية تفكيكية؛ تفكك العلاقة بين ما هو ديني، وما هو سياسي، لكنها تسكت عما وراء ذلك، فيتبعون أيديولوجيات مختلفة[13].
يطالب العلمانيين بحرية التهجم على الدين، وفصل الدين عن الدولة، ورفض تطبيق الشريعة، وحماية الروايات الجنسية بحجة الإبداع الأدبي، وتقليد الغرب في بعض عقائده وعاداته واحتفالاته... أدت إلى فتن عقائدية واجتماعية وإلى إشغال الشعوب بقضايا محسومة، ومن المعروف أن الاختلاف العقائدي هو أكثر الأنواع تدميرًا للوحدة الشعبية، وأكثرها زرعًا للكراهية والتنافر، وتم استغلال هذه الاختلافات مِنْ بعض مَنْ فسدت ضمائرهم وأخلاقهم، فزادوا في انحرافاتهم واعتداءاتهم على مصالح الوطن والأمة[14].
العلمانيون العرب الحقيقيون قلة قليلة وضعيفة جدًّا، ولكنهم نجحوا في الهدم وإثارة الشبهات، والتشويش على أبصار وعقول فئات أخرى نتيجة جهل الشعوب، وضعف وعيهم واتصالاتهم، فإذا كنا كمسلمين عرفنا بفضل الله سبحانه وتعالى الحق من الباطل، والهداية من الضلال في القضايا العقائدية والتشريعية، فإن العلمانيين يريدون أن نقف ونفكر ونتساءل: أين الحق؟ وأين الباطل؟ وما هي الحرية؟ وما هو العدل؟ وهذا بحد ذاته فتنة ناهيك عن إضاعة الجهد والوقت[15].
فقد جمعت العلمانية بين وصفين؛ وهما: الاجتماع على غير الإسلام، والانتساب إلى غير الشرع، أو بمعنى آخر جمعت العلمانية بين:
اتخاذ غير الله وليًّا: بالتجمع والموالاة على غير الإسلام.
ابتغاء غير الله حكمًا: بقبول شرع غير شرع الله، والانتساب إليه، وهذا القدر من الوضوح - من وضع العلمانية على ميزان الشرع - كافٍ لرفض العلمانية كشريعة غير شريعة الله، ورابطة ولاء غير رابطة وهوية الإسلام[16].
ما الأهداف والخطط الدعوية للقضاء على فتنة العلمانية واسترداد الواقع الشرعي؟
دور العلماء الربانيين العاملين الذين يحملون همَّ الدين، هم أمل هذه الأمة فدورهم هو سد الثغور، والتوغل في ساحة الجهاد بالعلم والعمل، وتوعية الناس والأخذ بأيديهم.
أولًا: تعزيز مركزية الله في قلوب الناس، وتعظيم شرعه في قلوب المسلمين، والتذكير بأن الله عز وجل اصطفى للناس جميعًا دينًا كاملًا تامًّا، وأتم به نعمته على عباده، وجعله الدين الخاتم، وجعل رسالته الرسالة الخاتمة[17].
ثانيًا: التذكير والتكرار أن الله اصطفى لهم القرآن كتابًا هو آية أنه كتاب الله لا كتاب من بشر، بما فيه من وجوه إعجاز تجعل أولي الألباب يؤمنون بأنه تنزيل العزيز الحميد، وجعله هو الكتاب الرباني الخاتم[18].
ثالثًا: التذكير أن الله اصطفى من الناس لتلقي الوحي بهذا الدين الخاتم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم من عرب قريش، الذين هم من سلالة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، واصطفى الله عز وجل لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم جمهورًا من الصادقين المجاهدين، الذين آمنوا واتبعوه بعضهم من قومه، وبعضهم من غير قومه، فكانوا أصحابه وأنصاره فحملوا رسالته عاملين بها، داعين إليها، وناشرين لها، ومجاهدين في سبيل الله حق جهاده، وحافظين لكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم[19].
رابعًا: إنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فلا بد من الاستنان برسول الله في: إحياء الهوية الإسلامية؛ بتجريدها وقيامها على التوحيد الخالص، ومنع الافتراق الديني والدنيوي، وذلك بإحياء الهوية الإسلامية في قلوب أبناء هذه الأمة، بتقوية الشعور الديني، والانتماء للإسلام، واستخراج هذه الهوية من اللاشعور[20].
خامسًا: المحافظة على قوة الشعور الديني مع قوة التأصيل الشرعي، وقوة البصيرة الدينية، لرفض العلمانية اللادينية، والقومية، والتبعية لمعسكرات الشرك الدولية، وأي التباسات أخرى تطرأ على مفهوم الإسلام[21].
سادسًا: القضاء على ظاهرة الشرك في الحكـم والـولاء والنسـك، وإخراج من أراد الله له النجاة من ظلمات الشرك إلى نور التوحيد، لتتحقق له النجاة الأخروية من الخلود في النار؛ ((سُئل رسول الله: ما الموجبتان؟ فقال: «من مات لا يشرك بالله شيئًا دخل الجنة، ومن مات يشرك بالله شيئًا دخل النار»[22].
سابعًا: تطهير الأمة من عبادة القبور ومظاهر الشرك والبدع.
ثامنًا: الهوية الإسلامية التي تميز المسلم هي الانتماء إلى الله ورسوله، وإلى دين الإسلام، وعقيدة التوحيد، فبها يعتز المسلم، وفيها يوالي، وفيها يعادي ويحب ويكره، وهي منهج المسلم الذي يتابع فيه سنن من تقدمه من النبيين والصديقين، والشهداء والصالحين، ويسأل الله الهداية والثبات عليه في دعائه في الصلاة؛ حيث يقول: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6، 7]، وأهمية هذه الهوية في حياة المسلم مثل أهمية الدين في حياته، وتنكر المسلم لها خطير على معتقده ودينه[23].
وهنا لا بد من التنبه إلى أن الشريعة تراعي في كل أحكامها واقع المكلفين الخاص والعام، ولذلك جاءت قواعدها الكلية والجزئية تتلاءم مع هذا المبدأ، فمن هذه القواعد أن الاستطاعة هي مناط التكليف، وأن الضرر يزال، وأن المشقة تجلب التيسير، وأن العادة محكمة، وأن الأمور بمقاصدها، ومن يدرك كنه هذه القواعد وأمثالها من قواعد الشريعة يعلم يقينًا مدى ملاءمة الشريعة لمعايش الناس، مهما اختلف واقعهم، وتنوعت مقاصدهم، وتعددت مشاربهم[24].
ختامًا:
قال الله تعالى: {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} [فاطر: 43]، وقال الله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ} [آل عمران: 12]؛ قال ابن كثير في تفسير الآية: "ستغلبون في الدنيا وتحشرون إلى جهنم يوم القيامة"، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق بعدة بشائر؛ فقال: «لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس»؛ (رواه مسلم)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر، إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل، عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًّا يذل به الكفر»؛ [رواه أحمد وابن حبان والحاكم من حديث عدي بن حاتم، وصححه الشيخ الألباني)[25].
والله أسأل أن يهدي الضالين، ويرد الأمة إليه ردًّا جميلًا، وينصر المجاهدين في شرق الأرض وغربها، آمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا.
والله أعلم.
[1] الممتحنون من علماء الإسلام، سليمان العيثم، ص: ٢.
[2] الممتحنون من علماء الإسلام، سليمان العيثم، ص: 20.
[3] العلمانية وخطرها على الأمة، مداد، بتصرف.
[4] الممتحنون من علماء الإسلام، سليمان العيثم، ص: ١٣.
[5] عربي بوست بتصرف.
[6] العالمانية طاعون العصر، د. سامي عامري، ص: ٢٦، بتصرف.
[7] العالمانية طاعون العصر، د. سامي عامري، ص: ٢٦، بتصرف.
[8] د. عبدالوهاب المسيري، ص: ١٩.
[9] ويكيبيديا، علمانية فصل الدين عن الدولة.
[10] من العلمانية إلى الخالقية، ص: ١٩٧.
[11] نفس المصدر.
[12] من العلمانية إلى الخالقية، ص: 178.
[13] نفس المصدر.
[14] نفس المصدر.
[15] نفس المصدر.
[16] التبيان كيف انحرفت الأمة؟ وكيف تعود؟
[17] فقه الدعوة إلى الله، ص: ٢٤، بتصرف.
[18] نفس المصدر.
[19] نفس المصدر.
[20] من مقال: تبيان كيف انحرفت الأمة؟ وكيف تعود؟
[21] نفس المصدر بتصرف.
[22] نفس المصدر بتصرف.
[23] الفتوى: 102940 هوية المسلم.
[24] الفتوى: 152085.
[25] الفتوى: 32949، البشاير الحتمية لنصر الدين.
_______________________________________________________
الكاتب: روضة محمد شويب
- التصنيف: