عبادات في الشتاء
عامر بن عبد قيس سأل ربه تعالى أن يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء وله بخار .
من آيات الله في الشتاء: الصواعق، قال تعالى:
{ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال}
صح عن أنس قال: «أرسل رسول الله رجلا من أصحابه إلى رأس من رءوس المشركين يدعوه إلى الله فقال المشرك: هذا الذي تدعوني إليه من ذهب أوفضة أو نحاس؟ فرجع إلى رسول الله فأخبره فقال ارجع إليه فرجع إليه فقال له مثل ذلك وأرسل الله عليه صاعقة من السماء فأهلكته، ورسول رسول الله في الطريق لايدري فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أهلك صاحبك بعدك . ونزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء)»
أما الرعد والبرق: فعن ابن عباس قال : «أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو ؟ قال: ملك موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله. قالوا فما هذا الصوت الذي نسمع قال زجره بالسحاب إذا زجره. قالوا : صدقت»
أما المطر والبرَد فقال تعالى { (ألم ترأن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركامافترى الودق يخرج من خلاله وينزل من السماء من جبال فيهامن برد)} إن القلوب الحية تتعظ بمثل هذا؛ كما قال بعض الصالحين: ما رأيت الثلج يتساقط إلا تذكرت تطاير الصحف في يوم الحشر والنشر .
إن من المواسم الفاضلة التي ينبغي على المرء اغتنام الأجر والثواب فيها، والعلم بالأحكام المتعلقة بها: موسم الشتاء. ومن حكمة الله أن نوَّع على عباده الحر والبرد والصيف والشتاء كما نوع عليهم الليل والنهار وجعل ذلك من آياته ليتفكروا فيها ويشكروا الله على نعمه.
كان السلف يشمرون للشتاء فما أشهى ليله لأنفسهم.
صح عن الحسن قال: بلغنا أن الملائكة تفرح للمؤمن بالشتاء: أن ليله طويل يقومه وأن نهاره قصير يصومه ومع ذلك فربما لم يجد أحدهم ما يلبسه ليقيه البرد.
صح عن قتادة قال: ذُكر لنا أن الرجل كان يتخذ الحفيرة في الشتاء ماله دِثار (غطاء) غيرها قالت امرأة أبي حازم لأبي حازم هذا الشتاء قد هجم علينا ولا بد لنا مما يصلحنا فيه فذكرت الثياب والطعام والحطب فقال لها: من هذا كله بد، ولكن خذي ما لا بد منه: الموت ثم البعث ثم الوقوف بين يدي الله عز وجل ثم الجنة والنار .
من عطايا الله في الشتاء: صح عن قتادة قال: عامر بن عبد قيس سأل ربه تعالى أن يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء وله بخار .
ومن بر الوالدين في الشتاء: صح أن الهذيل بن حفصة كان يجمع الحطب في الصيف فيكسره ويأخذ القصب فيفلقه فإذا وجدت حفصة أمه بردا في الشتاء جاء بالكانون فوضعه خلفها وهي في مصلاها ثم يقعد فيوقد بذلك الحطب وقودا لايؤذيها دخانه ويدفئها وعنده من يكفيه ذلك لوأراد وكانت أمه ربما تريد أن تصرفه لأهله فتعرف مايريد من برها فتدعه.
صح أن صفوان بن سليم كان يصلي في الشتاء في السطح وفي الصيف في بطن البيت يتيقظ بالحر والبرد حتى يصبح ثم يقول هذا الجهد من صفوان وأنت يارب أعلم.
وقال أبو الأحوص: كان منصور بن المعتمر إذا جاء الليل اتزر وارتدى إن كان صيفا وإن كان شتاء التحف فوق ثيابه ثم قام إلى محرابه كأنه خشبة منصوبة.
عمر بن الخطاب في الشتاء والصيف:
صح عن عمر قال: ألا أخبركم بما أستحل من مال الله ؟ حلتين: حلة الشتاء والقيظ وما أحج عليه وأعتمر من الظهر وقوت أهلي كرجل من قريش ليس بأغناهم ولا بأفقرهم, ثم أنا رجل من المسلمين يصيبني ما يصيبهم. [رواه أبو عبيد في كتاب الأموال]
قال الغزالي: وأكثر الناس لم يدخل الإيمان باليوم الآخر صميم قلوبهم ولم يتمكن منهم, ويدل على ذلك شدة تشمرهم واستعدادهم لحر الصيف وبرد الشتاء ثم تهاونهم بحرّجهنم وزمهريرها مع ما تكتنفه من المصاعب والأهوال.
بل إذا سئلوا عن اليوم الآخر نطقت به ألسنتهم ثم غفلت عنه قلوبهم وأوصى بعض السلف ابنه فقال: عليك بخصال الإيمان: الصوم في الحر أيام الصيف وقتل الأعداء بالسيف والصبر على المصيبة وإسباغ الوضوء في اليوم الشاتي
مستفاد من الشيخ :. محمد صالح المنجد.
- التصنيف: