معارض الكتب : المعضلة القديمة الحديثة
قديما كانت أوقاف أهل الخير من المسلمين تخفف شيئا من متاعب طلبة العلم ، فتكفلهم وتعطيهم فرصة للتفرغ ، أما الآن فقد اندثر ذلك إلا قليلا .
معارض الكتب ، وأخبار الإصدارات الجديدة كل عام تثير تلك المعضلة القديمة الحديثة ، وصعبة الحل وهي : الجمع بين طلب العلم وتحصيل المال ، وكيف يوفق طالب العلم بين نهمه الذي لا ينتهي ، وولعه الدائم بالكتب وشهوة اقتنائها ، وبين غلاء الأسعار وقلة ذات اليد ، ومطالب الحياة الضرورية لا سيما إن كان ذا زوج وأولاد .
قديما كانت أوقاف أهل الخير من المسلمين تخفف شيئا من متاعب طلبة العلم ، فتكفلهم وتعطيهم فرصة للتفرغ ، أما الآن فقد اندثر ذلك إلا قليلا .
والمشكلة أن العمل الخاص يستهلك الوقت ولا يتيح فرصة كبيرة للتفرغ العلمي .
وفرص العمل في مجال التخصص الشرعي واللغوي داخل مصر وخارجها تضيق وتقل .
وكثير من الوظائف الرسمية تفقد أصحابها الاستقلالية ، وتضع في أعناقهم قيودا ظاهرة أو خفية ، وتجعلهم غير قادرين على القيام بما أوجب الله عليهم من حق العلم .
وتسألني عن الحل : فلا أجد سوى التسديد والمقاربة وبذل الوسع ما استطاع المرء لذلك سبيلا ، وكثرة سؤال الله الهدى والتقى والعفاف والغني ، وأنا على ثقة أن طالب العلم الصادق لن يضيعه الله أبدا ، ووقائع التاريخ قديما وحديثا خير شاهد .
وأخيرا : بارك الله في تلك الثلة الطيبة من كل طالب علم صابر مصابر ، واقف على ثغر من الثغور العلمية ، يسدد ويقارب ، ويكد ويجتهد ، ويقوم بفروض الكفايات ، لا يسعى لجاه أو شهرة ، ولا يتعجل الظهور ، وإنما ينفع أمته ما استطاع لذلك سبيلا ، ويحتسب الأجر والثواب ممن لا تخفى عليه خافية .
- التصنيف: