المحاضرات التي تلقى عبر مواقع التواصل
وعلى المنصف أن يضع ذلك في اعتباره وهو يقوم طريقة أو أسلوبا ما لنشر العلم ، وأن ينصح بحكمة ، ولا يثبط الهمم
قناعتي : أن كل جهد لتعليم الناس العلم الشرعي الصحيح ، وتيسيره لمن يطلبه في هذه الأزمنة الصعبة التي نعايشها حاليا أمر طيب يحمد ويشكر ، ويشجع من يقوم عليه ، ويسأل الله لهم التوفيق والإخلاص .
وبالطبع فإن ذلك لا يمنع من بذل النصح ، وتقديم الاقتراحات لمزيد من التحسين ، وتبيين أوجه القصور والنقص إن وجدت ، والإنكار على الخطأ الواضح ، أو أي انحراف عن المعتقد الحق ، أو إخلال بجلال العلم ومهابته .
وليست أوقات الشدة مثل أوقات الرخاء ، وليست حال الاختيار مثل حال الاضطرار ، وقد لا تتيسر الصورة المثلى لتلقي العلم - منهجا وطريقة ومعلما - بسبب ظروف معينة ، فيعدل عنها إلى ما يقاربها ، وعلى المنصف أن يضع ذلك في اعتباره وهو يقوم طريقة أو أسلوبا ما لنشر العلم ، وأن ينصح بحكمة ، ولا يثبط الهمم أو ينفر الناس من خير ما مشوب بنقص دون أن يكون هناك خيار آخر خال من كل انتقاد .
ومن الجهود الطيبة المباركة إن شاء الله في هذا الباب : تلك الدورات والمجموعات والمنصات والدروس التي تلقى عبر مواقع التواصل الحديثة ، وقد صارت في الآونة الأخيرة من الكثرة والتوسع والتنوع والفائدة بما يفرح كل مسلم محب للخير .
ولعلها - إن شاء الله - إن استمرت ، وتطورت ، ورشدت ، سوف يكون لها آثار طيبة ، فجزى الله خيرا تلك الثلة من المتطوعين ، والباذلين أوقاتهم وعلمهم وجهدهم في بث العلم ونشره ، والأخذ بيد الشباب إلى ما فيه الخير والنفع .
أ د / أحمد قوشتي عبد الرحيم
الأستاذ بكلية دار العلوم -جامعة القاهرة
- التصنيف: