فسأكتبها للذين يتقون
أحمد كمال قاسم
وهي رحمة وسعت كل شيء عامةً إلا أنها تُكتَبُ خاصةً للذين يتقون وليس بالتساوي بين الناس متقيهم وفاجرهم.
- التصنيفات: قضايا إسلامية معاصرة -
من يلتزم بأساسيات الدين اليوم يتم تصنيفه تلقائيا من قِبَل عموم الإعلام وعامة المجتمع أنه "متشدد" أو "متطرف" وقد يكون "إرهابيا" "ظلاميا" .... .
من يرى أن الإيمان هو في القلب فقط وليس من الطبيعي ولا الواجب ولا الصحيح إسقاطه على الفكر والقول والعمل وكل شؤون الحياة، فإنه يتم تصنيفه تلقائيا أنه متفتح الذهن، مثقف، مستنير، ييسر الدين .... .
من يرى أنه لا يوجد على وجه الأرض كافر بالله! وأن رحمة الله تسع كل الناس متقيهم وفاجرهم بل وملحدهم فهذا يتم تصنيفه تلقائيا أنه في أعلى درجات العلم و الثقافة وتفتق الذهن واستنارته وصفاء الروح، ورحمة القلب و، و ، و ،و ... . .
لكن رحمة الله ليست بأهواء الناس، فهي قريبة من المحسنين، كما قال تعالى ﴿ {وَلا تُفسِدوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها وَادعوهُ خَوفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحمَتَ اللَّهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ} ﴾ [الأعراف: ٥٦] وهي رحمة وسعت كل شيء عامةً إلا أنها تُكتَبُ خاصةً للذين يتقون وليس بالتساوي بين الناس متقيهم وفاجرهم.
قال تعالى ﴿ {وَاكتُب لَنا في هذِهِ الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنّا هُدنا إِلَيكَ قالَ عَذابي أُصيبُ بِهِ مَن أَشاءُ وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَالَّذينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنونَ} ﴾ [الأعراف: ١٥٦] وهي تُتَرجَم إلى مغفرة ووقاية من عذاب الجحيم للتائبين المتبعين سبيل الله خاصةً، وليس لكل من اتخذ إلهه هواه واتبع ما يرضي كِبرَه وشهواته من سُبُلٍ بعيدةٍ بل مفارقةٍ لسبيل الله وصراطه المستقيم قال تعالى ﴿ {الَّذينَ يَحمِلونَ العَرشَ وَمَن حَولَهُ يُسَبِّحونَ بِحَمدِ رَبِّهِم وَيُؤمِنونَ بِهِ وَيَستَغفِرونَ لِلَّذينَ آمَنوا رَبَّنا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَعِلمًا فَاغفِر لِلَّذينَ تابوا وَاتَّبَعوا سَبيلَكَ وَقِهِم عَذابَ الجَحيمِ} ﴾ [غافر: ٧]
اللهم اهدنا إلى صراطك المستقيم وارحمنا فأنت خير الراحمين