القراءة منهجيا وعلاجيا
القراءة أكبر نعمة أنعم الله بها على عباده؛ إذ تمثل أول كلمة نزلت على حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي جملةٌ وجيزةٌ في لفظها، فسيحةٌ في مفهومها، قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].
القراءة أكبر نعمة أنعم الله بها على عباده؛ إذ تمثل أول كلمة نزلت على حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي جملةٌ وجيزةٌ في لفظها، فسيحةٌ في مفهومها، قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].
بالإضافة إلى أن القراءة قناة مهمة للتواصل بين الأفراد والمجتمعات؛ فهي من العمليات الميتودولوجيا (المنهجية والمهارية)، التي تمكِّن الفرد من الحصول على المعرفة، كما تُسهِم في بناء شخصيته، وتدعيمِ الثقة فيه، وتنميته.
كما أن القراءة أداة ووسيلة علاجية فعَّالة، يستخدمها الطبيب والاختصاصي النفسي والاجتماعي فيما يعرف بالبيبليوتيرابيا (العلاج بالقراءة).
وهذه المداخلة سنقوم بتشريحها إلى ثلاثة محاور رئيسة:
• المحور الأول: تعريف القراءة وأنواعها:
1- تعريف القراءة:
القراءة عملية نفسية عقلية تتضمن القدرةَ على تحويل الرموز المكتوبة إلى رموز منطوقة، وتُعَد القراءة واحدة من العمليات النفسية الأساسية التي تتطلب عددًا من العمليات العقلية اللازمة لظهورها لدى الأطفال العاديين، كما تُعَد القراءة إحدى المهارات الأساسية المكوِّنة للبُعد المعرفي بالنسبة للفرد، وهدفًا رئيسًا من أهداف المدرسة الابتدائية، وطريقة رئيسة من طرق الوصول إلى المعرفة[1].
من خلال هذا التعريف، نخلص إلى أن:
• القراءة عملية مهارية نفسية تتطلب عددًا من العمليات العقلية.
• القراءة مهارة أساسية مكوِّنة للبُعد المعرفيِّ، وطريقة مُثْلى للوصول إليها، ويمكن أيضًا تنمية الجانب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي.
ولعل هذا ما يؤكده أحد الباحثين بقوله: "القراءة ممارَسة ثقافية واجتماعية، وهي ظاهرةٌ صحية في تاريخ الشعوب والأمم، إنها عادةٌ فردية لا تقبَل الوراثة، فليس حتمًا أن تنجب العائلةُ القارئة بكثرة أطفالاً قارئين بكثرة، والعكس صحيح؛ ذلك أن الدراساتِ والواقع يضعان الباحث أمام مفارقةٍ، هي أن العديدَ من الفقراء ينجبون أولادًا لديهم لذَّة القراءة، ويظلون مشدودين للكتاب والمجلة والجريدة والوسائل السمعية - البصرية، متجاوزين عدم توفر الإمكانيات المادية، وتكون النتيجة هي أنهم يحققون أهدافَهم، ويتسلَّقون السلالمَ الاجتماعية"[2].
2- أنواع القراءة:
القراءة من بين النشاطات الأساسية للطبيعة البشرية؛ لهذا كانت قراءة النصوص ممارسة ثقافية؛ (أي بالمعنى العام لمجموعة المعارف الفكرية، والسلوكات والقِيَم التي يحملها الإنسان)، كونها معالم من معالم قراءتنا لنثر هذا العالم[3]، ونميز عادة بين عدة أنواع من القراءة:
• القراءة المتأنية: وتعني التوقُّف عند الكلمات والأسطر، ومحاولة استجلاء البنيتين: السطحية والعميقة، وكذلك وضع النصوص والوحدات في سياقها اللغويِّ.
• القراءة الخاطفة: محاولة فَهْمِ النص عن طريق قراءة المقدِّمة والخاتمة والفهرسة، وتصفح الباقي بسرعة.
• القراءة السريعة: تعتمد على إدراك النص وفَهمِ معناه بالنظرة الواحدة الكاملة.
• قراءة ما بين السطور: التصفح السريع للمكتوب؛ إذ تتم ملامسة سطح النص ملامسة رقيقة.
• التحليق فوق النص: التصفُّح السريع جدًّا للنص بغية الوصول إلى هدف معين، وعمومًا فإن القراءةَ غير المنظمة قراءةٌ غير مفيدة[4].
كما قسم بعض المختصين[5] القراءة إلى ثلاثة أنواع، وهي كالتالي:
• القراءة الترويحية (Recreational Reading).
• القراءة الأكاديمية (Study- type Reading).
• القراءة العامة (Survey Reading).
المحور الثاني: القراءة المنهجية:
إن القراءة المنهجية تجمع على المستوى المصطلحي بين مفهومين متضاربين ظاهرين، مفهوم القراءة الذي يقترن ضمنًا بفعل مُتْعَوِيٍّ حر، قد ينتهي بالباحث إلى اكتشاف لذة النص، وبين مفهوم المنهجية الذي هو على العكس من ذلك، فعل يحيل مباشرة على إجراء مضبوط في صورة خطوات لها صرامتُها ودقتها العلمية[6]، بمعنى أن القراءة المنهجية "منطلَق عقلي صارم ومنظَّم، قصد تحليل النصوص وعرضها"[7].
ولهذا ركزت عليها بعض المناهج التربوية، كما هو الشأن بالنسبة لفَرنسا التي حاولت الجريدة الرسمية للتربية (الصادرة عن وزارة التربية الفرنسية) المؤرَّخة بتاريخ 5 - 2 - 1987 مقاربة مفهومَ القراءة المنهجية كالآتي: "إن القراءة المنهجية قراءةٌ مدروسة معدَّة بإحكام، تمكن التلاميذ من إثبات أو تصحيح ردود أفعالهم الأولى كقراء، ويستدعي اختلاف أنواع النصوص... منهجيات قرائية متعددة تتبلور من خلال سير العمل، وتسمح متطلبات القراءة المنهجية بمنح قدرٍ أكبر من الصرامة لِما كان يسمى عادة: شرح النص أو تفسيره..."، في هذا المحور سنركز على مراحل تعلم القراءة ومهارتها وطرق قراءة الكتاب.
1- مراحل تعلم القراءة: في هذا المضمار تشير "ليرنر lerner 2000" إلى مراحل لنمو مهارات القراءة لدى التلميذ العادي؛ حيث يمر بستِّ مراحل تطورية بنائية في عمليات القراءة[8]:
• المرحلة الأولى: وهي مرحلة ما قبل القراءة، وتظهر في عمر ما قبل ست سنوات، وفيها يُبدي الطفل اهتمامًا بالقراءة؛ حيث يبدأ بقراءة الصُّوَر والإشارات.
• المرحلة الثانية: وهي مرحلةُ التشفير والتحويل؛ أي: تحويل الرموز المكتوبة إلى رموز منطوقة، وتظهر في عمر السادسة أو السابعة من العمر، وفيها يستطيع الطفل قراءة الحروف الهجائية، أو مقاطع من الكلماتِ.
• المرحلة الثالثة: وهي مرحلةُ الطَّلاقة في القراءة، وتظهر في عمر السابعة والثامنة، وفيها يستطيع الطفل القراءةَ بطلاقة، ويفهم الكثير من المواد المكتوبة.
• المرحلة الرابعة: وهي مرحلةُ توظيف القراءة في عملية التعلُّم في الفترة العمرية ما بين سن الصف الرابع والصف الخامس الأساسي، وفيها يستطيع الطفلُ توظيفَ مهارة القراءة في التعلُّم.
• المرحلة الخامسة: وهي مرحلةُ توظيف القراءة في عددٍ من المجالات، وتظهر في المرحلة العمرية ما بين الصف التاسع وحتى نهاية المرحلة الثانوية، وفيها يستطيعُ الفرد توظيفَ القراءة في الحصول على المعلومات، ومناقشة الأفكار، وزيادة المفردات، كما تزدادُ قدرته على القراءة الاستيعابية والقراءة الناقدة.
• المرحلة السادسة: وهي مرحلةُ توظيف القراءة في عدد من مجالات الحياة، وتظهر في المرحلة الجامعية من عُمُرِ الفرد؛ حيث يستطيع فيها الفردُ توظيفَ القراءة لسد حاجاته الشخصية والمِهْنية، وفهم وجهات نظَر الآخرين.
2- مهارة القراءة:
وهي في الأصل مهارات القراءة؛ وذلك بتوظيفها حسب المادة المقروءة[9]؛ فهناك:
• مهارة القراءة الاستطلاعية: إنها نظرةٌ سريعة على بعض الأمور التي تُلقي الضوءَ على محتوى المادة التي تحاول قراءتها، وتجيب عن: هل؟ من؟ كم؟
• مهارة القراءة العابرة أو التصفح: وهي قراءةُ تصفُّح خفيفة سريعة، تبحث عن بعض نقاط أو عن أفكار عامة تكُون عادةً مذكورة بوضوح في المادة المقروءة.
• مهارة قراءة التفحص: وهي قراءة متأنِّية دقيقة، كما أنها قراءة تأمُّل وتفكُّر، وتتطلب الأسئلة التي يجاب عنها في قراءة الدرس معلومات أكثرَ حرفية مما هي عليه من أنواع القراءة السريعة أو العابرة أو التصفح.
• مهارة القراءة السريعة مع الفهم السريع، وهي لهذا تعتمد على المرونة؛ أي: القدرة على قراءة النصوص المختلفة بالسرعة الأكثر اتفاقًا مع غرض النص ونوعيته، وهذه المهاراتُ ليست كالمهارات السابقة؛ فهي تحتاجُ إلى الكثير من التدريب، كما تتطلب الاستمرارَ في التطبيق.
3- طرق قراءة الكتاب: وها هنا نقف عند ثلاثة نماذج:
أ- نموذج هينز ورنر(Heinz Werner): ويرى أن تطورَ مهارات القراءة يمر عبر ثلاث مراحل:
• المرحلة الأولى: وهي "المرحلة الكلية"؛ حيث يكون الإدراك الكلي هو السمةَ السائدة في عمليات الإدراك المختلفة، وفي هذه المرحلة يكونُ التركيز على الانطباعات الحسية بشكل مباشر، والاهتمام بالخِبرات الشخصية التي تؤثِّر على الإدراك؛ حيث تلعب المشاعرُ والأحاسيس دورًا رئيسيًّا في عمليات الإدراك.
• المرحلة الثانية: وهي "المرحلة التحليلية"، وفيها يتم إدراك الأجزاء التي تكوِّن الكل، وفي هذه المرحلة وبعد أن يعتاد الفرد على البيئة أو بعد أن يتعرَّف على المهمة الواجب القيام بها، يبدأ في ملاحظة التفاصيل، ويقوم بعمليةِ تحليل للأجزاء أو التفاصيل التي يتكوَّن منها الكل.
• أما المرحلة الثالثة: فهي "مرحلة التكامل" أو "الدمج"؛ حيث يسُود فيها نوعٌ من التكامل بين الإدراك الكلي والإدراك الجزئي، وهي المرحلة الأخيرة في تطور الإدراك، وتُصبِح لدى الفرد في هذه المرحلة نظرةٌ موضوعية لنوع العلاقة التي تربط بين الأجزاء والكل، وهناك أوجه شَبَه بين هذه المرحلة والمرحلة الأولى في تطور عمليات الإدراك، لكن الاختلاف بينهما يتمثل في الوصول إلى فهم أعمقَ وأكثرَ تحليلية لهذه العلاقة بين الأجزاء والكل.
ب- نموذج الخريطة الذهنية: بالإنجليزية Mind Mapping وبالفرنسية carte mentale la، وقد ظهر مصطلح "الخريطة الذهنية" لأول مرة عن طريق الإنجليزي "توني بوزان " Tony Buzan في نهاية الستينيات.. وهي أداةُ تفكير تنظيمية نهائية، وهي أسهل طريقة لإدخال المعلومات للدماغ، ومن ثم استرجاع هذه المعلومات وتذكرها، كما تساعد على القراءة والتفكير والتعلُّم[10]...، وفي هذا الباب يمكن التمييزُ بين الخريطة الذهنية المرسومة باليد والمعدة بواسطة الحاسوب [11]، كما يظهر ذلك من خلال الجدول التالي:
ويلخص أحد الباحثين خطوات رسم الخريطة الذهنية - كوسيلة مهمة للقراءة والتذكُّر - بأسلوب بسيط بوضع عنوان رئيس في المركز، ثم رسم الفروع بحجم الكلمات، وبعدها اختيار مفاتيح الكلمات المناسبة، ثم الكتابة بخط كبير، وفي النهاية عمل رسومات لتوضيح المعلومات، وترك العمل فترة، ثم الرجوع للخريطة مرة أخرى[12].
تعتمد الخريطةُ الذهنية على رسم وكتابة كلِّ ماتريده على ورقة واحدة بطريقة مرتَّبة تساعدك على التركيز والتذكر والتلخيص؛ بحيث تجمع فيها بينالجانب الكتابي المختصر بكلمات معدودة مع الجانب الرسمي، مما يساعد على ربط الشيءالمراد تذكُّره برسمةٍ معينة.
ج- نموذج "عسقلم"[13]: تهدف هذه القراءة إلى ترتيب المعلومات وضمان التعلُّم الطويل المدى في أقلِّ وقت ممكن، وتضم خمس خطوات تختصرها كلمة "عسقلم"، وهي:
أولاً: الاستعراض: وهو معرفة القالب الكلي أو الصورة العامة لِما يعرِضه الكاتب، أو النظرة العامة التمهيدية للكتاب، ويسمى التصفح المنتظم أو ما قبل القراءة، وهو فن الحصول على أكبر فائدة من الكتاب خلال زمن محدد، ويتم بطرق عدة:
• قراءة صفحة الغلاف وقائمة المحتويات في بداية أو نهاية الكتاب.
• قراءة المقدمة والخاتمة والصفحات الأخيرة من الكتاب.
• تصفُّح القائمة الهجائية للأسماء والموضوعات والمراجع في نهاية الكتاب.
• الاطِّلاع على المخطط التمهيدي لمضمون كل فصل.
• قراءة التلخيص في نهاية كل فصل.
• ملاحظة بداية أو نهاية الفقرات للوقوف على جملٍ تكون بمثابة مفاتيح لمضمون الفقرة.
• اعتماد المسح، وهو إلقاء نظرة سريعة على الصفحات دون قراءة كل كلمة في كل جملة، (اختيار كلمة هنا وهناك).
وهذه الطرق تمكِّن القارئَ من:
• فهم الترابط القائم بين النقاط والعناوين.
• تحديد النقاط الهامة التي تستحق قراءة متأنِّية وواعية.
• تنظيم مادة الكتاب في العقل.
ثانيًا: السؤال: قد يتبادر إلى ذهن القارئ - وهو يمارس الخطوة الأولى على الكتاب - جملة من الأسئلة، يحسُنُ به تدوينها، والفائدة من طرحها أنها تعتبر مؤشراتٍ وعلامات تشجعه على البحث عن التفاصيل خلال القراءة الواعية، وتزيد من تركيزه لكونه يبحث عن هدف.
ثالثًا: القراءة: مفتاح القراءة الفعالة هو تفاعل القارئ مع ما يقرأ، مراعيًا في ذلك:
• حُسن القراءة بعدم الوقوف عند كل كلمة، والتقاط نصف سطر أو السطر كله، ويمكن تمرير الأصبع عليه بسرعة أكثر بقليل من حركة العينين.
• تنويع سرعة القراءة، بمعنى عدم قراءة الكتاب بالوتيرة نفسها؛ لأنه قد تكون بعض الفصول أصعبَ من بعض، وبعض الفقرات أصعب من بعض، وبعض الجمل أصعب من بعض.
رابعًا: التلخيص: وهو إعادة القارئ لما قرأ بأسلوبه الشخصي، يراعي في ذلك التدرجَ فقرة فقرة، وفصلاً فصلاً، ويمكن أن يصلَ القارئُ إلى مرحلةٍ يستفيد فيها من تلخيصات الكتب تُغنيه عن صرف وقت كبير في الرجوع إلى الكتب، ولإعداد ملخَّص موجَز ومركَّز.
خامسًا: الامتحان: وهو المراجعةُ؛ أي البحث الذِّهني للعقل أكثر من مرة على استرجاع المعلومات والحقائق التي استفادها القارئ، والهدفُ من هذه الخطوة هو الوقوفُ على درجة الاستيعاب، حتى يتسنَّى له ترسيخ ما ترسخ، وتدارك ما لم يترسخ بعد.
المحور الثالث: البيبليوتيرابيا (العلاج بالقراءة):
وها هنا لا أقصد العلاج بالقرآن الكريم؛ فهذا يسمى بالرقية الشرعية، وهو أفضل كتاب يمكن للمسلم أن يتحصن به عِلمًا وعملاً، وما يؤكد هذا تلك التجرِبة الماليزية - من خلال برنامج وثائقي بثته قناة الجزيرة القطرية - إذ ألزمت مجموعة من المنحرفين من المراهقين والشباب المجرمين بحفظِ بعض أجزاء من القرآن الكريم في مراكزَ تربوية، فكان لذلك صدًى إيجابي، ولقي استحسانًا كبيرًا، من خلال تغيير سلوكاتهم الشاذة؛ إذ آتَتْ أُكلها فساهمت في إنقاذِهم من براثن التشرد، ورمت بهم في أحضان المجتمع مساهمة واندماجًا وعلمًا وتنمية.
بل أقصد بفلسفة العلاج بالقراءة (البيبليوتيرابيا) استعمال كتب بعينها لتخليص الشخص من معاناة، يمكن أن يشمل ذلك مثلاً:
• قسم المستشفيات والعيادات الطبية؛ حيث يمكن تزويدُها بالمكتبات المتخصصة، تخصص من خلالها للمرضى ساعات محددة للقراءة الهادفة والمثمرة، التي تخفِّفُ من وطأة الأذى النفسي والمادي.
• قسم السجون: بحيث تخصص كتبًا أيضًا موجهة للسجناء ذوي سوابق خطيرة من أجل إعدادهم للحياة اليومية والعملية بعد الخروج منه، من أجل دمجه في المجتمع، وجعله مواطنًا صالحًا يفيد ويستفيد، بل يمكنُ تطويرُ ذلك من خلال إجراء مناظرات لتقويم الاعوجاج الفكري..، ولقد سلك المغربُ تجرِبة رائدة في هذا الباب مع أصحاب الفكر التكفيري.
خاتمة
خلاصة القول:
إن القراءة الناجعة النافعة لا يقتصر دورُها على مجرد اكتساب المعلومات والحصول عليها كنشاطٍ عقليٍّ محض، بل هي أكثرُ من ذلك؛ عملية مركبة: اجتماعية، وثقافية، ونفسية، وعلاجية... تعمل على بِناء وتكوين الشخصية المستقلة والفاعلة في المجتمع من خلال المساهمة في البناء الحضاري للأمة عبر قنوات التواصل الاجتماعي بين جميع شرائحِ المجتمع.
[1] أحمد السعيدي (2009): مدخل إلى الديسلكسيا، دار البازوري العلمية للنشر والتوزيع، الأردن، بدون الطبعة، ص16 - 17.
[2] العربي اسليماني (2002): إشكالية القراءة والتصحُّر المعرفي، مجلة علوم التربية، المجلد الثالث، العدد 23، ص 95.
[3] M.P.Schmitt et A.Vialay (1982) : savoir- lire (précis de lecture critique), ed, Didier, Paris, p12
[4] العربي اسليماني، 2002، مرجع سابق، ص 98
[5] Farr,R(2003) : Reading (skill).In world Book encyclopedia-deluxe edition 2 CD.Chcago IL
[6] محمد حمود (1998): مكونات القراءة المنهجية (المرجعيات، المقاطع، الآليات، تقنيات التنشيط)، دار الثقافة، ط 1، الدار البيضاء، المغرب، ص 31 - 32.
[7] Nathalie Albou, François Rio (1995) : lecture méthodique, ed Ellipses, Paris, pp5-16.
[8] أحمد السعيدي (2009): مرجع سابق، ص 20 - 21.
[9] فؤاد علي العاجز، مشكلات عادة القراءة لدى التلاميذ وسبل علاجها، بحث مقدم للمؤتمر العلمي الرابع" القراءة وتنمية التفكير" المنعقد في الفترة ما بين 7و8 يونيو 2004 - القاهرة.
[10] Buzan, T. (2002). How To Mind Map. London: Thorons.
[11] Tucker, Joanne, M. ; Armstrong, Gary, R. ; Massad,Victor, J. (2008).
Profiling A Mind Map User: A Descriptive Appraisal.
[12] الرفاعي نجيب (2009): الخريطة الذهنية خطوة خطوة، ط2، مطابع الخط، الكويت.
[13] مركز الإمداد التربوي (1995)، كتاب طريقك إلى الدراسة الصحيحة، دار المداد للطباعة والنشر، ط 1، بيروت، نقلاً عن مقالة رشيد الوهابي، نحو قراءة فعَّالة ومثمرة، مجلة النداء التربوي، العدد 14 - 15، السنة 1426 - 2005، مطبعة النجاح الجديدة - الدار البيضاء.
________________________________________________________
الكاتب: د. مولاي المصطفى البرجاوي
- التصنيف:
- المصدر: