(1) كرب القبر
محمد بن إبراهيم النعيم
والقبر كرب من الكرب التي سيعاني منها المرء لا محالة، يدل على ذلك عدة أمور:
- التصنيفات: الموت وما بعده -
أولا: إنه أول منازل الآخرة
فالقبر أول منازل الآخرة، فمن نجا منه فما بعده أيسر منه، ومن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه، فقد روى عثمان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «إِنَّ الْقَبْرَ أَوَّلُ مَنَازِلِ الآخِرَةِ فَإِنْ نَجَا مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَيْسَرُ مِنْهُ، وَإِنْ لَمْ يَنْجُ مِنْهُ فَمَا بَعْدَهُ أَشَدُّ مِنْهُ» (1).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ، إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ - قَالَ: كَذَا كَانَ يَقُولُ الْجُرَيْرِيُّ - فَقَالَ: «مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ» ؟» فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، قَالَ: «فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ» ؟ قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ، فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْهُ» ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ، فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، قَالَ: «تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» قَالُوا: نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ (2).
فالقبر ليس المثوى الأخير كما يقوله كثير من الإعلاميين وكتاب الصحف، تقليدا لعبارات الإعلاميين النصارى، وإنما هو أول منازل الآخرة، وعبارة المثوى الأخير تدل على عدم الإيمان بالبعث والنشور، إذ إن المثوى الأخير للعبد سيكون إما في الجنة أو النار لقوله تعالى {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} [سورة الشورى:7]. (3).
ثانيا: إن فيه أفظع المناظر التي لا يتحملها عقل:
لقد رأى النبي ﷺ الجنة والنار، ورأى بعض أهوال يوم القيامة، إلا أنه ﷺ اعتبر أن القبر أفظع المناظر التي رآها.
فقد روى هانئ مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يَبُلَّ لحيته، فقيل له تُذْكَرُ الجنةُ والنارُ فلا تبكي، وتبكي من هذا؟ فقال: إن رسول الله ﷺ قال: «إن القبر أولُ منزلٍ من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسرُ منه، وإن لم ينج منه فما بعده أَشَدُّ منه»، قال: وقال رسول الله ﷺ: «ما رأيتُ منظرا قطُ إلا القبرُ أفظعُ منه» (4).
ثالثا: في القبر ضمةٌ لن يفلت منها إنسان:
فللقبر ضمة سيذوقها كل الناس لا محالة، جاء ذلك عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «لَوْ أَفْلَتَ أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ، لَأَفْلَتَ هَذَا الصَّبِيُّ» (5).
وقال ﷺ في شأن سيد الأنصار سعد بن معاذ رضي الله عنه فيما رواه عنه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (هَذَا الَّذِي تَحَرَّكَ لَهُ الْعَرْشُ، وَفُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَشَهِدَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْمَلائِكَةِ، لَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ فُرِّجَ عَنْهُ) (6).
وفي حديث آخر رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: «لَوْ نَجَا أَحَدٌ مِنْ ضَمَّةِ الْقَبْرِ لَنَجَا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ، وَلَقَدْ ضُمَّ ضَمَّةً ثُمَّ رُوخِيَ عَنْهُ» (7).
ومع ذلك فمن غفلة بعض الناس في المقبرة وأثناء دفن الميت تجد بعضهم يتضاحكون ويتباسطون في الحديث وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن الدور لن يمر عليهم، فهم لا يتصورون ضغطة القبر التي ما نجا منها الأطفال، ليسألو لأخيهم الثبات التخفيف.
رابعا: أن في القبر فتنة وسؤالا:
ما هي فتنة القبر؟ وما الفرق بينها وبين عذاب القبر؟
فقد روت أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قالت: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ الَّتِي يُفْتَنُ بِهَا الْمَرْءُ فِي قَبْرِهِ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ ضَجَّ الْمُسْلِمُونَ ضَجَّةً حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَنْ أَفْهَمَ كَلامَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَلَمَّا سَكَنَتْ ضَجَّتُهُمْ قُلْتُ لِرَجُلٍ قَرِيبٍ مِنِّي: أَيْ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ مَاذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فِي آخِرِ قَوْلِهِ؟ قَالَ: «قَدْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ» (8).
ولقد كان النبي ﷺ يكثر الاستعاذة بالله من فتنة القبر ومن عذاب القبر، قَالَتْ عائشة رضي الله عنها: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كَثِيرًا مَا يَدْعُو بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النَّارِ وَعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْفَقْرِ، وَشَرِّ فِتْنَةِ الْغِنَى، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بِمَاءِ الثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَأَنْقِ قَلْبِي مِنْ الْخَطَايَا كَمَا أَنْقَيْتَ الثَّوْبَ الأَبْيَضَ مِنْ الدَّنَسِ، وَبَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْكَسَلِ وَالْهَرَمِ، وَالْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ» (9).
وقد ذكر ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى بأن المقصود بفتنة النار هي سُؤَال خزنة النار عَلَى سَبِيل التَّوْبِيخ، وَإِلَيْهِ الإِشَارَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْج سَأَلَهُمْ خَزَنَتهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِير} [سورة تبارك:8]، وأن فتنة القبر هِيَ سُؤَال الْمَلَكَيْنِ (10).
وقال المناوي رحمه الله تعالى في معنى فتنة القبر: التحير في جواب منكر ونكير (11).
أما نوع فتنة القبر فقد وضحها حديثٌ لعائشة رضي الله عنها أن النبي ﷺ قال: «مَّا فِتْنَةُ الدَّجَّال فإنَّهُ لم يَكُنْ نَبِيٌ إلاّ قَدْ حَذّرَ أمَّتَهُ وَسأُحَذِّركُمُوهُ بِحَدِيثٍ لَمْ يَحْذِّرْهُ نَبِيٌّ أُمّتَهُ إنّهُ أعْورُ وإنّ اللَّهَ لَيْسَ بأَعْوَرَ مَكتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كافِرٌ يقرأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ؛ وأمّا فِتْنَةُ القَبْرِ فَبِي تُفْتنُونَ وَعَنِّي تُسْأَلُونَ فإذَا كانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ غَيْرَ فزِعٍ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: ما هذا الرجل الذي كان فيكم؟ فيقول: محمَّدٌ رَسولُ اللَّهِ جاءَنا بالبَيِّناتِ مِنْ عِنْد اللَّهِ فَصَدَّقْنَاهُ فَيُفْرَجُ لَهُ فُرْجَةٌ قِبَلَ النَّار فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له: انْظُرْ إِلَى مَا وَقَاكَ اللَّهُ ثُمَّ يُفْرَجُ لَهُ فُرْجَة إِلَى الجَنّةِ فَيَنْظُرُ إِلَى زَهْرتِها وَمَا فِيها فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْها ويقال له: على اليقين كنت وعليه مت وعلَيْهِ تُبْعَثُ إنْ شاءَ اللَّهُ، وَإِذا كانَ الرَّجُلُ السُّوءُ أُجْلِسَ فِي قَبْرِهِ فزِعاً فَيُقَالُ لهُ: مَا كُنْتَ تَقولُ؟ فَيَقُولُ: لَا أدْرِي فَيُقالُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي كانَ فِيكُمْ؟ فيقُولُ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولونَ قَوْلاً فَقُلْتُ كَمَا قَالُوا فيُفْرَجُ لهُ فُرْجَةٌ منْ قِبَلِ الجَنّةِ فينظر إلى زهرتها وما فيها فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك ثم يُفْرَجْ لَهُ فُرْجَةٌ قبَلَ النَّارِ فَيَنْظُرُ إليْها يَحْطِمُ بَعْضُها بَعْضاً ويُقالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ مِنْها على الشك كنت وعليه مت وعليه تبعث إنْ شاءَ اللَّهُ ثمَّ يُعَذَّبُ» (12).
وللوقاية من فتنة القبر؛ يجب اتباع النبي ﷺ والاستجابة لأوامره وجعله قدوة لنا في حياتنا الاجتماعية والسلوكية وهذا مما يزيد إيمان المرء، ويثبته في الدنيا والآخرة، قال تعالى: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [سورة إبراهيم: 27].
أما عذاب القبر فيقصد به: التعذيب فيه بنحو ضرب أو نار أو غيرهما على ما وقع التقصير فيه من المأمورات أو المنهيات، وهو نوعان دائم ومنقطع (13).
خامسا: أن العبد سينعم فيه أو يعذب:
الخطورةُ في كرب القبر أن فيه ثواباً أو عقاباً، فالقبر سيكون على صاحبه إما روضةً من رياض الجنة أو حفرةً من حفر النار والعياذ بالله. دليل ذلك ما رواه الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ رضي الله عنه قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ ﷺ فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الأَنْصَارِ فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الأَرْضِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ: «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ يجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلام حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ قَالَ فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلا يَمُرُّونَ يَعْنِي بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ فَيَقُولُونَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ وَأَعِيدُوهُ إِلَى الأَرْضِ فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى قَالَ فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ رَبِّيَ اللَّهُ فَيَقُولانِ لَهُ مَا دِينُكَ فَيَقُولُ دِينِيَ الإِسْلامُ فَيَقُولانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هُوَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَيَقُولانِ لَهُ وَمَا عِلْمُكَ فَيَقُولُ قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ قَالَ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ لَهُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ فَيَقُولُ رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي قَالَ وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ قَالَ فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ إِلاَّ قَالُوا مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ {لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولانِ لَهُ مَنْ رَبُّكَ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ: مَا دِينُكَ فَيَقُولُ: هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيَقُولانِ لَهُ مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ فَيَقُولُ هَاهْ هَاهْ لا أَدْرِي فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاعُهُ وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ فَيَقُولُ مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ فَيَقُولُ رَبِّ لا تُقِمْ السَّاعَةَ» (14).
فقد كان النبي ﷺ يدعو للموتى أن ينور لهم قبورهم ويوسعها عليهم ودعاؤه ﷺ مستجاب، فعَن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ فَقَالَ: «لا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ» (15).
سادسا: إن عملك سيُجَسَّمُ لك في قبرك:
إن أعمال العبد ستجسم في قبره في صورة رجل يأتيه إما يسليه أو يخيفه إلى قيام الساعة، فإن كان صالحا جاءه عمله في صورة رجل حسن الوجه، وإن كان طالحا جاءه عمله في صورة رجل قبيح الوجه ليزيده عذابا وحسرة.
فمن حديث البراء بن عازب السابق قوله ﷺ «فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ: أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا، وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ، قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ، فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي...» الحديث) (16).
وأما الرجل الطالح فقد قال عنه ﷺ في نهاية حديث البراء بن عازب «فَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ السَّمَاءِ أَنْ كَذَبَ فَافْرِشُوا لَهُ مِنْ النَّارِ وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى النَّارِ فَيَأْتِيهِ مِنْ حَرِّهَا وَسَمُومِهَا وَيُضَيَّقُ عَلَيْهِ قَبْرُهُ حَتَّى تَخْتَلِفَ فِيهِ أَضْلاعُهُ، وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ قَبِيحُ الْوَجْهِ قَبِيحُ الثِّيَابِ مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُوءُكَ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ، فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالشَّرِّ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، فَيَقُولُ: رَبِّ لا تُقِمْ السَّاعَةَ» (17).
وفي رواية للإمام أحمد بمعناه وزاد: «وَيَأْتِيهِ آتٍ قَبِيحُ الْوَجْهِ، قَبِيحُ الثِّيَابِ، مُنْتِنُ الرِّيحِ فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِهَوَانٍ مِنَ اللهِ، وَعَذَابٍ مُقِيمٍ، فَيَقُولُ: وَأَنْتَ، فَبَشَّرَكَ اللهُ بِالشَّرِّ مَنْ أَنْتَ؟ فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الْخَبِيثُ، كُنْتَ بَطِيئًا عَنْ طَاعَةِ اللهِ، سَرِيعًا فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، فَجَزَاكَ اللهُ شَرًّا، ثُمَّ يُقَيَّضُ لَهُ أَعْمَى أَصَمُّ أَبْكَمُ فِي يَدِهِ مِرْزَبَةٌ، لَوْ ضُرِبَ بِهَا جَبَلٌ كَانَ تُرَابًا، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً حَتَّى يَصِيرَ تُرَابًا، ثُمَّ يُعِيدُهُ اللهُ كَمَا كَانَ، فَيَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أُخْرَى، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعُهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ». قَالَ الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ: ثُمَّ يُفْتَحُ لَهُ بَابٌ مِنَ النَّارِ وَيُمَهَّدُ مِنْ فُرُشِ النَّارِ (18).
سابعا: إن هذا العذاب لا يسمعه إلا البهائم:
إن عذاب القبر أمرٌ حسي وحقيقي، يتألم منه الميت أشد الألم فيصرخ ولكن لا يسمعه في هذه الدنيا إلا البهائم.
وروت عائشة رضي الله عنها قَالَتْ دَخَلَتْ عَلَيَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ فَقَالَتَا إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَتْ فَكَذَّبْتُهُمَا وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا، فَخَرَجَتَا وَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَيَّ فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَقَالَ: «صَدَقَتَا إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ» قَالَتْ فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلاةٍ إِلاَّ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ (19).إن العبد منذ أن يحمله الناس إلى قبره سيصيح إما مستبشراً أو مولولاً خوفا من العذاب الذي سيُلاقيه.
فعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ، فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي، قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا، أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا؟ يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَهَا الإِنْسَانُ لَصَعِقَ» (20).
فاستعد يا عبد الله لهذه اللحظة الحاسمة.
ثامنا: إننا أُمرنا بالاستجارة من عذاب القبر 13 مرة يوميا على الأقل:
وهذا مما يؤكد خطورته وسنذكر دليله لا حقا.
أمرٌ هذا حاله يدل على أن القبر كرب من الكرب، فكيف النجاة منه؟
إن ظواهر القبور تراب، وبواطنها حسرات وعذاب، أو نعيم وحُسن ثواب.
هل فكر أحدنا في عذاب القبر وفتنته؟ فالقبر سندخله لا محالة، هل حصن أحدنا نفسه من عذاب القبر؟
لذلك ينبغي الاستعدادُ لهذه المرحلة الحاسمة بفعل الخيرات على شتى أنواعها والتسابق إلى شتى الطاعات، فهي المنجية بإذن الله تعالى من عذاب القبر وكربه، وقد أمر النبي ﷺ بالإعداد لهذا القبر، فروى البراء بن عازب رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ، فَبَكَى، حَتَّى بَلَّ الثَّرَى، ثُمَّ قَالَ: «يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا» (21).
إن الاشتغال بالطاعات والبعد عن المعاصي هو الكفيل لنجاتنا من عذاب القبر، إلا أن هناك بعض الأعمال التي خصها النبي ﷺ بالذكر أنها تنجي صاحبها من عذاب القبر، فحري بنا التعرفُ عليها والتشبث بها، وهذا ما سنتطرق له في المبحث الثاني، وهناك بعض المعاصي التي لها غلظة في العذاب وحسرة وعقوبة في القبر، فحري بنا التعرف عليها لتجنبها والاحتراز منها، وهذا ما سنتعرف عليه في المبحث الثالث بإذن الله تعالى.
(1) رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني-(8/106)، والترمذي في سننه (2308)، وابن ماجه واللفظ له في سننه (4267)، والحاكم في مستدركه (1/536)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3550).
(2) رواه الإمام مسلم في صحيحه (2867).
(3) قال الشيخ ابن العثيمين –رحمه الله-في قول الناس انتقل إلى مثواه الأخير: أن هذا كلام باطل وكذب؛ لأن القبور ليست هي المثوى الأخير، بل لو أن الإنسان اعتقد مدلول هذا اللفظ لصار كافراً بالبعث، والكفر بالبعث ردة عن الإسلام، لكن كثيراً من الناس يأخذون الكلمات ولا يدرون ما معناها، ولعل هذه موروثة عن الملحدين الذين لا يقرون بالبعث بعد الموت. لقاء الباب المفتوح 98.
[4] سبق تحريجه في حاشية رقم (3) واللفظ للترمذي.
[5] أخرجه الطبراني في «المعجم الكبير 4/121 رقم3858»، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5238).
[6] رواه النسائي واللفظ له (2055)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6987).
[7] رواه الطبراني، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5306).
[8] رواه الإمام مالك (447)، والبخاري (1373)، ومسلم (905)، والنسائي واللفظ له (2062).
[9] رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني-(14/306)، والبخاري (6386)، والنسائي واللفظ له (5466)، وابن ماجه (3838).
[10] فتح الباري (11/177) بتصرف.
[11] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (2/127).
[12] رواه الإمام أحمد (25089)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (1361).
[13] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي (5/201)
[14] رواه الإمام أحمد واللفظ له – الفتح الرباني-(7/74)، وأبو داود في سننه (4753)، والحاكم في مستدركه (1/380)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1676).
[15] رواه الإمام مسلم في صحيحه واللفظ له (920)، وأبو داود في سننه (3118)، وابن ماجه في سننه (1454).
[16] سبق تخريجه ص6.
[17] سبق تخريجه ص6.
[18] رواه الإمام أحمد واللفظ له – الفتح الرباني-(7/74)، وأبو داود في سننه (4753)، والحاكم في مستدركه (1/380)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3558).
[19] رواه البخاري (6366)، ومسلم واللفظ له (586)، والنسائي (2067).
[20] رواه البخاري (1380)، والنسائي(1908)، وابن حبان (3038).
[21] رواه الإمام أحمد –الفتح الرباني-(7/33)، وابن ماجه في سننه واللفظ له (4195)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (3338).