الحث على الاستكثار من الصوم في شهر شعبان

منذ 2022-03-14

سأل أسامة النبي ﷺ فقال: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأجب أن يرفع عملي وأنا صائم»

إن الصوم من أفضل الطاعات وأعظم القربات، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلی الله عليه وسلم يقول: «من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا»(1). والخريف كناية عن السنة، فيكون المراد سبعين سنة. ومقتضى تلك المساعدة الأمن من دخول النار.

وسال أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه رسول الله صلی الله عليه وسلم فقال: مرني بأمر ينفعني الله به. فقال: «عليك بالصيام فإنه لا مثل له»(2).

ومن فضائل الصوم أن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن في الجنة بابا يقال له: الريان، يد خل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل معهم أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد»(3).

ومن فضائل الصوم أنه جنة (أي وقاية من النار، عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الصيام جنة من النار، گجنة أحدكم من القتال» (4). 

ومن فضائل الصوم أنه يكفر الخطايا، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة والأمر والنهي»(5).  

ومعنى (فتنة الرجل في أهله وماله وجاره) أي ما يحصل من الإثم بسبب التفريط في القيام بحقوقهم وتأديبهم وتعليمهم فإنه تكفره عبادة الصوم فيغفر الله له تقصيره ومعنى (الأمر والنهي) أي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن أنواع صيام النوافل التي حث النبي صلى الله عليه وسلم أمته عليها صيام شهر شعبان، والدليل عليه حديث عائشة رضي الله عنها: ... ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان. (6).

وسأل أسامة بن زيد رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ فقال: «ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأجب أن يرفع عملي وأنا صائم»(7).

غير أنه ينبغي التنبه إلى أن الاستكثار من صيام أيام هذا الشهر - شهر شعبان - يكون بحسب ما يتيسر للمسلم والمسلمة، فمن صام ربع الشهر أو نصفه أو ثلثيه فهذا حسن، أو صامه کله إلا أياما قليلة فهذا هو الأفضل، ولكن لا يستكمل صيام الشهر كله، لأن النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن لا نستكمل صيام شهر کاملا إلا شهر رمضان.

وصلى الله على محمد وآله صحبه وسلم تسليما كثيرا..

________________________________________________________________________

(1)  رواه البخاري (2840) ومسلم (1135).

(2) رواه النسائي (2840)، وأحمد (249/5)، واللفظ للنسائي، ولفظ أحمد: قلت: مرني بعمل يدخلني الجنة. قال: عليك بالصوم فإن لا عدل له. ثم أتيته الثانية فقال لي: عليك بالصيام.، والحديث صححه الألباني رحمه الله، وقال محققو «المسند»: إسناده صحيح على شرط مسلم.

(3) رواه البخاري (1896)، ومسلم (1152)، واللفظ للبخاري.

(4) رواه الإمام أحمد (22/4) )، وقال محققو «المسند»: إسناده صحيح على شرط مسلم  

(5) رواه البخاري (525)، ومسلم (144).

(6) رواه البخاري (1969)، ومسلم (1165).

(7) رواه أحمد (201/5) ،وحسنه محققو «المسند».

  • 0
  • 0
  • 872

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً