تدبر - إياك والهمزة اللمزة :قائد المجموعة إلى النار
من أهم أدوات التفكه في مجالس الشباب, ومجموعات الكبار في مجالس الترفيه, في المنتديات والمقاهي وغيرها, ويحزن الجميع لو غاب اللماز الهماز الذي يضفي مسحة السخرية على هذا , والانتقاص ضاحكاً من حال هذه
من أشد آفات اللسان خطورة, الهمز واللمز, آفات تنتقص من رصيد صاحبها عند الله, وقد تكون سبباً مباشراً في رجحان كفة السيئات يوم القيامة.
ومن العجب أن الهماز اللماز اليوم يعد من أهم أدوات التفكه في مجالس الشباب, ومجموعات الكبار في مجالس الترفيه, في المنتديات والمقاهي وغيرها, ويحزن الجميع لو غاب اللماز الهماز الذي يضفي مسحة السخرية على هذا , والانتقاص ضاحكاً من حال هذه والولوغ ساخراً في عرض فلان أو فلانة, والكل حوله يضحك محب لحديثه, وهو في الحقيقة يجرهم إلى النار جراً , ويسهم في رجحان كفة السيئات أيما إسهام.
قال تعالى:
{وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1)} [الهمزة]
قال الإمام ابن كثير في التفسير:
الهماز : بالقول ، واللماز : بالفعل . يعني : يزدري بالناس وينتقص بهم . وقد تقدم بيان ذلك في قوله : {هماز مشاء بنميم} [ القلم : 11 ] .
قال ابن عباس : {همزة لمزة} طعان معياب . وقال الربيع بن أنس : الهمزة ، يهمزه في وجه ، واللمزة من خلفه . وقال قتادة : يهمزه ويلمزه بلسانه وعينه ، ويأكل لحوم الناس ، ويطعن عليهم .
وقال مجاهد : الهمزة : باليد والعين ، واللمزة : باللسان . وهكذا قال ابن زيد . وقال مالك ، عن زيد بن أسلم : همزة : لحوم الناس .
ثم قال بعضهم : المراد بذلك الأخنس بن شريق . وقيل غيره . وقال مجاهد : هي عامة .
وقال تعالى :
{ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) } [القلم]
قال الإمام ابن كثير في التفسير:
وقوله {هماز } قال ابن عباس ، وقتادة : يعني الاغتياب .
[مشاء بنميم ] يعني : الذي يمشي بين الناس ، ويحرش بينهم ، وينقل الحديث لفساد ذات البين وهي الحالقة ، وقد ثبت في الصحيحين من حديث مجاهد ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقبرين فقال : «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان لا يستتر من البول ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة» الحديث . وأخرجه بقية الجماعة في كتبهم ، من طرق عن مجاهد به .
وقال أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام أن حذيفة قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : «لا يدخل الجنة قتات » .
وقال أحمد : حدثنا هاشم ، حدثنا مهدي ، عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل قال : بلغ حذيفة عن رجل أنه ينم الحديث ، فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : « لا يدخل الجنة نمام » .
وقال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أنبأنا معمر ، عن ابن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد بن السكن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : « ألا أخبركم بخياركم ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " الذين إذا رءوا ذكر الله ، عز وجل " . ثم قال : " ألا أخبركم بشراركم ؟ المشاءون بالنميمة ، المفسدون بين الأحبة ، والباغون للبرآء العنت » .
ورواه ابن ماجه عن سويد بن سعيد ، عن يحيى بن سليم ، عن ابن خثيم به .
وقال الإمام أحمد : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي حسين ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم - يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - : «خيار عباد الله الذين إذا رءوا ذكر الله ، وشرار عباد الله المشاءون بالنميمة ، المفرقون بين الأحبة ، الباغون للبرآء العنت »
#أبو_الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: