شيوع الفقر - معيشة الشعوب المسلمة

منذ 2022-03-18

إن لم تكن قادرا بنفسك على البذل ، والإنفاق ، والجود على الفقراء والمساكين ، لقلة ذات يدك ، فلا أقل من الحض والترغيب ، وتذكير القادرين على هذا الأمر

** في صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال ««اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم»» سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم .

وليس المراد بحال الدعوة للتشاؤم ولا اليأس ولا التواكل ولا استبعاد الفرج القريب ، كما أن هذا الحديث من العام المخصوص وقد أتى على المسلمين أزمان وأعوام خير مما سبقتها ، مثل خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله والتي كانت أفضل مما سبقها بكثير .

لكن تطورات الأحداث عالميا ،وآثارها الشديدة على معيشة الشعوب المسلمة ، تستوجب توطين النفوس على توقع شتى الاحتمالات ، والتزود بعدة إيمانية ويقين راسخ يواجه المرء به شدائد الحياة .

ويبقى الأمر كله لله سبحانه ، يدبر الأمر ، ويحكم بين العباد كيف شاء ، وحكمه سبحانه ماض لا راد له ولا معقب ، وقضاؤه كله عدل وحكمة ، وهو المحمود على كل حال ، وحاشاه أن يظلم الناس شيئا ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون .

** 

- شيوع الفقر في مجتمع ما ، مع قلة الديانة وفساد الأخلاق وغياب المصلحين يخرج من الناس أسوأ ما فيهم ، ويحول العلاقة بينهم إلى صراع ضار ، وانتهاز للفرص ، وغلبة الأنانية ، وشعار نفسي ثم الطوفان ، والبحث عن الربح بكل طريق ممكن ولو على حساب المساكين .

- وعلى العكس من ذلك فدين الإسلام يغرس في المسلم حب الخير لإخوانه جميعا ،والاجتهاد في نفعهم ، والحرص على دفع الشر والأذى عنهم ، والإحساس بهمومهم ومشاكلهم ، والسعي في مصالحهم ، وإغاثة ملهوفهم ، والإحسان لفقرائهم ومساكينهم ، والسعي على أراملهم وأيتامهم ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن خير الناس انفعهم للناس ، وأن أحب الناس إلى الله أنفعهم لعباده .

- وفي هذه الأيام الصعبة معيشيا على كثير من الناس ، إن لم تكن قادرا بنفسك على البذل ، والإنفاق ، والجود على الفقراء والمساكين ، لقلة ذات يدك ، فلا أقل من الحض والترغيب ، وتذكير القادرين على هذا الأمر ، والدال على الخير كفاعله ، ومن " دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا "

وقد ذم الله سبحانه من لا يكرمون اليتيم ، ولا يرعونه ، ولا يحاضون على طعام المساكين : أي لا يأمرون بالإحسان إلى الفقراء والمساكين ، ولا يحث بعضهم بعضا على إطعام المحاويج ، فقال تعالى  { كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ . وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 3
  • 1
  • 941

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً