من أقوال السلف عن القرآن الكريم-2
ومما يعين ذلك معرفة أن التلاوة بالتدبر أكثراً أجراً, قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: القراءة بالتدبر أعظم أجراً.
- من امتلأ قلبه من القرآن لم يقبل الباطل:
إذا امتلأ القلب بالقرآن فإنه إن جاءه حق يوافق ما في القرآن فسيقر في القلب على الصواب, وأما إن أتاه ما ليس بحق إن أتاه باطل من جهة الشهوات أو من جهة الشبهات فإن القلب الذي امتلأ بالقرآن يرد الباطل يقبل الحق, وإذا عرض له شيء من الباطل فسرعان ما يحرقه نور القرآن.[الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ]
- قراءة القرآن في البيوت من أسباب وجود البركة فيها وقلة الشياطين:
القراءة في البيوت والصلاة فيها,...من القربات, ومما يحبُّه الله عز وجل, وهي سبب من أسباب وجود البركة في البيت, ومن أسباب قلَّة الشياطين فيها, لأنها تنفر من سماع ذِكر الله, فهي تكره سماع الخير وتحبُّ سماع الشر. فكلما كان أهل البيت أكثر قراءةً للقرآن وأكثر مذاكرةً للأحاديث وأكثر ذكراً لله وتسبيحاً وتهليلاً, كان أسلم من الشياطين وأبعد منها وكلما كان البيت مملوءاً بالغفلة, وأسبابها من الأغاني والملاهي والقيل والقال, كان أقرب إلى وجود الشياطين المشجعة على الباطل.
[العلامة عبدالعزيز بن عبدالله بن باز]
- القرآن الكريم ينير القلب ويذهب الهموم والأحزان:
معنى:(( أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي )) أن القرآن بمنزلة المطر وقلبك بمنزلة الأرض فالمطر إذا وقع على الأرض أنبتت وجاءت بأنواع الثمار الجميلة النافعة, فالقرآن إذا حلَّ في قلبك أنتج الإيمان, وأنتج الخوف من الله وعظمة الله والإقبال عليه, واستنار قلبك, وذهب همّك, وجلَّى حزنك
[العلامة عبدالله بن محمد ابن حميد]
- لا ينتفع بالقرآن الكريم إلا أصحاب العقول:
قال الله عز وجل: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ }[آل عمران: 7]؛ أي: لا يتعظ وينتفع بالقرآن إلا أولو الألباب؛ أي: إلا أصحاب العقول، فلا يتذكر بهذا القرآن ولا بغيره إلا أصحاب العقول؛ لقوله: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} ، وكلما ازداد الإنسان عقلًا، ازداد تذكرًا بكلام الله عز وجل، وكلما نقص تذكُّره بالقرآن، دلَّ على نقص عقله؛ لأنه إذا كان الله حصر التذكر بأولي الألباب، فإنه يقتضي انتفاء هذا التذكر عمَّن ليس عنده لُبٌّ. [العلامة محمد بن صالح العثيمين]
- العمل بالقرآن الكريم:
الإنسان لو عمل بالقرآن وإن لم يكن يحفظه فهو من أهل القرآن ومن المتمسكين به [العلامة صالح بن فوزان الفوزان]
- تلاوة القرآن عند نزول البلاء:
كان صاحب اللمحات يعزي نفسه, ويطرح البلبال عنه بتلاوة القرآن, وهل في غير القرآن من عزاء في مُرِّ البلاء. {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد:28]
[ الشيخ عبدالله بن عبدالغني خياط]
- الدعاء عند قراءة آية وعد أو وعيد:
أقرا القرآن ولا شك سيمُر بك في القرآن آياتُ وعيدٍ وآيات وعدٍ وآيات ترغيبٍ وآيات ترهيبٍ وكُلما مرت بك آيةُ وعدٍ أو ثوابٍ ادعُ الله وكلما مر بك آيةُ وعيدٍ وترهيبٍ استعذ بالله وبهذا تحيي الوقت بذكرٍ ودُعاءٍ وجرِّب تجد.
[العلامة محمد بن صالح العثيمين]
- تيسير الله عز وجل وتسهيله لحفظ القرآن وفهم معانيه:
** قوله: ﴿ {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} ﴾ أي: ولقد يسرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم, ألفاظه للحفظ والأداء, ومعانيه للفهم والعلم, لأنه أحسن الكلام لفظاً, وأصدقه معنى, وأبينه تفسيراً, فكل من أقبل عليه, يسّر الله عليه مطلوبة غاية التيسير, وسهله عليه.
قوله: ﴿ { عَلَّمَ الْقُرْآنَ} أي: علم عباده ألفاظه ومعانيه, ويسرها على عباده, وهذا أعظم منة ورحمة, رحم بها العباد, حيث أنزل عليهم قرآناً عربياً, بأحسن الألفاظ, وأوضح المعاني, مشتمل على كل خير, زاجر عن كل شر.
[العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي]
- النظر المحرم وسماع الغناء يمنع المرء من أن يستلذ بالقرآن:
** النظر يجعل القلب شيئاً فشيئاً في ظلمة, وإذا تأملت فإن الذي يطلق نظره, ويسعى في الشهوات من جهة النظر المحرم إلى النساء لا يستلذ للقرآن كثيراً.
** أعظم ما يصد به المرء عن القرآن: النظر, والغناء.
[الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ]
فائدة: قال الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه " نزهة السماع في مسألة السماع ": اعلم أن سماع الأغاني يضادُ سماع القرآن, من كل وجهٍ, فإن القرآن كلام الله, ووحيه ونوره, الذي أحيا به القلوب الميتة, وأخرج العباد به من الظلمات إلى النور والأغاني ولآتها مزامير الشيطان, فإن الشيطان قرآنه الشعرُ, ومؤذنه المزمار, ومصائدهُ النساء. كذا قاله قتادة وغيره من السلف.
فائدة: قال الحسن رحمه الله: تفقدوا الحلاوة في الصلاة, وفي القرآن, وفي الذكر, فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا, وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق.
- الحفظ القليل للقرآن مع الإتقان أفضل من الكثرة التي فيها لحن وخطأ:
إتقان القرآن وعدم اللحن أحسنُ من الحفظ الكثير الذي فيه لحن وفيه خطأ فكونك تحفظ قليلاً من القرآن, وتتقنه, وتعربه على الوجه المطلوب, أحسن من كونك تقرأ كثيراً, لا تحسن قراءته على الوجه المطلوب.
[العلامة صالح بن فوزان الفوزان]
- إياك أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه:
أكثر المنتسبين للإسلام اليوم في أقطار الدنيا معرضون عن التدبر في آياته غير مكترثين بقول من خلقهم: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24] لا يتأدبون بآدابه, ولا يتخلقون بما فيه من مكارم الأخلاق يطلبون الأحكام في التشريعات الضالة المخالفة له. فإياك يا أخي ثم إياك, أن يزهدك في كتاب الله تعالى كثرة الزاهدين فيه.
[العلامة محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي]
وفي الختام فمن أحبّ القرآن الكريم فقد أحبّ الله جل جلاله, ورسوله صلى الله عليه وسلم قال ابن مسعود رضي الله عنه:, من كان يحبُّ القرآن فهو يحبُّ الله ورسوله. وقال سهل التستري رحمه الله: علامةُ حبِّ الله, حبُّ القرآن.
وقال أبو سعيد الخراز رحمه الله: من أحب الله أحب كلام الله, ولم يشبع من تلاوته.
فلنكثر من تلاوة القرآن بتدبر فيسهل علينا قراءته, قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: الذي يداوم على ذلك يذل له لسانه, ويسهل عليه قراءته, فإذا هجره ثقلت عليه القراءة, وشقت عليه
ولنجاهد أنفسنا على عدم السرعة في التلاوة لأن ذلك يمنع التدبر, قال الحافظ ابن حجر: الإفراط في سرعة التلاوة...ينافي المطلوب من التدبر والتفكر في معاني القرآن
ومما يعين ذلك معرفة أن التلاوة بالتدبر أكثراً أجراً, قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: القراءة بالتدبر أعظم أجراً.
ولنعلم أن المقصود من تلاوة القرآن العمل بما دل عليه, فإذا علمنا عملنا, فكان للقرآن تأثير على قلوبنا وجوارحنا.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: