أعداء التوحيد

منذ 2022-03-24

اقتضت حكمة الله أن يجعل للأنبياء، ودعاة التوحيد أعداءً من شياطين الجن يوسوسون لشياطين الإنس بالضلال والشر والأباطيل، ليضلوهم، ويصدوهم عن التوحيد الذي دعت إليه الأنبياء أقوامهم إليه أولًا..

قال الله تعالى: {وكذلك جعلنا لِكل نبى عَدُوًّا شياطينَ الأِنسِ والجِن يُوحي بعضهُم إلى بعضٍ زُخرُفَ القولِ غُرورًا} [الأنعام: 112].

 

اقتضت حكمة الله أن يجعل للأنبياء، ودعاة التوحيد أعداءً من شياطين الجن يوسوسون لشياطين الإنس بالضلال والشر والأباطيل، ليضلوهم، ويصدوهم عن التوحيد الذي دعت إليه الأنبياء أقوامهم إليه أولًا، لأنه الأساس الذي تُبنى عليه الدعوة الإسلامية؛ والغريب أن بعض الناس يعتبرون الدعوة إلى التوحيد تفريق للامة، بينما هو توحيد لها، فإن اسمه دال عليه.

 

أما المشركون الذين اعترفوا بتوحيد الربوبية، وأن الله خالقهم، قد أنكروا توحيد الألوهية في دعاء الله وحده، ولم يتركوا دعاء أوليائهم، وقالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي دعاهم إلى توحيد الله في العبادة والدعاء: {أجعلَ الآلهة إلهًا واحدًا إن هذا لَشئٌ عُجاب} [ص: 5].

 

وقال تعالى عن الأم السابقة: {كذلك ما أتى الذين مِن قَبلهم مِن رسول إلا قالوا ساحِرٌ أو مجنون * أتواصَوْا به بل هم قوم طاغون} [الذاريات: 52 - 53].

 

وصفات المشركين أنهم إذا سمعوا دعاء الله وحده، اشمأزت قلوبهم ونفرت، فكفروا وأنكروا، وإذا سمعوا الشرك ودعاء غير الله فرحوا واستبشروا، وقد وصف الله هؤلاء المشركين بقوله: {وِإذا ذُكرَ الله وحدَه اشمأزت قلوبُ الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذُكرَ الذينَ من دونه إذا هُم يَستَبْشِرون} [الزمر: 45].

 

وقال تعالى يصف المشركين الذين ينكرون التوحيد: {ذلكم بأنه إذا دُعِيَ الله وحده كفرتم وِإنْ يُشرَكْ به تُؤمنوا فالحكمُ لله العَلِيِّ الكبير} [غافر: 12].

 

وهذه الآيات وإن كانت في حق الكفار، فإنها تنطبق على كل من اتصف بصفاتهم ممن يدَّعون الإسلام، ويحاربون دعاة التوحيد، ويفترون عليهم، ويلقبونهم بالأسماء المنفِّرة، ليصدوا الناس عنهم، ويُنفِّروهم من التوحيد الذي بعث الله الرسل من أجله، ومن هؤلاء من يسمع طلب الدعاء من الله فلا يخشع، وإذا سمع الدعاء من غير الله، كطلب المدد من الرسول أو الأولياء خشع واستبشر!! فبئس ما يفعلون.

_________________________________________________

الكاتب: الشيخ محمد جميل زينو

محمد جميل زينو

عالم كبير..مدرس في مكة المكرمة.

  • 1
  • 0
  • 1,456

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً