الصيام سبب قوي لكبح الشهوات
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاءٌ»
قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوَّج، فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاءٌ»، (رواه البخاري برقم (4778)، ومسلم (1400) ).
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «فعليه بالصوم فإنه له وجاء»:
قال الإمام القرطبي رحمه الله في "تفسيره" (2 /275): كلَّما قل الأكلُ ضعفت الشهوة، وكلما ضعُفت الشهوة قلَّت المعاصي، وهذا وجهٌ مجازيٌ حسن.
وقيل: هو على العموم؛ لأن الصيام كما قال عليه الصلاة والسلام: «الصيام جنة ووجاء»[1]، وسُبُبُ تَقْوَى؛ لأنه يُميت الشهوات؛ اهـ.
وقال الإمام النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (9 /173): قوله: «فعليه بالصوم»: ليدفع شهوته ويقطع شر مَنْيه، كما يقطعه الوجاءُ؛ أي: الخصي؛ اهـ.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله في "تفسيره" (1 /497): لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان؛ اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "الفتح" (4 /119): قوله: «فعليه بالصوم؛ فإنه له وجاء»: الوجاء: هو رض الخصيتين، وقيل: رض عروقهما، ومن يُفعل به ذلك تنقطع شهوته.
ومقتضاه: أن الصوم قامع لشهوة النكاح، واستُشْكل بأن الصوم يزيد في تهييج الحرارة، وذلك مما يثير الشهوة، لكن ذلك إنما يقع في مبدأ الأمر، فإذا تمادى عليه واعتاده سكن ذلك، والله أعلم؛ اهـ.
[1] هما حديثان: أحدهما: حديث ابن مسعود رضي الله عنه - المذكور أعلى - والآخر: حديث أبي هريرة رضي الله عنه، المذكور في (الفضيلة الثالثة والرابعة والخامسة والعشرون)، والله أعلم.
___________________________________________________
الكاتب: فواز بن علي بن عباس السليماني
- التصنيف: