حدد أولياتك وغير اهتماماتك
ما اهتماماتنا؟ ننام ونستيقظ فماذا نعمل وفي أي شيء نفكر؟
- التصنيفات: تزكية النفس -
ما اهتماماتنا؟ ننام ونستيقظ فماذا نعمل وفي أي شيء نفكر؟ إذا تكلمنا بصدق سنعرف أننا نعيش في مأساة وفاجعة وكارثة، فأغلب اهتمامات كثير من المسلمين اليوم تنصب حول الحب والعلاقات المحرمة، والفيسبوك والواتس آب، وتلك المغنية وهذا اللاعب، والتفاهات التي لا تليق بالمسلمين؛ روى ابن حبان والترمذي في جامعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ».
هل سألنا أنفسنا كيف سنجيب عن هذه الأسئلة يوم القيامة؟ نحتاج إلى إعداد دراسة جدوى لعمرنا لنعرف أين المكاسب؟ وأين النفقات؟ وهل ربحنا أو خسرنا؟ فلنتقِ الله في شبابنا، ولنجعله في طاعة الله، ولنحرص على أن نكون من السبعة الذين يظلهم الله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله في قوله صلى الله عليه وسلم: «سبعةٌ يظلُّهمُ اللَّهُ في ظلِّهِ يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّهُ - وذكر منهم - وَشَابٌّ نَشَأَ في عِبَادَةِ اللَّهِ»؛ (رواه البخاري)، فهل عشنا شبابنا فيما يرضي الله أم في المعاصي والمحرمات؟ هل قضينا ليلنا في مناجاة الله وجمع الحسنات، أم أمام المسلسلات ومع الشباب على الهاتف أو الشات؟ هل قضينا نهارنا في خدمة الدين والأمة ومساعدة المحتاجين، أم في اللهو واللعب وتتبع أخبار الفنانين؟ هل قضيناه في الحب الحرام والشوق والغرام، وخداع الأهل وخيانة الأمانة؟
لنجعل همَّنا همَّ الآخرة، همَّ الدين ونصرته، همَّ الأمة والسعي لرفعتها، لن تخرج الأمة من ضعفها ووهنها وذلها وانكسارها، ولن ترتفع إلا إذا أخذنا بأسباب ذلك، فإلى متى نظل هكذا؟
علينا أن نسأل أنفسنا: ما همومنا؟ هل همومنا أن لون الثياب غير متناسقة مع ألوان الحقيبة؟ هل همنا الوظيفة وطلب الرزق والزواج فقط؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن جعلَ الهمومَ همًّا واحدًا؛ همَّ آخرتِهِ، كفاهُ اللَّهُ همَّ دُنْياهُ، ومَن تشعَّبت بِهِ الهمومُ في أحوالِ الدُّنيا لم يبالِ اللَّهُ في أيِّ أوديتِها هلَكَ»؛ (رواه ابن ماجه).
قبل أن يمضي بنا العمر، وينحني الظهر، ويشيب الشعر، ولا يبقى إلا الندم على ضياع ما فات، وقت لا ينفع الندم؛ ونقول: ﴿ {يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} ﴾ [الفجر: 24]، يجب أن نستغل شبابنا في طلب العلم، وحفظ القرآن الكريم، والجلوس في حلقات القرآن ودروس العلماء، وأن نغتنم شبابنا في كل عمل خير وطاعة، وصيام وقيام ليلٍ، ودعوة إلى الله عز وجل، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، ومعاونة الضعفاء والمرضى، ومجالسة الأخيار، والحج والعمرة، وغير ذلك من أعمال الطاعات.
انظروا إلى هاتين القصتين لتعرفوا أننا سبب كل ما يحدث، وأننا كنَّا السلاح الذي طعن به أعداؤنا أمتنا:
تحكي لنا كتب التاريخ – وبالأخص تاريخ سقوط دولة الأندلس الإسلامية – أنه قبل سقوط الأندلس أرسل أعداء المسلمين هناك جاسوسًا، فذهب الجاسوس إلى شاطئ البحر فوجد شابًّا يبكي، فسأله: ما يبكيك أيها الشاب؟! قال: غلبني شابٌّ مثلي في الرماية ولم آخذ المركز الأول، فرجع الجاسوس إلى قومه، وقال لهم: لن تقدروا على المسلمين الآن؛ لأنهم لا يزالون أقوياء، وبعد عدة سنوات ذهب الجاسوس إلى نفس الشاطئ فوجد شابًّا يبكي، فسأله: ما يبكيك؟ قال: هجرتني حبيبتي، فأسرع إلى قومه، وقال لهم: إذًا الآن نقدر عليهم، وسقطت الأندلس سريعًا بالشهوات.
علينا أن نغير اهتماماتنا، ونحدد أولوياتنا، ونفكرك كيف نغتنم عمرنا فيما ينفعنا، ويكون لنا هدف، ورمضان فرصة للانطلاق والتغيير، وإلا إلى متى الضياع؟
التطبيق العملي:
راجع الأولويات في حياتك، وقم بعمل كشف حساب؛ هل تتجه بوصلة حياتك إلى الاتجاه الصحيح أم تحتاج إلى التعديل؟
الأولويات الحالية:
......................................................................................................
......................................................................................................
تقييمك لأولوياتك:
......................................................................................................
......................................................................................................
أولوياتك الجديدة:
......................................................................................................
......................................................................................................
_________________________________________________________________-
الكاتب: هبة حلمي الجابري