رمضان شهر الصلاة والقيام
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " «مَن قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة» "؛ (خرَّجه الإمام أحمد وأهل السنن)
بقلم / فاطمة الأمير
إن الصلاة نور لنا في الدنيا والآخرة؛ لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يومًا فقال: «من حافظ عليها كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نورٌ، ولا برهان ولا نجاة، وكان يوم القيامة مع قارون، وفرعون، وهامان، وأبي بن خلف» "؛ (مسند الإمام أحمد)، وفي حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: "والصلاة نور"؛ (صحيح مسلم)، ولحديث بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "بشِّر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة » (أبو داود).
ففي هذه الأحاديث وعيد لنا أننا إن تركناها سنكون مع الكافرين - أعاذنا الله وإياكم -، وبشرى أننا إن تمسكنا بها ستكون لنا نورًا وبرهانًا، وفي القيام سنجد لذة العبادة والمناجاة؛ لما كان في القيام من مجاهدة للنفس وترك النوم ودفء الفراش، فهنيئًا لنفس نفضت عنها الكسل وشدَّت الرحال، وقامت تناجي من لا تأخذه سنةٌ ولا نوم.
وفي شهر رمضان سنجد العطاء وحسن الجزاء - وبالأخص عند قيام الليل - ففيه دعوات تطرق أبواب السماء، مُعلنة أن لا شيء قادرٌ على تحقيقها غير الله، فها هي خلوة بين يديك فاغتنمْها، وهي أن تقف بين يدى ربك ترتل وتقرأ بصوت عذب أجمل الآيات القرآنية، محسنًا في صلاتك، مقتديًا بنبيِّك في أداء الصلاة.
عن عائشة رضي الله عنها: " «مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلاَ فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا، فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا» "؛ (صحيح البخاري).
لنعطِ صلاتنا حقَّها في الخشوع والركوع والسجود، فلا نكون كالسارق فيها نسرقها ونصليها في أقل من دقيقة واحدة، وكأننا نؤديها بدون وعي وإدراك منا؛ لأننا واقفون بين يدي رب العباد، فالصلاة عبادة عظيمة تجمع بين كثير من العبادات؛ كقراءة القرآن والدعاء، والركوع والسجود، والتذلل والخشوع لله عز وجل.
وهذه صلاة الفجر تجتمع فيها ملائكة الليل والنهار، ونحن نائمون متدثرون تحت الفراش؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي، فيقولون: تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون"؛ رواه البخاري.
كثيرون يثقلون في الطعام في شهر رمضان، فلا يستطيعون أداء صلاة التراويح، ولو علم خيرها لما تركها؛ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " «مَن قام مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة» "؛ (خرَّجه الإمام أحمد وأهل السنن).
لا تترك أخي الصائم صلاة التراويح في رمضان، واذهب وأقِم صلاتك، سواء كانت في مسجدك أو منزلك، متطيبًا متعطرًا متزينًا، فأنت ذاهب للقاء ربك، وصلِّ صلاتك كأنها صلاة مودِّع، ولتُحسن أداءَها وكأنها آخر صلاة لك، وكأنك ترى الجنة عن يمينك والنار عن شمالك، ولنحذر أن نضيع الصلاة فقد كانت آخر وصايا الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم: عن عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ آخِرُ كَلامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الصَّلاةَ الصَّلاةَ، اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم؛ (صححه الألباني).
أخي المسلم، أختي المسلمة، إذا كُنا نُريد أن نحافظ على صلاتنا بعد رمضان من صلاة مكتُوبة، وسُنن ونوافل، وصلاة الجماعة في المسجد، فها هي فرصتنا الآن في شهر رمضان للتعود والخروج منه وقد أضاء نورُ الصلاة وجوهنا وقلوبنا، وزادتنا قربًا من الله تعالى.
فإذا تقاعست هِمتنا، وأصابنا الفتور، سنردد بصوتٍ عالٍ: إلا الصلاة.
فاطمة الأمير
كاتبة أسعى للتغيير و الإصلاح، وهدفي الدعوة إلى الله، لدي بفضل الله العديد من المقالات وبعض الكتب منها: رمضان بداية حياة، هل يستويان؟!، حتى لا تغتال البراءة.
- التصنيف: