من أقوال السلف في محبة الله عز وجل -2
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بــــديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحــــــــب لمن يحب مطيع
- التصنيفات: التقوى وحب الله -
محبة الله والإحسان وإتقان الإعمال:
** قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: الإحسان وإتقان الأعمال...يجلب محبة الله للعبد
- محبة الله والجهاد في سبيل الله:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : الجهاد دليل المحبة الكاملة, قال الله تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } [التوبة:24] وقال تعالى في صفة المُحبين المحبوبين: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم} [المائدة:54] فوصف المحبوبين المحبين بأنهم أذلة على المؤمنين, أعزة على الكافرين, وأنهم يجاهدون في سبيل الله, ولا يخافون لومة لائم
** قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمه الله: الجهاد...يجلب محبة الله للعبد
- محبة الله وإيثار محبته جل وعلا على محبة النفس ومحبة الخلائق:
** قال إبراهيم بن الجنيد: يُقال: علامة المحبّ على صدق الحب...إيثارهُ محبة سيده على محبة نفسه ومحبة الخلائق, يبدأ بمحبة مولاه قبل محبة نفسه ومحبة الخلائق.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: من علامات المحبة الصادقة, أن المحب يشتغلُ بما يرضى به حبيبه ومولاه, ويستوي عنده من حمده في ذلك أو لامه.
- محبة الله والعدل والقسط:
** قال العلامة عبدالله الجبرين رحمه الله: القسط والعدل...يجلب محبة الله للعبد.
محبة الله ومحبة طاعته ومحبة ما يُحبّ:
** قال الحسن رحمه الله: اعلم أنك لا تحب الله, حتى تحب طاعته.
** قال أحمد بن أبي الحوراني رحمه الله: علامة حب الله حب طاعة الله.
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: أن يكون مؤثراً ما أحبه الله تعالى على ما يحبه في ظاهره وباطنه فيجتنب اتباع الهوى ويعرض عن دعة الكسل
** قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: الرب تعالى...سنته وعادته: أن محبته ورضاه وثوابه لا يكون إلا لمن عبده وأطاعه.....ومن أحبَّ الله أحبَّ من يحبه الله. وكلما ازداد القلب حباً لله ازداد له عبودية, وكلما ازداد له عبودية ازداد له حباً وحرية عما سواه.
** قال ابن رجب رحمه الله: أفضل ما تستجلب به محبة الله عز وجل, فعل الواجبات وترك المنكرات...ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا في طاعة الرب.. ومن امتلأ قلبه من محبة الله عز وجل أحبَّ ما يُحبّه وإن شقَّ على النفس وتألمت به, كما يُقال: المحبة تهوِّن الأثقال, وقال بعض السلف في مرضه: أحبُّهُ إليَّ أحبُّهُ إليه.
** قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: من أحب شيئاً أحبَّ محبوباته, وما يشبهه, وما يتعلق به.
** قال العلامة العثيمين رحمه الله: المحبة جذابة تجذب الإنسان بسلاسل من حديد إلى المحبوب, ولهذا لا يمكن أن تجد أحداً يحب الله عز وجل إلا ويعمل بطاعته.
والمحبة أمرها عظيم...والموفق من وفقه الله وجعل محبته تابعة لمحبة الله عز وجل...ولهذا ينبغي لك دائماً أن تسال الله عز وجل أن يجعل محبتك تابعة لمحبته " اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني إلى حبك."
محبة الله والتنعم بالطاعة:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: أن يتنعم بالطاعة, ولا يستثقلها, كما قال بعضهم: كابدت الليل عشرين سنة, ثم تنعمت به عشرين سنة.
- محبة الله والخوف منه وتعظيمه:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: أن يكون في حبه خائفاً.
- محبة الله والشوق إلى لقائه جل وعلا:
** قال إبراهيم بن الجنيد رحمه الله: يُقال: علامة المحبّ على صدق الحب...الشوق إلى لقائه والنظر إلى وجهه.
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: حب لقاء الله تعالى, في دار السلام.
- محبة الله والتلذذ بالمناجاة وطول القيام:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: أن يواظب على التهجد, ويغتنم هدء الليل وصفاء الوقت بانقطاع العوائق...فمن كان النوم والاشتغال بالحديث ألذ عنده, وأطيب من منجاة الله كيف تصحّ محبته ؟ وقال: إذا أحب الله تعالى أحب لا محالة...التلذذ بالمناجاة فتحمله لذة المناجاة ...على طول القيام.
- محبة الله وذكر نعمه وشكرها:
** قال عبدالعزيز بن عمير: ذكر النعم يورث الحب لله تعالى.
- محبة العبد ومكارم الأخلاق:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: بالجملة جميع محاسن الدين, ومكارم الأخلاق ثمرة الحب.
- محبة الله وعدم عصيانه:
** قال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادعى محبة الله جل جلاله, ولم يحفظ حدوده.
** سئل ذو النون: متى أُحبُّ ربي؟ قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمرَّ من الصبر
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: ألا يعصيه, فمن أحب الله لا يعصيه, ولذلك قال ابن المبارك:
تعصى الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في الفعال بــــديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحــــــــب لمن يحب مطيع
قال سهل رحمه الله تعالى: ليس كل من عمل بطاعة الله عز وجل صار حبيباً, وإنما الحبيب من اجتنب المناهي.
فإن قلت: فالعصيان هل يضاد المحبة ؟ فأقول: إنه يضاد كمالها, ولا يضاد أصلها.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: متى أخل العبد ببعض الواجبات أو ارتكب بعض المحرمات, فمحبته لربه غير تامة, فالواجب عليه المبادرة بالتوبة, والاجتهاد في تكميل المحبة المفضية لفعل الواجبات كلها واجتناب المحرمات كلها.
فجميع المعاصي تنشأ من تقديم هوى النفوس على محبة الله ورسوله.
فمن وقع في ارتكاب شيء من المحرمات أو أخل بشيء من فعل الواجبات فلتقصره في محبة الله, حيث قدم محبة نفسه وهواه على محبة الله, فإن محبة الله لو كملت لمنعت من الوقوع فيما يكرهه
- محبة الله والتأسف لفوات الوقت في غير ذكره وطاعته:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: أن يعظم تأسفه على فوت كل ساعة خلت عن ذكر الله تعالى, وطاعته.
- محبة الله ومحبة أداء النوافل وكراهة المكروهات:
** قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: أن لا يزال مواظباً على طاعة الله, ومتقرباً إليه بالنوافل, وطالباً عنده مزايا الدرجات.
** قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: الدرجة الثانية من المحبة: درجة المقربين: وهي أن يمتلئ القلب بمحبة الله تعالى حتى توجب له محبة النوافل, والاجتهاد فيها, وكراهة المكروهات, والانكفاف عنها.
** قال العلامة السعدي رحمه الله: ومن لوازم محبة الله للعبد أن يكثر العبد من التقرب إلى الله بالفرائض والنوافل.
- محبة الله والمنافسة في كل قربة بإخلاص ونصح:
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله: علامة المحبة ما ذكره الله أن يجتهد العبد في كل محل يقربه إلى الله وينافس في قربه, بإخلاص الأعمال كلها لله والنصح فيها, وإيقاعها في أكمل الوجوه المقدور عليها. فمن زعم أنه يحب الله بغير ذلك فهو كاذب.
- محبة الله ومحبة ذكر صفاته سبحانه وتعالى:
** قال ابن تيمية رحمه الله: الله يُحبُّ من يُحبُّ ذكر صفاته سبحانه وتعالى.
- محبة الله ومحبة عبادة المؤمنين والشدة على أعداء الدين:
قال الإمام الغزالي رحمه الله: علامات محبة العبد لله تعالى: أن يكون مشفقاً على جميع عباد الله, رحيماً بهم, شديداً على جميع أعداء الله, كما قال تعالى: {أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} [الفتح:29] ولا تأخذه لومة لائم, ولا يصرفه عن الغضب لله صارف.
- محبة الله ومحبة الناس للعبد:
** قال يحيى بن معاذ رحمه الله: إن العبد على قدر حبه لمولاه يحببه إلى خلقه.
- محبة الله والتوبة من الذنوب والإنابة إليه:
** قال العلامة السعدي رحمه الله: قوله تعالى: {إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود:90] لمن تاب وأناب, يرحمه فيغفر له, ويقبل توبته, ويحبه.
** قال العلامة الجبرين رحمه الله: التوبة والرجوع إليه سبحانه...تجلب محبة الله للعبد
وختاماً فيقول العلامة السعدي رحمه الله: " يا أيها المحب لربه المشتاق لقربه ولقائه, المسارع في مرضاته, أبشر بقرب لقاء الحبيب, فإنه آت, وكل ما هو آت قريب, فتزود للقائه, وسر نحوه, مستصحباً الرجاء, مؤملاً الوصول إليه."
اللهم إني أسألك حبك, وحب من يحبك, وحب العمل الذي يقربني إلى حبك.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
ملحوظة: لم أذكر أقوال العلامة ابن القيم رحمة الله ضمن العلماء الذين نقلت أقوالهم عن محبة الله عز وجل, لأن له أقوالاً كثيرة في ذلك, في عددٍ من كتبه, وسوف أفردها بعون الله وتوفيقه ببحث مستقل.