مساجد الله !

منذ 2022-04-26

كما أن تخريب المساجد لا يقتصر فقط على صورته الفجة بهدمها بالكلية بل يدخل فيه من منع عباد الله من الصلاة والذكر فيها .

وردت هذه الإضافة ( مساجد الله ) في القرآن ثلاث مرات :

في المرة الأولى جاء الذم والوعيد الشديد لمن منع من ذكر الله في المساجد وسعى في خرابها . قال تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ

وفي المرتين الأخريين كان الكلام عن عمارة المساجد ووصف عمارها ومدحهم ، ونفي هذا الفضل عن المشركين . قال تعالى {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ .إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ

والشاهد من ذلك أن المقصود الأعظم من عمارة المساجد : إقامة الصلوات بها ، وذكر الله فيها ، وتيسير السبيل إليها لكل من قصدها للعبادة ، وليس المراد من عمارتها - كما قال ابن كثير في تفسيره - زخرفتها وإقامة صورتها فقط، إنما عمارتها بذكر الله فيها وإقامة شرعه فيها، ورفعها عن الدنس والشرك "

كما أن تخريب المساجد لا يقتصر فقط على صورته الفجة بهدمها بالكلية بل يدخل فيه من منع عباد الله من الصلاة والذكر فيها .

وقد توعد الله سبحانه الساعي في خراب المساجد ومنع المؤمنين من ذكر الله فيها بالخزي في الدنيا وبالعذاب العظيم في الآخرة  {لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ }  ولعل الله سبحانه أن يرينا فيمن فعل ذلك الخزي الدنيوي عاجلا غير آجل .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 1
  • 0
  • 866

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً