حسن الختام في وداع الصيام

منذ 2022-04-28

ودِّعوا شهرَكم بالأعمال الصالحة، والأوقات الرابحة، وتفقدوا أحوال الفقراء والمساكين، وأعطوا الأرامل واليتامى والمحتاجين، أغنُوهم عن السؤال ومدِّ اليد في هذه الأيام المباركة

لكلِّ شيءٍ إذا ما تَمَّ نقصانٌ، ولكل خيرٍ إذا ما عمَّ إنسانٌ، ولكل وقت إذا ما مضى حُسبانٌ، ولكل طاعةٍ إذا ما انقضت حكمةٌ وبيانٌ!

 

الدقائق تمرُّ، والساعات تكرُّ، والليالي تتعاقبُ، الأيام تتسارَعُ، وكأن ما بين رؤية هلال رمضان ورؤية هلال العيد إلا عشية أو ضحاها، وصدق رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى َتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَة، والسعفة هي الْخُوصَةُ؛ (رواه أبو هريرة) .

 

قال النووي: الْمُرَاد بِقِصَرِهِ عَدَم الْبَرَكَة فِيهِ، وَأَنَّ الْيَوْم مَثَلًا يَصِير الانْتِفَاع بِهِ بِقَدْرِ الانْتِفَاع بِالسَّاعَةِ الْوَاحِدَة.

 

 

وقال الحافظ: وَالْحَقُّ أَنَّ الْمُرَاد نَزْع الْبَرَكَة مِنْ كُلِّ شَيْء حَتَّى مِنْ الزَّمَان، وَذَلِكَ مِنْ عَلامَات قُرْب السَّاعَة، وهكذا فإنَّ كلَّ شيءٍ إلى فوات، وكلَّ جمْعٍ إلى شتات، وكلَّ حَيٍّ إلى مَوات، وأنَّ الله - عز وجل - يجمعُ الناس كلَّ الناس ليومٍ لا ريبَ فيه: {رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 9].

دقات قلب المرء قائلة لـــــــــه   ***  إن الحياة دقائقٌ وثوانِ 

فارفَع لنفسك بعد موتك ذكرَها   ***  فالذكرُ للإنسان عمرٌ ثانِ 

 

فيا مَن أدركتم رمضانَ، هل أدَّيْتُم حقَّه؟ هل صُمْتُم إيمانًا واحْتسابًا؟ هل قُمْتُم إيمانًا واحتسابًا؟ هل عِشْتُم ليلَةَ القَدْر كما ينبغي؟ هل استثمرتم أوقاتكم؟! هل أخلصتُم لتنالوا البركة والمغفرة والسعادة والأجر العظيم؟!

 

 

تفكَّروا في سرعة مرور الليالي والأيام، وانقضاء الشهور والأعوام، واعلَموا أن بمرورها تنقص أعمارُكم، وتُطوى صحائفكم، وترفع أعمالُكم، وتقتربون من آخرتكم، وتُقبلون على ربكم، فبادروا بالتوبة والأعمال الصالحة، قبل انقضاء الفرص السانحة، والأوقات المربحة والأعمال الفالحة.

 

 

رمضان سوق نُصب ثم انفضَّ، كسب فيه البكاؤون من خشية الله، الصائمون ابتغاء مرضات الله، الذين جعلوا أيديهم ممرًّا لعطاء الله، الذين بلغوا تقوى الله!

 

 

وخسِر فيه الغافلون المهملون، هؤلاء لم يأخذوا من الإسلام إلا اسمَه، ولا من الإيمان إلا رسمه، فهم قد وقفوا عند مرتبة الإسلام ولم يتجاوزها بعد إلى مرتبة الإيمان.

 

 

فطوبَى لشابٍّ نشأ في عبادة ربِّه طاعة لله، وطوبَى لرجلٍ ذَكَرَ الله خاليًا ففاضتْ عيناه، وطوبَى لفتاة أُمِرَتْ بالحجاب، فقالتْ: لبَّيك يا الله، وطوبَى لامْرأة أطاعتْ زوجَها، وصامتْ شهرَها، وصلَّتْ خمْسَها حُبًّا في الله، وطُوبَى لِمَن أطْعمَ أفواهًا، وكسا أجسادًا، ورَحِمَ أيتامًا، ووَصَلَ أرحامًا، ونَصَرَ مظلومًا!

 

 

طوبي للذين صبروا على الطاعة، صبَروا على العبادة، صبروا على الصيام، صبروا على القيام، صبروا على تلاوة القرآن، لا صبر الاستسلام، إنما صبرُ الاستعلاء، لا صبر القعود، إنما صبرُ النهوض، لا صبر الخمول والكسل، إنما صبرُ النشاط والعمل: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10]؛ أي: يغرفُ لهم من الحسنات غرْفًا.

 

 

ضيفٌ كريمٌ لا يزورنا إلا مرة كلَّ عام، يوشك أن يرحلَ، من الناس مَن أحسنَ وِفادته، ومِن الناس مَن أكرمَ زيارته، ومِن الناس مَن أجملَ ضيافته، ومِن الناس مَن أحسَن صيامَه وقيامَه، ومن الناس مَن رحلَ عنه رمضانُ وهو يَحملُ له أسوءَ الذكريات.

 

 

يوشكُ رمضان على الانتهاء، فمن كان يعبدُ رمضان، فإنَّ رمضان يكاد ينتهي، ومَن كانَ يعبدُ الله، فإنَّ اللهَ حَيٌّ لا يموت: ﴿ مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 96].

 

 

رمضان يكاد ينتهي وهو يُسبغ علينا من نفحاته، ويُسدي علينا من رحماته، ويَغمرنا بشفاعته وحكمته وبيانه!

 

 

الصوم من أجْل بلوغ التقوى، "لعلكم تتقون"، والتقوى أن يجدك الله حيث أمرَك ولا يجدك حيث نهاك، التقوى أن تجعل بينك وبين النار ستار بطاعة الله لا بمعصيته، بشكر الله لا بكفره، بالإخلاص لله لا بشركه، رمضان يكاد ينتهي وهو يُعلن فينا أن تقوى الله هي خير لباس: {وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ} [الأعراف: 26]، رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ ميراثٍ: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} [مريم: 63].

 

 

رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ زادٍ: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} [البقرة: 197].

 

 

رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ وصيةٍ: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ} [النساء: 131].

 

 

رمضان يكاد ينتهي وهو يعلن فينا أن تقوى الله هي خيرُ تركةٍ تتركها لأولادك وأحفادك مِن بعدك: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [النساء: 9].

 

 

إنَّ هذا الشهر الكريم يُعلن فينا أنه لا قيمةَ إلا بالإيمان، ولا نجاة إلا بالتقوى، ولا فوزَ إلا بالطاعة، ولا يَنال الدرجات العُلا إلا رجلٌ مُجاهِد ينصرُ العقيدةَ، ويَحْمي الحقَّ، ويجابه الباطلَ، إذا قُرِئ عليه القرآن يستمع، وإذا نُودِي بالإيمان فإنه يُلبِّي: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].

 

 

يوشكُ رمضان على الانتهاء، وهو يُعلِّمنا أنَّ القلبَ المعمور بالإيمان، المنساق إلى الحقِّ، المنطلق إلى الصواب - لا يخرجُ منه إلا ما ينفعُ البلاد والعبادَ، لا يخرجُ منه إلا ما يُعبِّدُ الطريق إلى الله، لا يخرج منه إلا ما يراعي العهود.

 

 

فرصة لك أيها الحبيب اغتنِم ما بقِي من ساعات رمضان، فأحسِن ختامه بتجديد وضعك مع الله، اختمه بنفسٍ طيبة، ووجهٍ مشرق، وقلبٍ حيٍّ وهِمةٍ عالية، وعزيمة ماضية، على أن ما بقِي فرصة للعمل الصالح تنجح فيها بإذن الله، وتبلغ تقواه ورضاه.

 

 

ودِّعوا شهرَكم بالأعمال الصالحة، والأوقات الرابحة، وتفقدوا أحوال الفقراء والمساكين، وأعطوا الأرامل واليتامى والمحتاجين، أغنُوهم عن السؤال ومدِّ اليد في هذه الأيام المباركة، سدُّوا عِوَزَهم، وأطعموا جائعهم، وفكُّوا أسيرهم، واكسُوا عاريهم، وآتوهم من مال الله الذي آتاكم، فالمال أمانة عندكم، فأروا الله من أنفسكم خيرًا في مثل هذه الأيام.

 

 

السعيد من أنفَق ماله في الطاعات والقربات، والشقي مَن صرَفه في الهوى والملذات والشهوات، واعلموا أن المسلم أخو المسلم، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، قال صلى الله عليه وسلم: "مثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطُفهم، مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"؛ متفق عليه.

 

 

بالأمس القريب كنا ننتظر بكل الحب والشوق حلولَ ضيف عظيم، وغائب منتظر، كنا نستقبل شهر رمضان المبارك الذي يحمل بين طيَّاته الرحمة والمغفرة والعتق من النار، كم فرِح المسلمون في أصقاع الأرض على اختلاف لغاتهم وأجناسهم بتلك المنحة الربانية، والرحمة الإلهية، والهبة الربانية التي يُجزِلُ بها سبحانه من الأجر بما هو أهلٌ له.

 

 

ها أنتم تودِّعون شهر الرحمة والخير والبركة بكل الحزن والأسى، فوالله ما عرَف المسلمون اجتماعًا ولا تآخيًا ولا إحسانًا ولا تجانسًا ولا تعاطفًا كما هو الحال في شهر رمضان، وما عرفوا للعبادة لذة، وما تذوقوا للطاعة طعمًا، كما في شهر الصلاة والقيام، شهر البر وصلة الأرحام، شهر القرآن والاحسان، شهر رمضان.

 

 

ها أنتم تودِّعون شهر رمضان مرتحلًا عنكم بأفعالكم واعمالكم وأقوالكم، فهو شاهدٌ لكم أو عليكم، فهنيئًا لمن كان هذا الشهر شاهدًا له، وويلٌ لمن كان شهر رمضان خَصمه وعدوه، والحسرة والندامة لمن كان رمضان شاهدًا عليه.

 

 

الخسارة التي لا تعدلها خسارة أن يوفِّق العبد لإدراك مواسم العطاء، ثم يخرج منها صفرَ اليدين، خالي الوفاض، العار والشنار لمن يستقبله بالطاعة، ثم ينقلب على عقبَيه ويودِّعه بالمعصية: {كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل: 92]، بل إنك تجد من المسلمين مَن خرَج عنه شهر رمضان وحمله أوزارًا وآثامًا ثقالًا تنوء بحمْلها الجبال الراسيات، حملها بظلمه وجهله، حمَلها بجحوده وعناده، بغفلته وإهماله، يشاهد المسلسلات الهابطة والأفلام الخليعة، وعقَّ والديه وعاش بالكذب والنفاق، وآذى المسلمين في بيوتهم وأموالهم!

 

 

أما الذين يودعون رمضان ذاكرين شاكرين مخبتين، صائمين قائمين قانتين، تائبين منيبين، {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: 18]، فهم في كنفِ الله ورحمته وحفظه ورعايته: "احفَظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك"؛ صحيح البخاري.

 

 

الذين يودِّعون رمضان بالتعاون على البرِّ والتقوى، يجمعون الزكوات، ويوزِّعونها على الفقراء والمساكين، يُقيمون تكافلًا لأفْراد المجتمع غير القادرين، فيمثِّلون حَلَقة الوصْل بيْن الأغنياء والفقراء، إنَّهم يَبْغون الأجْرَ من الله، يَعتزون بإسلامهم، ويفرحون بطاعة ربِّهم، فيرفع الله أعمالَهم، ويصعد إلى الله كَلمُهم: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ} [فاطر: 10].

 

 

الذين يودِّعون رمضان واصلين أرحامهم باذلين أموالهم، فرحين بعطاء الله لهم، هؤلاء فقط يقبضون جوائزهم يوم الفطر: (إذا كان يوم عيد الفطر وقفت الملائكة على أبواب الطريق، فنادَوا: اغدوا - يا معشر المسلمين - إلى ربٍّ كريم، يَمُن بالخير ثم يُثيب عليه الجزيل، لقد أُمرتُم بقيام الليل فقمتم، وأُمرتم بصيام النهار فصمتُم، وأطعتم ربَّكم، فاقبضوا جوائزكم، فإذا صلَّوْا نادى منادٍ: ألا إن ربَّكم قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة"؛ رواه الطبراني في الكبير.

 

 

الذين يودِّعون رمضان مكمِّلين العدةَ، مكبرين لله شاكرين لعطاياه، هم مَن يدخلون من باب الريان إلى جنة الخلد والفردوس الأعلى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].

 

 

الذين يودِّعون شهر الصيام على منهج الله، متبعين لرسول الله، ليِّنين في طاعة الله، لا يتوجَّهون الا الله ولا يتوكلون إلا على الله ولا يستعينون إلا بالله، فهم الذين يتولاهم الله ويُجزل لهم العطاء، ويفتح لهم أبواب السماء ويرفع عنهم البلاء والشقاء، ويُفرحهم يوم اللقاء: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 88، 89].

 

 

الذين يودِّعون شهر الصيام فيحسنون ختامَه بالدعاء، يرفعون أكفَّ الضراعة إلى خالقهم، ويطلبون حوائجهم من رازقهم، ولا يسألون إلا ربَّهم، فهم عباده وهو قريب منهم يُجيبهم ويُرشدهم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186].

 

 

الذين يودِّعون شهر الصيام وهم يحسنون الختام بتحرِّي ليلة القدر، يصومون نهاره ويقومون ليله ابتغاءَ رضوان الله، ويتعرضون لنفحاته، ويقتربون من رحماته، فتكون لهم - هذه الليلة - في العبادة خيرًا من ألف شهر، تضيف لهم قدرًا فوق قدرهم، وأجرًا فوق أجرهم، وعمرًا فوق عمرهم، وأمنًا مع أمنهم، وسلامًا مع سلامهم: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3].

 

 

الذين يودِّعون شهر الصيام فرحين مستبشرين كما استقبلوه فرحين مهللين، إنما يواصلون الفرحة إذا انتهى اليوم وتناولوا الإفطار، وكذلك إذا انتهى الشهر وأكملوا العدة، والفرحة الكبرى لهم عند لقاء ربهم: "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقِي ربَّه فرِح"؛ صحيح مسلم.

 

 

اللهم اجعَلنا لك ذاكرين شاكرين منيبين مخبتين، فرحين مستبشرين يا ربَّ العالمين.

__________________________________________________
الكاتب: خميس النقيب

  • 1
  • 0
  • 1,780

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً