حديث: من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ...
عن زيد بن خالد- أن رسول الله - ﷺ - قال: «من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخيرٍ فقد غزا» (متفق عليه).
عن زيد بن خالد - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «من جهَّز غازيًا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيًا في سبيل الله بخيرٍ فقد غزا» (متفق عليه).
ﻫﺬا الحدبث من ضمن الأﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ، ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ - ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﻳﺎﺽ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ، ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻭﻓﻴﻬﺎ ﻣﺴﺎﺋﻞ؛ ﻣﻨﻬﺎ:
ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﻛﺎﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﺪﺑﻴﺮ ﻓﻲ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ وقال: ﺇﻧﻲ ﺃﺭﻳﺪ ﺍﻟﻐﺰﻭ ﻭﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺷﻲﺀ - ﻳﻌﻨﻲ ﻳﻐﺰﻭ ﺑﻪ - ﻓﺄﺣﺎﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺗﺠﻬﺰ ﻟﻴﻐﺰﻭ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺮﺽ، ﺛﻢ ﺇﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﺣﺒﻪ، ﻓﺄﺧﺬ ﺟﻬﺎﺯﻩ، ﻭﻗﺎﻝ لاﻣﺮﺃﺗﻪ: لا ﺗﺘﺮﻛﻲ ﻣﻨﻪ شيئًا؛ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻛﻲ شيئًا ﻓﻴﺒﺎﺭﻙ ﻟﻨﺎ ﻓﻴﻪ، ﻓﺠﻬﺰﻩ، ﻭفي هذا ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺰ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ، ﻭﺃﻋﻄﺎﻩ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻟﻐﺰﻭﻩ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﻐﺰﻭ، ﻭﺃﻥ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻠﻪ ﻣﺜﻞ ﺃﺟﺮﻩ، ﻭﻳﺪﻝ ﻟﻬﺬﺍ ﺃﻳﻀًﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﺑﻨﻲ ﻟﺤﻴﺎﻥ؛ ﺣﻴﺚ إﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻳﺒﻘﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺨﻠﻒ ﺍﻟﻐﺎﺯﻱ ﻓﻲ ﺃﻫﻠﻪ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻧﺼﻒ ﺃﺟﺮﻩ؛ لأﻥ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻐﺎﺯﻱ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ الأﺣﺎﺩﻳﺚ ﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻓﻀﺎﺋﻞ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺃﻥ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﺖ ﻇﻼﻝ ﺍﻟﺴﻴﻮﻑ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻗﺎﺗﻞ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺘﺎﻟﻪ ﺳﺒﺒًﺎ ﻟﺪﺧﻮﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ؛ ﻓﻘﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺑﺎﺑًﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ، ﻳﺪﺧﻠﻪ ﻣﻦ ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ.
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺗﻜﻔﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ الأﻋﻤﺎﻝ ﺇلا ﺍﻟدَّﻳﻦ؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﺇلا ﺩﻳﻦ الآﺩﻣﻲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ لا ﺗﻜﻔﺮﻩ؛ ﻭﺫﻟﻚ لأﻥ ﺩﻳﻦ الآﺩﻣﻲ لا ﺑﺪ ﻣﻦ ﺇﻳﻔﺎﺋﻪ ﺇﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺇﻣﺎ ﻓﻲ الآﺧﺮﺓ.
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺃﻧﻪ لا ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﻫﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ولا ﻳﺘﺪﻳﻦ ﺇلا ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، لا ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، بل ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﻮﻯ؛ لأﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ: ﺯﻭﺟﻨﻲ، ﻓﻘﺎﻝ: «أﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ»، ﻗﺎﻝ: ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪﻱ ﺇلا ﺇﺯﺍﺭﻱ، ﻗﺎﻝ: «ﺇﺯﺍﺭﻙ لا ﻳﻨﻔﻌﻬﺎ؛ إﻥ ﺃﻋﻄﻴﺘﻬﺎ ﺇﻳﺎﻩ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻼ ﺇﺯﺍﺭ، ﻭإﻥ ﺃﺑﻘﻴﺘﻪ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﻘﻴﺖ ﺑﻼ ﻣﻬﺮ، ﺍﻟﺘﻤﺲ ﻭﻟﻮ ﺧﺎﺗﻤًﺎ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ»، ﻓﺎﻟﺘﻤﺲ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺪ، ﻓﻘﺎﻝ: «زوجتكها ﺑﻤﺎ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ»، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ: ﺍﺳﺘﻘﺮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﺯﻭﺍﺝ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﺄﺫﻥ ﻟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ - صلى الله عليه وسلم - ﺑﻞ ﻟﻢ ﻳﺮﺷﺪﻩ ﺇﻟﻰ ﺍلاﺳﺘﺪﺍﻧﺔ؛ لأﻥ ﺍﻟدَّﻳﻦ ﺧﻄﻴﺮ ﺟدًّا، والأﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻬﻦ بالدين.
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺫﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﺮﺯ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺃلا ﻳﻜﺜﺮ من الإﻧﻔﺎﻕ؛ لأﻥ ﻛﺜﻴرًﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺗﺠﺪﻩ ﻓﻘﻴرًﺍ ﺛﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺃﻫﻠﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﻖ الأﻏﻨﻴﺎﺀ؛ ﻓﻴﺴﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﻭﻳﺴﺘﻠﻒ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ، ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﻳﺮﺍﺑﻲ، ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻠﻂ ﻋﻈﻴﻢ؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻚ ﺇلا ﻭﺟﺒﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﻠﻒ، ﺍﺻﺒﺮ ﻭﻗﻞ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺃﻏﻨﻨﻲ.
ﺃﻣﺎ ﺗﻬﺎﻭﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ - ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﺎﻓﻴﺔ - ﻳﺴﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺵ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻓﺮﺍﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺪﺭﺝ، فهذا ﻏﻠﻂ، ﺃﻭ ﻳﺴﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻓﺨﻤﺔ، ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻜﻔﻴﻪ ﺳﻴﺎﺭﺓ ﻣﺜﻼً ﺑﻌﺸﺮﻳﻦ ﺃلفًا ﻳﻘﻮﻝ: لا ﺑﻤﺎﺋﺔ ﺃﻟﻒ، ﻭﻫﻮ ﻓﻘﻴﺮ.
ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ، ﻭﻣﻦ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﻣﻦ ﻗﻠﺔ ﺍﻟﻤﺒﺎلاﺓ؛ لأﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ لا ﺗﻜﻔﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ، لا ﺗﻜﻔﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻓﻜﻴﻒ ﺗﺴﺘﺪﻳﻦ ﺇلا ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﻭﺃﻗﻮﻝ: ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻟﻴﺲ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ؛ ﻳﻌﻨﻲ: ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﻨﺖ ﻣﺤﺘﺎﺟًﺎ ﻟﻌﺪﺓ ﻛﻤﺎﻟﻴﺎﺕ، لا ﺗﺴﺘﺪن، لا ﺗﺸﺘرِ شيئًا ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻚ ﺛﻤﻨﻪ، ﺍﺻﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﻳﺮﺯﻗﻚ ﺍﻟﻠﻪ، ﺛﻢ ﺍﺷﺘﺮ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﺍﻟﺤﺎﻝ.
ﻭﻫﻨﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ: ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻳﻦ ﺛﻢ ﻳﺘﺼﺪﻕ.
ﻭﻳﻘﻮﻝ: ﺃﺣﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺪﻗﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺣﺮﺍﻡ، فكيف ﺗﺘﺼﺪﻕ، ﻭﺃﻧﺖ ﻣﺪﻳﻦ؟! ﺃدِّ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﺃولاً ﺛﻢ ﺍﻟﺘﻄﻮﻉ ﺛﺎﻧﻴًﺎ؛ لأﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺼﺪﻕ ولا ﻳﻮﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻛﺎﻟﺬﻱ ﻳﺒﻨﻲ ﻗﺼرًﺍ ﻭﻳﻬﺪﻡ ﻣﺼرًﺍ.
ﺃﻧﺖ الآﻥ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺃﻥ ﺗﻮﻓﻲ ﺩﻳﻨﻚ، فكيف ﺗﺘﺼﺪﻕ؟ ﺃﻭفِ ﺛﻢ ﺗﺼﺪﻕ.
ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺳﻼﻡ لا ﻳﻨﻔﻊ ﺻﺎﺣﺒﻪ؛ لأﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﺘﺄﺫﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ - صلى الله عليه وسلم - ﻭﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺃﺟﺎﻫﺪ ﺛﻢ ﺃﺳﻠﻢ، ﺃﻡ ﺃﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﺃﺟﺎﻫﺪ؟ ﻗﺎﻝ: «ﺃﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﺟﺎﻫﺪ»، ﻓﺄﺳﻠﻢ ﺛﻢ ﺟﺎﻫﺪ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺟﻤﻴﻊ الأﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻳﺸﺘﺮﻁ ﻓﻴﻬﺎ الإﺳﻼﻡ، لا ﻳﻘﺒﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺻﺪﻗﺔ، ولا ﺣجًّا، ولا ﺻﻴﺎمًا، ولا ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻠﻢ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﻨﺎ ﻣﺜﻼً ﺭﺟلاً لا ﻳﺼﻠﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ، ﻛﺜﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﻗﺎﺕ، ﺑﺸﻮﺵ ﻟﻠﻨﺎﺱ، ﺃﺧﻼﻗﻪ ﻃﻴﺒﺔ، ﻟﻜﻨﻪ لا ﻳﺼﻠﻲ، فاﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﻌﻤﻠﻪ لا ﻳﻨﻔﻌﻪ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﺼﻴﺎﻡ ﻳﺼﻮﻡ ﺭﻣﻀﺎﻥ ولا ﻳﺼﻠﻲ، ﻣﺎ ﻟﻪ ﺻﻴﺎﻡ، ﻳﺤﺞ ﻭﻣﺎ ﻳﺼﻠﻲ ﻣﺎ ﻟﻪ ﺣﺞ، ﺑﻞ ﻳﺤﺮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻭﺡ ﻣﻜﺔ، ولا ﻳﺼﻠﻲ؛ لأﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28]؛ فالإسلام ﺷﺮﻁ ﻟﻜﻞ ﻋﺒﺎﺩﺓ، لا ﺗﻘﺒﻞ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺇلا ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ، ولا ﺗﺼﺢ ﺃﻱ ﻋﺒﺎﺩﺓ ﺇلا ﺑﺎﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻮﻓﻖ؛ [ابن عثيمين].
- التصنيف: