نفع الآخرين

منذ 2022-05-16

لقد وضَّح النبي صلى الله عليه وسلم أن الأُمَّة كالجسد الواحد، فهم متماسكون فيما بينهم، متكاملو الأدوار في قضاء بعضهم حوائجَ بعض، وبهذا تظهر قوة هذه الأُمَّة، وترابطها وتماسكها، فهم كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضًا.

لقد وضَّح النبي صلى الله عليه وسلم أن الأُمَّة كالجسد الواحد، فهم متماسكون فيما بينهم، متكاملو الأدوار في قضاء بعضهم حوائجَ بعض، وبهذا تظهر قوة هذه الأُمَّة، وترابطها وتماسكها، فهم كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضًا.

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومَنْ فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج اللهُ عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومَنْ ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة» [1]، وهذا النفع يتنوَّع، فتارة يكون بالقول؛ كالدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو بالفعل؛ كالشفاعة وقضاء الحاجات، أو بالقلب كسلامته لهم من الغل والحقد والصفات الذميمة، فيا بُشْرى مَنْ كان يعمل هذه الأنواع من النفع للآخرين!

 

إذا قدمت لأخيك المسلم منفعةً أيًّا كانت، فاعلم أن هذا من الإحسان إليه، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فهنيئًا لك، واستشعر حال إحسانك بشائر عظيمة، منها:

1- بشراك في محبة الله تعالى لك {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 13].

 

2- بشراك في معية الله لك {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل: 128].

 

3- بشراك في رحمة الله بك {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56].

 

4- بشراك في إحسان الله إليك {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60].

 

5- بشراك في عون الله لك، قال صلى الله عليه وسلم: «... والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...»[2].

 

فإذا استشعرت هذه الأمور الخمسة العظيمة، فلا شكَّ أنك ستحرص على البحث عن نفع الآخرين، فكيف بقبول طلبهم إذا طلبوا النفع منك لهم، فتسارع إلى نفعهم ابتغاء هذه الأجور العظيمة؟!

 

ربما دعا لك صاحب هذه الحاجة بدعوة أجيبت؛ فتسعد في دُنياك وأُخْراك، وهذا مما كنت ترجوه وتريده، وذلك زيادة على الفضل المتنوِّع في نفع الآخرين، فأبشر بالخير والمزيد.

 

ولا تنسَ أنك بعملك هذا تنشر ثقافة النفع بين الناس، فتكون أنت بذلك داعيًا إلى الخير بفعلك من حيث لا تشعُر، فتكون مع نفعك للآخرين قدوةً لهم.

 

إيَّاك أن تذكر في مجالسك ما فعلته مع الآخرين؛ فإن هذا ربما يجرحهم، ويحرجهم، وقد لا يرتضونه، واجعل العمل خالصًا لله تعالى مخفيًّا عن الناس، وهذا الخفاء لا يمنع من حثِّ الناس على نفع الآخرين بوجه عام، وإن أردت الاستشهاد بما تفعل، فلا تذكر اسم من أحسنت إليه.

 

حاول متابعة العمل في نفع الآخرين؛ حتى يكون هذا الخلق سجيةً لك تتَّصف بها، وربما تُعرَف بها، فإن نفع الآخرين متنوِّع، فإن لم تجد ما تنفعهم به، فادعُ لهم، فهو لا شكَّ نفعٌ عظيمٌ لهم.

 

 


[1] أخرجه البخاري (3 /128).

[2] أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2699) 4 /2074.

  • 1
  • 0
  • 772

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً