تفاعل جمهور وسائل التواصل
المقصود أن لا يعطي الناس هذه المواقع وما يدور فيها من نقاشات أكبر من حجمها - مع الإقرار بأهميتها وخطورتها الكبيرة - وأن لا يظن ظان أنها نسخة مطابقة تماما للواقع
غالبا لا يستمر تفاعل جمهور وسائل التواصل الاجتماعي مع أي حدث - مهما كان حجمه - سوى أيام قليلة ، ربما أسبوع على الأكثر ، ثم يفقد تدريجيا وتيرة الانشغال به ، وتزاحمه أحداث أخرى ، وهذا كله راجع لحالة السرعة واللهاث المستمر ، وحالة الملل وكراهية العمق الزائد التي تغلب على طبيعة رواد تلك المواقع .
ويضاف لذلك أن نشاط الناس على تلك المواقع عبارة عن منشور أو أكثر يكتبه أحدهم أو تفاعلات عابرة من علامة إعجاب أو تعليق ثم يعود كل شخص لحياته العملية بكل ما فيها من مشاكل وضغوط .
ولو طبقت ذلك على موضوع الصحفية الفلسطينية المغدور بها ، فسوف تجد أن الكلام عنها قل كثيرا وبدأ الناس ينشغلون بقضايا أخرى كثيرة جادة او هازلة ( عيون أبي الهول - والمستريحين في أسوان وعبر ربوع مصر المحروسة )
وحتى على المستوى الدولي فسوف ينتهي الموضوع كالعادة إلى بيانات إدانة هزيلة ولجان تحقيق تستغرق شهورا وبعدها يبرد الموضوع ويدخل في غياهب النسيان وتأتي مصائب أخرى تجعله مجرد ذكرى .
ما المقصود من ذلك كله : المقصود أن لا يعطي الناس هذه المواقع وما يدور فيها من نقاشات أكبر من حجمها - مع الإقرار بأهميتها وخطورتها الكبيرة - وأن لا يظن ظان أنها نسخة مطابقة تماما للواقع ، وأن يتواضع جماعة الحكماء ممن رفعوا شعار فقه الأولويات- مع عظم هذا الفقه وضرورته - في وجه من يخالفونهم في تحديد ما هو الأكثر أهمية ، ورأوا أنه لا ينبغي ألا ينشغل أحد إلا بالقضية الفلانية أو العلانية ، وأن من يفعل غير ذلك يضرب جهود الأمة في مقتل ويشغلها عن أعدائها .
فيا جماعة الخير : الأمر أهون من ذلك كله ، وها هو الموقف السابق مر بحلوه ومره ، وسوف ينشغل الناس بمواقف أخرى ، ويتكلم كل واحد برأيه الذي يعجبه مسفها رأي غيره ، وهكذا الناس ( وإعجاب كل ذي رأي برأيه )
وربما كان الذي سيبقى من ذلك كله : دلالة الناس على خير ، أو تحذيرهم من شر ، أو تصحيح عقائدهم ، أو تحذيرهم من ضلالات وانحرافات ، والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا به .
- التصنيف: